أكد زهير جرانة، وزير السياحة أن مصر تعد واحدا من أسرع المقاصد السياحية نموا في المنطقة، مشيرا إلى ما حققته السياحة المصرية فى عام 2009 على الرغم من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. فقد استقبلت مصر خلال عام 2009 (12.5) مليون سائح، مقارنة ب 12.8 مليون سائح خلال عام 2008، وهو ما يعني أن نسبة الانخفاض في أعداد السائحين الوافدين إلى مصر، خلال عام 2009 لم تتجاوز -2,3%، مقارنة بعام 2008، كما بلغ الدخل السياحي خلال عام 2009، حوالي 10.7 مليار دولار، مقارنة ب 10.9 مليار دولار عام 2008. جاء ذلك خلال افتتاحه للمؤتمر الدولى "للتعليم والتدريب لزيادة القدرة التنافسية والتنمية فى قطاع السياحة"، الذى يعقد اليوم بمدينة الجونة بالبحر الأحمر، بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية (OECD) وبمشاركة المنظمة العالمية للسياحة (UNWTO)، ومنظمة العمل الدولية (ILO)، والمجلس الوطنى المصرى للتنافسية، ومؤسسة التدريب الأوروبية (ETF). أكد جرانة أن صناعة السياحة تواجه بشكل عام تحديات صعبة، فى مجال تنمية الموارد البشرية، التى تعمل بداخلها، وبشكل خاص فى اجتذاب والاحتفاظ بأفضل العناصر البشرية والعمل على تحسين أدائها. أشار وزير السياحة إلى أن القطاع دائما، بحاجة إلى كفاءات ومهارات تواكب التغييرات وتعمل على رفع الإنتاجية والابتكار فى تقديم الخدمات السياحية. وفى كلمتة أمام المؤتمر، تحدث دو كرياس ممثل لجنة السياحة فى منظمة التنمية والتعاون الاقتصادى، الذى عبر عن أهمية الخبرة وجودة الخدمة السياحية، والتى لا تتحقق إلا من خلال الاهتمام بالموارد البشرية، مشيرا إلى المنفعة المتبادلة بين مصر والدول الأعضاء فى مجال التعليم والتدريب السياحى. وتناول السفير خالد عمارة، مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية، خلال الجلسة الافتتاحية أوجه التعاون بين مصر والمنظمة، مشيرا إلى أنه منذ التسعينيات رأت مصر أهمية المنظمة فى إطلاع مصر على التطورات الاقتصادية، حيث إن دور المنظمة، لا يقتصر فقط على الدول المتقدمة، ولكن يمتد ليشمل الدول الأخرى، مشيرا إلى أن دور مصر كمراقب فى المنظمة، يمثل تأثير مصر الإفريقى والمتوسطى والشرق أوسطى. كما أوضح أن مصر تشارك حاليا فى تسع لجان بالمنظمة، من بينها التكنولوجيا وسياسات المستهلك والاستثمار والتعليم والاقتصاد والسياحة. وأشار السفير إلى اللجنة، التى تم تشكيلها من قبل السيد رئيس الوزراء والتى تُعبر عن الرسالة الأساسية، التى تكمن فى أن مصر قادرة على التغيير والتنمية. من جانبه أشار اللواء مجدى القبيصى، محافظ البحر الأحمر إلى أن المشكلة تتمثل فى أن حجم التنمية غير متجانس مع المهارات، علاوة على النقص فى العمالة السياحية المتخصصة، مشيرا إلى أنه فى العام الماضى ارتفع عدد الغرف فى البحر الأحمر 5000 غرفة فندقية، ووصل عددها الآن إلى 70 ألف غرفة فندقية، وهناك 55 ألف موظف فى القطاع السياحى، ولذلك فإن نقص العمالة يشكل عبئًا شديدًا على القطاع السياحى المصرى، وسوف يؤثر حتما على تحسين الجودة المنشودة للتطور السياحى. وأوضحت الدكتورة عادلة رجب، المستشارة الاقتصادية لوزير السياحة، أن المؤتمر يعرض أحدث تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية والنتائج الرئيسية، التى تدعم سياسات وبرامج التدريب فى عدد من الدول الأعضاء فى المنظمة، بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل وخلق بيئة تعليمية جيدة ومؤهلة تأهيلا عاليًا، لدعم تحسين الإنتاجية فى هذه الصناعة. كما يناقش تقرير منظمة العمل الدولية، الذى يعرض مقارنة لخصائص العمالة فى بعض الدول العربية، هذا وسوف يتم عرض تجربة مصر فى إنشاء المجلس القومى لتنمية الموارد البشرية بالقطاع السياحى.