افتتح اليوم الأربعاء، الشيخ سلطان بن محمد القاسمى حاكم إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة "بنيالى الشارقة" الحادى عشر تحت عنوان "نهوض.. نحو خارطة ثقافية جديدة". يشارك فى البينالى الذى تستمر فعالياته ثلاثة أشهر من 13 مارس حتى 13 مايو 2013، 100 فنان فى مجالات فنية مختلفة يضم بينالى الشارقة 11 أكثر من 100 مشارك، من 41 بلداً، حيث يتضمن برنامجاً حافلاً من العروض والأفلام الموسيقى وعروض الأداء والندوات والتصوير الفوتوغرافى والجداريات. تشرف على البينالى (يوكو هاسيكاوا) المقيم الأول لمتحف الفن المعاصر فى طوكيو، وأستاذة نظرية الفن فى جامعة تاما للفنون فى طوكيو، والتى تعمل على إعادة تقييم المعرفة فى العصر الحديث، وإعادة النظر فى العلاقات الثقافية بين العالم العربى وآسيا والشرق الأقصى وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقد استلهمت فكرة البينالى هذا العام من اندماج الثقافات المختلفة فى إمارة الشارقة التى يعيش فيها بشر من دول مختلفة، ومع ذلك اندمجوا بثقافاتهم المختلفة خصوصا الثقافات الآسيوية، وتعمل ساوا على أن يأتى الفنانون بثقافاتهم ومفاهيمهم المختلفة من بلدانهم للتعبير عنها هنا. وركزت فى التيمة الأساسية لفعاليات البينالى على فكرة (الباحات / الساحات) الإسلامية، وكيف أثرت على البناء بشكل عام، وقد تم استخدام الباحات الخاصة التى تبرع بها بعض الأفراد ليستخدمها الفنانون فى عرض أعمالهم، كما سيتم استخدام الساحات العامة فى تقديم العروض الموسيقية. وقد استلهمت هاسيكاوا مفهوم الفناء أو الساحة فى العمارة الإسلامية كفضاء يحتضن ذاكرة الثقافة المحلية، ويسهم فى إنتاج معرفة جديدة، من خلال التبادل واللقاءات التى يستضيفها، وعلى وجه الخصوص، الفناء والساحة التاريخية فى الشارقة، حيث تتشابك عناصر من الحياة الخاصة والعامة، وتتداخل "موضوعية" العالم السياسى مع الاستقراء الذاتى، فى فضاء من الاستقرار والعبور. ويمكن أن يمثل "الفناء" فضاء لإنتاج الوعى والمعارف الجديدة، وساحة للاختبار والتجريب تعكس إمارة الشارقة كمنطقة حيوية توفر مناخاً من التحول والتطور والإبداع. لقد اختارت هاسيكاوا أكثر من 100 مشارك من الفنانين والمبدعين والمهندسين المعماريين والمخرجين والموسيقيين وفنانى الأداء، والذين تحاكى أعمالهم ثيمة البينالى: تعقيدات وتنوع الثقافات والمجتمعات، الصلات المكانية والسياسية، المفاهيم الجديدة لأشكال الحوار والتواصل والتبادل، والإنتاج من خلال الفن والممارسات المعمارية التى تعكس طرائق جديدة من المعرفة والتفكير والشعور. تتم العروض من خلال الاستخدام المختلف (للباحات /الساحات)، ومن ضمنها الأفلام المشاركة التى يشرف على فعالياتها المخرج التايلاندى (أبيتشاونج) الفائز بجائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان 2010 عن فيلمه "العم بونم يتذكر حيواته السابقة"، الذى اختار فعاليات السينما هذا العام المشاركة بالبينالى التى ناقشت "مفهوم الجن" فى الثقافات المختلفة. أما فنان الصوت اللبنانى طارق عطوة القائم على الفعاليات الموسيقية الذى عمل على تنسيق عمل من أربع مقطوعات يقدمها عشرة من عازفى الطبول باسم "النداء"، وسوف تقدم فى الساحات العامة والجراكات والشوارع الصغيرة لجذب الجمهور من الشارع إلى موقع البينالى، والثانية بعنوان مقطوعة وترية تقدم فى أروقة البينالى، الثالثة بعنوان "الصمت" والتى اعتمدت على ورشة فنية مع الأطفال الصم للتعرف على علاقتهم بالصوت، والرابعة بعنوان "ما يأتى من الباطن" وهى من إبداع الصم ويقدمونها بإبداع جديد معتمد على الجسد والأقدام، بالإضافة إلى عرض الأداء المنفرد للفنان المصرى حسن خان، وذلك خلال أسبوع الافتتاح، وسيتضمن البرنامج عروض سكايب الراقصة للثنائى التونسى الراقص سلمى وسفيان ويسى، والحفل السمعى البصرى لفنان الصوت اليابانى ريوجى إكيدا فى أبريل. يذكر ان بينالى الشارقة من أهم التظاهرات الثقافية فى العام العربى، ومنذ انطلاقته عام 1993، استطاع البينالى أن يشكل جسراً ثقافياً بين الفنانين والمؤسسات الفنية على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، ويتضمن البينالى الذى يمتد طيلة شهرين، العديد من البرامج النوعية التى تشمل معارض الفنون البصرية، وعروض الأفلام والموسيقى، إلى جانب الندوات التخصصية والبرامج التعليمية، وفى الدورة السابقة عام 2011 والتى تزامنت مع مرور عقد من الزمن على انطلاقة البينالى، بلغ عدد الزوار حوالى 80.000 زائر من مختلف الشرائح الاجتماعية، ومن كافة الثقافات والجنسيات من فنانين وجمهور ومقتنين وممارسى فن.