من أجمل إصدارات مؤسستنا العريقة الأهرام المتعددة "مجلة البيت" والتي نلت شرف المساهمة في إصدارها منذ 18 عامًا أنا ومجموعة من زملائي من أبناء الأهرام المبدعين، وهاهي المجلة تتم عامها ال 18.. ومازالت "البيت" تتألق تحت رئاسة الزميلة الفنانة "سوسن مراد" والتي تمكنت للمرة الأولى من جمع أكثر من 50 من أشهر المبدعين المصريين في مجالات التصميم والصناعة والعمارة والديكور والفن التشكيلي بدعوة من "مجلة البيت" ورئيسة تحريرها لمناقشة مبادرة "القاهرةالمدينة والإبداع"، والتي أطلقتها المجلة احتفالا بذكرى إطلاق المجلة في عددها السنوي ال 217. وكان التقاء هؤلاء المبدعين على صفحات المجلة، وفي أرض التصوير تحديًا كبيرًا واجهه فريق عمل المجلة خصوصًا، وهو ما تم في فترة قصيرة لم تتعد الأسبوعين، وخلال شهر رمضان.. والحقيقة التي لا تخفى على أحد أن وجه مدينة القاهرة يتعرض للتشويه عبر عقود وعشرات السنين. وعن القبح البصري حدث ولا حرج – وفي الفترة الأخيرة انتشرت في أحياء القاهرة ظاهرة غاية في القبح والبشاعة خاصة المحلات التي انتشرت بشكل غريب وسريع وتعرض في الفتارين الملابس الداخلية للنساء والرجال، وانتشرت إعلاناتها بشكل مريب وغريب ومقزز؛ وهو الأمر الذي يستلزم قانونًا حاسمًا ونافذًا ينظم هذه المسألة ويحد منها، ويضع لها شروطًا. ولذلك سعدت أيما سعادة بمبادرة مجلة البيت (المدينة والإبداع)؛ وهو ما جدد الأمل لدي ولدى غيري من المهمومين بهذا الوطن في إعادة الوجه الجميل والعريق لمدينة القاهرة، التي كانت أجمل عاصمة في العالم في عشرينيات القرن الماضي، وكان والدي - رحمة الله عليه - يحكي لي بأسى شديد عندما كان يشاهد التشوهات التي انتشرت في القاهرة عن أن شوارع القاهرة كانت يوميًا يتم غسلها بالماء والصابون، وكيف كانت هناك لجان تمر يوميًا لمتابعة الشوارع والطرق والأرصفة، وإصلاح كل ما يلزم بشكل وقتي وسريع.. فهل من الممكن أن يعود للقاهرة وجهها الحضاري الجميل الذي كان؛ خاصة أن هناك عاصمة إدارية جديدة تحت الإنشاء والعمل فيها يسير على قدم وساق، وعلى مدار ال 24 ساعة، وسيتم نقل الوزارات والهيئات الحكومية إليها بداية من منتصف العام المقبل، وهو ما أكده المتحدث الرسمي باسم العاصمة الإدارية الجديدة العميد خالد الحسيني.. ثم جاءت مبادرة المدينة والإبداع حتى عاد الأمل في أن تعود القاهرة إلى سابق عهدها.. وما تم في القاهرة الخديوية من تجميل، وإعادة ترميم العمارات التاريخية بها يعتبر إنجازًا كبيرًا، ومن يسير في وسط البلد بالقاهرة ليلا سيلاحظ الفرق الشاسع، ويلاحظ جمال مدينة القاهرة وروعتها.. وأجدد الشكر والتحية إلى الزميلة الأستاذة سوسن مراد على مبادرتها الرائعة والتي جمعت فيها من خلال "مجلة البيت" خمسين مبدعًا من صفوة المبدعين المصريين؛ من أجل بحث رؤيتهم لنهضة عاصمتنا القاهرة العريقة، وهم بعض من صفوة الفنانين والمبدعين وليس جميعهم؛ فمصر لديها ترسانة فكرية مدججة بأقوى الرؤى الوطنية، تمت استضافتهم في "السمع خانة" و"بيت حسن فتحي" و"قصر عائشة فهمي" و"المتحف المصري الكبير" و"كلوب محمد علي" و"قصر الأمير طاز"، وهي بعض من أجمل كنوزنا الأثرية؛ حتى يكون الفكر حاضرًا والجمال حاضرًا. والقاهرة تنادي على مبدعيها .. المدينة والإبداع .. على أيدي نخبة من المبدعين والمصممين؛ الذين سيساهمون في إعادة الوجه الحضاري لمدينتنا العريقة القاهرة.. الشكر كل الشكر لمؤسسة الأهرام ول"مجلة البيت" على السبق في التقاء مجموعة من المصممين المصريين ببعضهم البعض للمرة الأولى من أصحاب الأفكار الحديثة، وحب مصر، والطاقة الإيجابية؛ من أجل إعادة الوجه الحضاري والجمالي للقاهرة.. وكل التحية لكل مصري يعمل بإخلاص وجدية من أجل أن تبقى مصر أم الدنيا وعاصمتها القاهرة أجمل بلدان العالم، كما كانت من عشرات السنين وستبقى بإذن الله.. والله المستعان.