أكد حاكم إمارة الشارقة الإماراتية، الشيخ سلطان محمد القاسمي، أهمية الثقافة في حياة الشعوب وضرورة التعاون بين الثقافات والحضارات الإنسانية كافة، خاصة أن بينالي الشارقة الثقافي يطمح أن يكون دوره الإيجابي حاضرا في التواصل بين الثقافات المتنوعة من خلال وجوده كمنصة للحوار المنفتح. جاء كلام القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات، خلال افتتاحه الرسمي، اليوم الأربعاء، لبينالي الشارقة الثقافي في دورته العاشرة للعام 2011 حيث تجول مع المشاركين وضيوف البينالي في أرجاء متحف الشارقة في منطقة الفنون الذي ضم عروضا سينمائية ومعارض للفن التشكيلي وأعمالا مسرحية وأنشطة ثقافية متنوعة تشمل مختلف الفنون. وعلى مدى العقدين الماضيين أغنى بينالي الشارقة المشهد الثقافي في الخليج والمنطقة عبر تكليف وإنتاج وعرض تجارب فنية اتسمت بالتجديد والمغايرة. ويقول القائمون على البينالي، إنه أتاح لفناني المنطقة والعالم التشاركية والتفاعل عبر هذه المنصة النوعية التي حققت اعترافا دوليا ما حول البينالي إلى شريك متعاون مع أهم الفعاليات الثقافية والفنية في المحافل العالمية. ويعرض البينالي عديدا من الأفلام السينمائية لجيل السينمائيين الشباب التي جرى تمويلها من إدارة مؤسسة الشارقة للفنون. ويؤكد القائمون على الدورة العاشرة للبينالي "سوزان كوتر ورشا السلطي وهايك ايفزيان"، أن برنامج البينالي يشكل بامتداداته الواسعة نواة مؤسسة الشارقة للفنون أشهرها عام 2009، وأن البينالي منفتح على الآخر، وهو الأمر الذي ساعده على رصد التحولات الجمالية والثقافية والفكرية ومواكبتها التي يحفل بها العالم. ويعتبر القائمون أن "البينالي تجاوز مفهوم العروض البصرية السياحية، وهو يركز على الحدث كحاجة أصيلة، وليس كترف بصري، ومن هنا تستمد مؤسسة الشارقة للفنون قيمها وأهدافها من رسالة البينالي، وعبر برامجه المتعددة مثل، لقاء مارس وبرنامج، الفنان المقيم، والبرنامج التعليمي، وبرنامج الإنتاج، إلى جانب مختلف العروض النوعية التي قدمها البينالي والتي أثرت في المشهد الفني المعاصر". وتقول حبكة البينالي "إن الحبكة هي مقاربة تستعير بنية الفيلم، وتتقاطع مع إيقاع الحركة التاريخية المستمرة للتجارة ولتعدد اللغات في قلب الشارقة، يتكامل نسيجها البصري واللغوي من مفردات متآلفة من جذرها الاشتقاقي لغة مبتكرة تقترح مردفات أخرى للمعنى، سيناريو أعده القيمون لصياغة رؤيتهم عن البينالي يتقاسم الأدوار فيه الخائن، المتعاون المجرب، المترجم،.. كل يبتكر دوره الخاص مستعينا بمنظومة من الكلمات، الضرورة، التفاني، الإفساد، الترجمة، التجارة. والتي تشكل بمجملها حبكة بينالي الشارقة في دورته العاشرة". وتضم هذه الدورة أعمال فنانين رواد وفنانين معاصرين وموسيقيين ومحررين ومؤدين وسينمائيين، جاءوا من 36 بلدا وتتوزع أعمالهم في مواقع عدة منها منطقة الفنون ومنطقة التراث وسينما الحمراء، وملعب الكريكت في الشارقة، ويستمر البينالي حتى 19 مارس الجاري. وكان بينالي الشارقة الثقافي أعلن قبل يومين خلال افتتاحه غير الرسمي "إهداء فعالياته للروح الثورية لدى الشباب العربي الجديدة التي تفجرت أولا في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وكل الحركات الشبابية في أرجاء العالم العربي". وقال جاك برسيكان، مدير البينالي، لوكالة الأنباء الألمانية: "أول شيء فكرنا به أن نهدي هذه الدورة من البينالي إلى الروح الثورية للشباب العربي، وفي خضم أعمالنا الضخمة قررنا أن نسهم قدر المستطاع، في تطوير القيم والمفاهيم الجديدة التي أطلقها الشباب العربي، ونحن نتمنى أن تمتد تلك الروح الثورية إلى كل العالم العربي".