نجحت قطر في أن تصبح أول دولة عربية وشرق أوسطية، تستضيف كأس العالم لكرة القدم على أراضيها، بعد أن أخفقت كل من مصر والمغرب في استضافة دورات سابقة، وذلك وفقا لما أعلنه رئيس الفيفا جوزيف بلاتر، الذي أعلن منذ لحظات فوز قطر بتنظيم مونديال 2022، كما أعلن بلاتر كذلك عن استضافة روسيا لمونديال 2018. وقد واكب إعداد قطر لملفها زخم إعلامي كان من الواضح الإعداد له جيدا في وقت مبكر، وهو الزخم الذي ظل يتصاعد حتى بلغ ذروته مساء أمس الأربعاء، حين عرضت قطر ملفها على اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي، في سياق عرض جميع الدول المتقدمة لاستضافة مونديال 2022، عقب عرض الدول المتقدمة لاستضافة مونديال 2018 لملفاتها. ونجحت قطر في حسم المنافسة لصالحها، متفوقة بذلك على كل من أستراليا وأمريكا وكوريا الجنوبية واليابان. وكانت قطر قد تعهدت بإنفاق نحو 50 مليار دولار لتحسين وسائل النقل والبنية التحتية، وأربعة مليارات أخرى على إنشاء ملاعب وتطوير ملاعب أخرى قائمة بالفعل. وكان محمد بن حمد آل ثاني رئيس ملف قطر قد أعلن أن هدف قطر من وراء استضافة كأس العالم هو منح شعوب الشرق الأوسط الفرصة لكي تعيش بطولة عالم رائعة، وأن القطريين قادرون على تنظيم بطولة عالم رائعة في هذه المنطقة من العالم". وقد تميز ملف "قطر 2022" بالتركيز على استخدام التقنيات المستدامة وأنظمة التبريد في الملاعب ومناطق التدريب والمتفرجين، وذلك للتغلب على مشكلة ارتفاع درجة الحرارة، حيث تعهدت قطر بأنه سيكون بمقدرة اللاعبين والإداريين والجماهير التمتع ببيئة باردة ومكيفة في الهواء الطلق لا تتجاوز درجة حرارتها 27 درجة مئوية. وذلك بالإضافة إلى أنها ستكون صديقة للبيئة بفضل التخطيط لاستخدام تكنولوجيا المتطورة تعمل على خفض نسبة الانبعاث الكربوني إلى الصفر تقريبا.. إضافة إلى اجتذاب عدد كبير من النجوم لدعم الملف على رأسهم الفرنسي زين الدين زيدان. وتضمن الملف ترشيح سبعة ملاعب لاستضافة لقاءات المونديال، وهي ملاعب: الغرافة والريان والخور والوكرة والشمال وخليفة ونادي السد. وكان بعض المنافسين والمحللين قد شكك في قدرة قطر كدولة صغيرة على استضافة بطولات بهذا الحجم، وقد اعتمدت قطر في الرد عمليا على هذه الشكوك من خلال تنظيمها الناجح لبطولات كبرى ككأس العالم للشباب عام 1995، دورة الألعاب الآسيوية 2006، كما أنها ستسضيف كأس آسيا لكرة القدم، ودورة الألعاب العربية العام القادم.. إضافة إلى بطولات من قبيل ماسترز السيدات للتنس، وإحدى مراحل بطولة العالم للدراجات النارية، وبطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات مارس الماضي. وقد لعب القطري محمد بن همام الذي حسم رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لولاية ثالثة بالتزكية في نوفمبر الماضي، دورا كبيرا في تدعيم ملف بلاده على صعيد اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم. كما لعبت الشيخة موزة قرينة أمير قطر دورا إعلاميا في الترويج لملف بلادها، ومحاولة إعطاء صورة عصرية عنها. كانت آليات اختيار الدول المنظمة لكأس العالم قد شهدت جدلا كبيرا بعد سلسلة من الفضائح التي طالت أعضاء كبارا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث كشف شريط بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الإثنين الماضي - وقبل 3 أيام فقط من اختيار البلدين المضيفين لنهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022- عن تلقي 3 أعضاء من اللجنة التنفيذية أموالا في إطار فضائح الرشوة التي طالت أعضاء بارزين في لجان "الفيفا"، وهي الفضائح التي طالت الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وفي السياق ذاته أوقف الاتحاد الدولي في 18 نوفمبر الماضي عضوين من أعضاء لجنته الفنية عقب تحقيق لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية كشف مطالبتهما بأموال لبيع صوتيهما لاختيار البلدين المضيفين لمونديالي 2018 و2022.