نظم لقاء ريميني للصداقة بين الشعوب في دورته ال 39 المنعقدة حاليا بمدينة ريميني الإيطالية معرضا تذكاريا احتفالا بالذكرى الخمسين لأحداث مايو عام 1968 التي بدأها الطلاب في فرنسا وامتد أثرها في العالم كله بعد ذلك. يضم المعرض صورًا وموادًا أرشيفية نادرة عن التظاهرات الطلابية بالتركيز علي أثرها في إيطاليا. وقال المؤرخ الإيطالي فرانشيكو ماني، أحد منظمي المعرض، إن الفكرة بدأت من نقاشات الطلاب في الجامعة الكاثوليكية الذين كانوا يرغبون في محاكاة حركة 68 لكن لم تكن لديهم المعرفة الكافية بالسياق الذي أفرزها والمصير الذي انتهت إليه ومن هنا انطلقت فكرة استدعاء حدث تاريخي بأدوات الفن المعاصر. المعروف أن حركة 68 الشبابية بدأت في فرنسا من خلال إضرابات في المصانع والجامعات في أنحاء الجمهورية الفرنسية بدفع من الطلبة والعمال والاشتراكيين الذين تأثروا بالأفكار الماركسية والوجودية الجديدة. ونتج عنها أكبر إضرابٍ عام شهده تاريخ فرنسا، والإضراب الأول من نوعه على مستوى البلاد. وانتهى الأمر بالموافقة على حل الجمعية الوطنية والإعلان عن عقد انتخابات برلمانية جديدة في يونيو والتي خرج منها الديجوليون أكثر قوةً، لكن الأثر الفكري للحركة تعاظم في العالم كله وانطلقت ظاهرة عالمية باسم شباب 68 صارت ملهمة لكافة حركات التغيير في العالم. ويبدأ المعرض بصورعن واقع المجتمع الغربي قبل اندلاع أحداث 68حيث سادت قيم الاستهلاك والرفاهية إلى جانب إظهار صور الرفض الفكري لها ، فضلا عن أثر افكار حركات التحرر وحركة رفض حرب فيتنام والهوس العالمي بجيفارا، إلى جانب عجز الكنيسة عن تقديم إجابات في مقابل نمو الحركات الطلابية في جامعة بيركلي الأمريكية التي قادها أحد الطلاب الإيطاليين. ووفقا للمنظمين : يتوافد على المعرض يوميا أكثر من عشرة آلاف شخص ، ويحدث أحيانا أن يأتي رب عائلة شارك في الأحداث ومعه أولاده وأحفاده الذين يوفر لهم المعرض فرصة الحوار حول الحدث من مواقع جبلية مختلفة. وأوضح ماني أن وجود المعرض ضمن لقاء ريميني الذي تنظمه حركة شراكة وتحرر وهي جماعة روحية يؤكد من جديد أنه لا تناقض بين الدين وحركات التغيير. كان لقاء ريميني قد بدأ أعماله الأحد الماضي بخطابات قدمها البابا فرانشيسكو بابا الفاتيكان ورئيس الجمهورية الإيطالية سيرجو ماتَّاريلا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. يحضر اللقاء الذي تمتد أعماله لمدة أسبوع ما يقرب من مليون شخص ويحاضر فيه مبدعون وفنانون وأكاديميون وعلماء من أكثر من ثلاثين دولة، بالإضافة لوزراء الأمن والتعاون في الاتحاد الأوروبي عبر أكثر من أربعمائة لقاء في كل مجالات المعرفة الإنسانية. يشارك في دورة هذا العام من مصر ممثلون عن مكتبة الاسكندرية التي وقعت العام الماضي من خلال مديرها العام الدكتور مصطفي الفقي اتفاقية تعاون مع المنتدى ويمثلها كل من الدكتور خالد عزب مدير المشروعات الخاصة والدكتور سامح فوزي الخبير في شئون المجتمع المدني وحوار الأديان . وشهدت دورات المؤتمر السابقة مشاركات لقادة عالميين مثل الأمين العام للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي والمستشار الألماني هيلموت كول ورئيس الوزراء الإنجليزي توني بلير، بجانب أعلام ثقافية مثل المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، ويوجين يونسكو و تاركوفيسكي وغيرهم. شارك في لقاء ريميني من العالم العربي شخصيات لامعة مثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة والسيد عمرو موسى والمهندس نجيب ساويرس والدكتور مصطفى الفقي، والدكتور نصر حامد أبو زيد، والدكتور أسامة العبد والأنبا أرميا. ويتحدث الدكتور خالد عزب خلال المؤتمر عن دور مكتبة الإسكندرية في بناء جسور الثقافة والمعرفة بين الشعوب والحضارات المختلفة. ويقوم الدكتور سامح فوزي بافتتاح معرض العرب وأوروبا متحدثا عن تاريخ التبادل الحضاري بين شعوب الثقافتين. كما يمثل الثقافة الإسلامية هذا العام معالي الدكتور محمد العيسى وزير العدل السعودي الأسبق وأمين عام رابطة العالم الإسلامي. الذي يتناول دور الرابطة في توحيد العالم الإسلامي في مواجهة التطرّف والعنف. وأهم لقاءات هذا العام لقاء جوليان كارون حول التأويلية الجديدة الذي يقدم من خلالها مع عدد من الفلاسفة قراءة جديدة لأيوب، كما يشارك جوزيف وايلر أستاذ القانون الدولي جامعة هارفاد حول آليات تحقيق العدالة في المجتمع المعاصر. . . . . . .