شن عبدالعزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطنى فى الجزائر (حزب الأغلبية فى الحكومة والبرلمان)، هجوما حادا ضد خصومه القياديين فى الحزب، الذين انتفضوا ضده، وأرجع تمردهم عليه إلى خلو تشكيلة المكتب السياسى، التى تمخضت عن المؤتمر التاسع، الذى عقد فى شهر مارس الماضى من أسمائهم. واعترف بلخادم - فى خطاب ألقاه أعضاء الحزب فى العاصمة ونقله موقع صحيفة (الخبر) على الإنترنت اليوم الثلاثاء - ضمنيا بوجود أزمة حقيقية فى حزب جبهة التحرير، وقال عن الوزراء والقياديين، الذين يخوضون حربا ضده دون ذكر أسمائهم، إنهم يريدون "ركوب الحزب للوصول إلى أهدافهم". وأضاف: "والله لو أنناكنا صادقين فى نضالنا، فلن يتزحزح الحزب من الحكم ولو بعد 50 عاما من اليوم". وكان حزب جبهة التحرير، قد دعا فى شهر أكتوبر الماضى لجنة الانضباط المركزية إلى تفعيل دورها، والشروع فورا فى البحث فى ملفات وسلوكيات الأعضاء القياديين الذين أخلوا بقواعد الانضباط الحزبى، وذلك بعد أن أعلن مجموعة من الوزراء، والنواب وأعضاء مجلس الأمة المنتمين إلى حزب جبهة التحرير، عن حركة تصحيحية داخل الحزب ضد المكتب السياسى الحالى للحزب وضد الأمين العام عبدالعزيز بلخادم، تعمل على إعادة "قطار الحزب لمساره" -حسب رأيهم- بعد الذى اعتبره التصحيحيون الجدد "فساد الأخلاق السياسية والانحراف"، الذى عرفه الحزب أخيرا والإقصاءات التى كانت السبب فى انتشار العنف فى أغلب الولايات بين أعضاء الحزب. يذكر أن المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطنى الجزائرى، الذى انعقد فى شهر مارس الماضى، كان قد أعاد انتخاب عبدالعزيز بلخادم أمينا عاما، لولاية ثانية لخمس سنوات. كما منح المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير، الأمين العام صلاحيات واسعة كتعيين رئيسى كتلتى الحزب فى غرفتى البرلمان، وتعيين محافظى (أمناء) الحزب فى الولايات، وحق اختيار 150 عضوا فى اللجنة المركزية.