افتتح "مُلتقى ريميني للصداقة بين الشعوب" أعماله هذا العام برسائل لشخصيات مسئولة رفيعة المستوى تؤكّد الطابع الدولي للحدث الذي يشارك فيه متحدّثون وزوّار من جميع القارات. الكلمة الأولى الأكثر التزامًا كانت رسالة البابا فرنسيس، التي جاءت في أربع صفحات موقّعة من قبل وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، والتي هي قراءة للعنوان المختار لإصدار هذا العام، "إنّ القوى التي تحرّك التاريخ هي نفسها التي تجعل الإنسان سعيداً". وأشار البابا في رسالته إلى محاولة الأجيال الجديدة للقيام بثورة، لافتا إلى أن العديد من المؤمنين علقوا آمالا كبيرة على هذه الميول، وراحوا يحلمون ببناء عالم أفضل. بعدها تساءل البابا: ماذا تبقى اليوم من هذه الرغبة في تغيير كل الأمور؟ وتطرق في هذا السياق إلى المحاولات الرامية إلى بناء الجدران في عالم اليوم عوضا عن بناء الجسور، كما أن الناس يميلون اليوم إلى الانغلاق على ذواتهم عوضا عن الانفتاح على الآخرين. هذا وتنمو مشاعر اللامبالاة وتقوّض الرغبة في اتخاذ المبادرات لتحقيق تبدل ما. كما يطغى الخوف وتتبدد الثقة بالمستقبل. رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتّاريللا وكتب رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتّاريللا رسالة للمنتدي قائلاً: إنّ ربط البحث عن سعادة الشخص والرغبة في بناء تاريخ أفضل لنفسه وللآخرين يُمثّل تحدّياً كبيراً للبشريّة.. وأضاف: "إن الحفاظ على الناس والقصص الإنسانية معاً، يعني تعزيز الروابط بين الفرد والمجتمع، والتأكّد من أنّ أيّ شخص لم يبق في المؤخرة أو أن يشعر أنه اُستبْعِدَ. هذا التزام عظيم بالتجديد المدني الذي – في سياق الملتقى وبعد الملتقى- آمل أن يوحّد باستمرار المزيد ممّن يؤمنون في بلدنا وفي أوربا وفي العالم بمصير مشترك ومن جهته أكد الامين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس: أنه منذ عام 1980، أتاحت مُلتَقيات ريميني للصداقة بين الشعوب, الفرصة للناس من مختلف الثقافات والأديان أن يجتمعوا ويتبادلوا خبراتهم ويجدّدوا التزامهم بالصداقة وبناء السلام. وقال في رسالته :" نحن بحاجة إلى هذه الروح الآن أكثر من أي وقت مضى. العالم مكان أقوى وأكثر صحة وسعادة عندما نعمل سوية لإظهار الاحترام المتبادل والتسامح وفهم تنوّع الثقافات والأديان والأعراق والإنتماءات العرقية والآراء" الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرِّس هذا ويشارك في اللقاء الذي تمتد فعالياته لمدة اسبوع ما يقرب من مليون شخص ويحاضر فيه مبدعون وفنانون وأكاديميون وعلماء من أكثر من ثلاثين دولة، بالاضافة لوزراء الامن والتعاون في الاتحاد الاوروبي عبر أكثر من أربعمائة لقاء في كل مجالات المعرفة الإنسانية. ويشارك من مصر ممثلون عن مكتبة الإسكندرية التي وقعت العام الماضي من خلال مديرها العام الدكتور مصطفي الفقي اتفاقية تعاون مع المنتدى ويمثلها كل من الدكتور خالد عزب مدير المشروعات الخاصة والدكتور سامح فوزي الخبير في شئون المجتمع المدني وحوار الاديان . وشهدت الدورات السابقة مشاركات لقادة عالميين مثل الأمين العام للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي والمستشار الألماني هيلموت كول ورئيس الوزراء الإنجليزي توني بلير ، بجانب أعلام ثقافية مثل المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، ويوجين يونسكو و تاركوفيسكي وغيرهم. وشارك في لقاء ريميني من العالم العربي شخصيات لامعة مثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة والسيد عمرو موسى والمهندس نجيب ساويرس والدكتور مصطفى الفقي، والدكتور نصر حامد أبو زيد، والدكتور أسامة العبد والأنبا أرميا. ويتحدث الدكتور خالد عزب خلال المؤتمر عن دور مكتبة الإسكندرية في بناء جسور الثقافة والمعرفة بين الشعوب والحضارات المختلفة، و يقوم الدكتور سامح فوزي بافتتاح معرض العرب وأوروبا متحدثا عن تاريخ التبادل الحضاري بين شعوب الثقافتين. الدكتور مصطفي الفقي كما يمثل الثقافة الإسلامية هذا العام معالي الدكتور محمد العيسى وزير العدل السعودي الأسبق وأمين عام رابطة العالم الإسلامي. الذي يتناول دور الرابطة في توحيد العالم الإسلامي في مواجهة التطرّف والعنف