أطلقت مجلة البيت مبادرة "من اجل مدينتنا" وذلك في عددها السنوي الخاص الذي حمل عنوان "القاهرة..المدينة والابداع" حيث وجهت المجلة الدعوة الى 50 من أشهر المبدعين المصريين، في مجالات التصميم والعمارة والفن والصناعة ليجتمعون للمرة الاولي بهدف جمع طاقاتهم وبحث رؤاهم لتطوير القاهرة. تحت عنوان "القاهرة 1.. المدينة والابداع" احتفت مجلة البيت، المجلة العربية الاولي للديكور والعمارة والفنون، والصادرة عن مؤسسة الأهرام فى عددها السنوي 217 من يوليو، بثمان عشر عاما من الابداع في توليفة قاهرية خاصة، حيث لاول مرة يجتمع معا 50 مبدع في مجالات التصميم والصناعة والفن والعمارة. وكان التقاء هؤلاء المبدعون علي صفحات المجلة وفي ارض التصوير ليس بأمر هين، بل تحدي واجهة فريق عمل المجلة خاصة انه تم في فترة قصيرة لم تتعدي الأسبوعين كذلك مع ظروف شهر رمضان الكريم. وما ان تبلورت فكرة ومبادرة المدينة والابداع حتي بدا العمل علي قدم وساق، من اجراء الحوارات والمقابلات الي تحديد مواعيد واماكن التصوير التي تم اختيارها بعناية شديدة بما يناسب طابع كل مجموعة من المبدعين وصولا الي يوم التصوير نفسه والذي علي الرغم من مشقته الا انه كان ثري يحوز علي جزء كبير من المتعه وتبادل الابداع، وكانت منظومة العمل مقسمة بدقة، ففي حين يتم التصوير كان فريق التحرير يضع لمسته الاخيرة علي كلمات مبدعينا. تقول سوسن مراد رئيس تحرير مجلة البيت "فخورة بدعوة المجلة لخمسين من صفوة المبدعين المصريين من اجل بحث رؤيتهم لنهضة عاصمتنا القاهرة العظيمة وهم بعض من الصفوة وليس جميعها، فبلدنا لديها ترسانة فكرية مدججة بأقوى الرؤى الوطنية، استضفناهم في السمع خانة، بيت حسن فتحي، قصر عائشة فهمي، المتحف المصري الكبير ، كلوب محمد على، قصر الامير طاز وهي بعض من اجمل كنوزنا الاثرية، لتجد هنا الفكر حاضر والجمال حاضر والقاهرة تنادي على مبدعيها.. المدينة والابداع". وعلي الرغم من ان البداية دائما كانت هنا من داخل مؤسستنا العريقة الا ان كان لكل محطة تصوير بداية جديدة ومغامرة ممتعة مع أبطالها لم ولن ننساها، فمن المتحف المصري الكبير انطلقنا مع مجموعة من اهم المصممين وهم عمرو حلمي، مني حسين، كريم مختجيان، هشام غراب، محمد سعيد، محمد فارس، هاني سعد، شريف مرسي، دينا الخشاب، خالد الشيتي واختير تمثال رمسيس ليشهد علي هذا الجمع ثم كان هناك زيارة لمعامل الترميم وفي الاثناء فتحت حوارات عديدة عن القاهرة وتحول الامر الي جلسة نقاش دارت بين احضان الحضارة وامتدت الي اكثر من اربعة ساعات. ومن العصر الفرعوني الي العصر المملوكي حيث بيت المعمار، روي المعماريون طارق نجا، نبيل غالي، عمر الفاروق، رائف فهمي، رامي الدهان، عمرو عمر، سهير فريد، واكرم المجدوب عن علاقتهم بالقاهرة الفاطمية والخديوية وحتي المعاصرة، كما كانت زيارتهم تكريما منهم لشيخهم المهندس حسن فتحي. وفي احد اهم القصور الاثرية، قصر عائشة فهمي تم تصوير الفنانين التشكيلين بحضور الفنان فاروق حسني الذي حرص علي المشاركة وايضا الاستاذ ادم حنين، فعلي الرغم من مرضه الا انه عبر قائلا "لا استطيع ان اتاخر عن دعوة مجلة البيت"، كذلك لم يتردد كل من الفنانين محمد عبله، محمد مندور، عصام درويش وابراهيم الدسوقي، عن دخول تلك الساحة الابداعية. وكانت المحطة التالية داخل النادي الدبلوماسي حيث اختارت البيت تصوير الصناع في كلوب محمد علي، تحية من المجلة للاسرة العلوية التي اسست اقدم صرح لتعليم الفن في خدمة الصناعة، فزاره ادهم نديم، احمد حلمي، داليا القطان، عبدالحميد صبري، امينة صبري، هدي العطار، عمرو عرنسه، ايهاب درياس وشريف عبد الهادي، وما بين العمل والتامل كانت دائما حاضرة اللوحات الملكية والاثاث ذات التفاصيل الثرية، ولم ينتهي اليوم بدون حوار جاد حول احوال الصناعة المصرية وسبل النهوض بها. واستضافت السمع خانة فريق عمل مجلة البيت ومصممي الازياء والحلي من سيدات ناجحات تمردن علي القوالب فابدعن، امثال شهيرة محرز، ماري لويس، شهيرة فهمي، عزة فهمي، سوزان المصري، رنده فهمي، ومنهم من حرص علي ارتداء الزي التقليدي المصري اعتزازا بتراثنا. وكان لمجلة البيت السبق في التقاء مجموعة من المصممين ببعضهم البعض للمرة الاولي من اصحاب الافكار الحديثة والطاقة داخل قصر الامير طاز، وهم شويكار الغرابلي، امير دوس، نادين عبدالغفار، نضال بدر، حسام سيف، ششه كمال، هاله صالح، شهير ماجد، ايمان حسين، احمد فياض، ملك رشاد، راجا قابيل، محمد بديع والنتيجة حوار مفتوح لم ينتهي عن الابداع والتطوير. كما قدمت المجلة ملف عن مجموعة مختارات من اجمل بيوت القاهرة، و سلطت الضوء علي عدد من التصميمات المصرية علي مدار 18 عاما وبعدسة المصورين عماد عبدالهادي، بسام الزغبي، يحيي العلايلي، كريم الحيوان وعلي زرعي، التقطت القاهرة في ملامح الناس، في أسواقها، جدرانها التي تحكي للمارة الأسرار، وفي عمارتها ذات المزيج المتناقض بين التراث والحداثة، فصوروا القاهرة في هدوءها وضجيجها معلنة من البيت.. هنا القاهرة. وتختم مراد حديثها "كان اختيار عنوان العدد "القاهرة 18 " من وحي العنوان الشهير القاهرة 30 لعرض احوال القاهرة خلال عام 2018، كما ان المبادرة التي اطلقتها البيت، هدفها هو جمع طاقات المبدعين المصريين لذا لم تتوقف بمجرد اصدار العدد لكن سيكون لها افاق تنفيذية اخري لتوصيل رؤاهم الي حيز التنفيذ، فهم اكثر وعيا وادراكا للمشاكل التي تتعرض لها مدينتنا".