توقع وزير السياحة زهير جرانه أن يصل عدد السائحين الذين يزورون مصر خلال العام الحالى حوالى 15 مليون سائح بزيادة حوالى 18% عن العام الماضى، وأن يصل الدخل إلى حوالى 13 مليار دولار. وقال جرانه خلال الجلسة الافتتاحية ل"مؤتمر التعليم والتدريب لزيادة القوة التنافسية والتنمية فى قطاع السياحة" الذى بدأ فعالياته أمس بالجونة بالبحر الأحمر أن السياحة المصرية سوف تحقق عام 2020 دخلا سياحيا 20 مليار دولار ، مشيرا إلى أن الوزارة تولى التدريب أهمية قصوى وتعتبر القضية الأساسية للقطاع السياحى المصرى، لأن العنصر البشرى يعتبر معيار السبق فى التنافس السياحى الشديد الذى تشهده الساحة السياحية العالمية، مشيرا إلى أن الوزارة ادركت ذلك منذ عدة سنوات. وقد قامت بتنفيذ العديد من البرامج بالتعاون مع الاتحاد المصرى للغرف السياحية وكبرى المنظمات العالمية المتخصصة فى التدريب ومنها جامعة كورنيل وكندا والنمسا، وقد قامت الوزارة بتخصيص 66 مليون جنيه لتلك البرامج، بالإضافة إلى مساهمة القطاع الخاص السياحى المصرى والجهات الدولية المانحة. اعترف الوزير بوجود مشكلة فى العمالة السياحية سواء الحالية او المستقبلية من حيث مستوى الجودة والإعداد، ولكنه أكد عزم الوزارة على تجاوز ذلك خلال السنوات القادمة، وذلك من خلال إجراءات مكثفة على رأسها المجلس القومى للتدريب والتعليم والذى تشارك فيه وزارات السياحة والقوى العاملة والتعليم والذى يتضمن استراتيجية شاملة ومستمرة، مؤكدا أن الوزارة قررت تخصيص 160 مليون جنيه كمرحلة أولى لهذا المجلس من صندوق التنشيط السياحى على أن يتم تخصيص 30% من ميزانية الصندوق لمشروعات التدريب حتى لا يتعرض للتوقف ونتمكن من الاستعانة بأحدث وسائل التدريب والخبرات الدولية المختلفة. ومن جانبه، أكد اللواء مجدى القبيصى محافظ البحر الأحمر أن مشكلتنا الرئيسية فى المحافظة هى أن حجم التنمية الإنشائية من غرف فندقية وسياحية لا يتماشى مطلقا مع عدد العاملين بقطاع السياحة بالبحر الأحمر، كما أن معظم العاملين غير مدربين أو مؤهلين للعمل بمجال السياحة. قال قبيصى إن الطاقة الفندقية بالبحر الأحمر بلغت 70 ألف غرفة ويعمل بها فقط 55 ألف عامل ومعظمهم غير مدربين، مشيرا إلى أن فنادق البحر الأحمر تعانى نقصا شديدا فى العمالة المدربة بدليل أن العام الماضى زادت الطاقة الفندقية بمعدل 5 آلاف غرفة لم يقابلهم زيادة عدد العاملين بنفس العدد وهو أمر طبيعى. قال المحافظ إن العنصر البشرى يشكل عبئا شديدا بالنسبة لقطاع السياحة بالبحر الأحمر، ولذا لجأنا إلى وزير السياحة زهير جرانه لمساعدتنا فى حل هذه المشكلة، قبل أن تتفاقم اكثر من ذلك، مشيرا إلى أن الوزير قرر على الفور البدء فى تنظيم دورات تدريبية بأحد فنادق البحر الأحمر لتنمية مهارات العاملين بالمنشآت السياحية للمساهمة فى الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للسائحين، مشير ا إلى أن عدد السائحين الذين زاروا البحر الأحمر بلغ 5 ملايين سائح وقضوا 40 مليون ليلة سياحية هذا العام. وفى نفس السياق أكد هشام زعزوع مساعد أول وزير السياحة أهمية التدريب والتعليم بالنسبة للسياحة، ولذلك فإن الوزارة حريصة على التواصل مع منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية التى تضم 30 دولة كبرى، الأمر الذى سيجعلنا على اطلاع مستمر بالمستجدات فى مجال التدريب السياحى وتبادل الخبرات من أجل التنافسية السياحية التى سوف تزداد حدتها مع دخول مصر نادى القمة للدول السياحية الكبرى مع تحققنا 15 مليون سائح والانتقال من المركز التاسع عشر إلى مركز متقدم وما يفرضه ذلك من رفع مستوى جودة الخدمات المقدمة للسائحين. قال زعزوع فى تصريحات على هامش المؤتمر إن المشكلة التى تواجهنا حاليا لم تعد متعلقة بالبنية التحتية أو الفوقية وإنما بتنمية العنصر البشرى الذى يمثل مشكلة حاليا ومستقبليا، وسوف تتفاقم خلال السنوات الخمس القادمة إلا أنه لم تتخذ إجراءات سريعة وشاملة، مشيرا إلى أن المشكلة تنقسم إلى شقين الأول خاص بالعمالة الحالية والتى تحتاج إلى زيادة أعدادها ورفع مهاراتها، ثانيا المشروعات المستقبلية المتعلقة بإضافة طاقة فندقية جديدة وكل غرفة تحتاج إلى 2,5 عامل، فلدينا حاليا 250 ألف غرفة والعمالة غيركافية وليست مدربة ، ولذا فإننا سوف نعمل من خلال 3 محاور أساسية من خلال المجلس القومى للتدريب والتعليم، المحور الأول متعلق بتدريب العمالة الحالية، والثانى يتضمن تغيير المناهج التعليمية بحيث تكون قابلة للعرض والطلب، ومحور الثالث هو إنشاء تجمعات متخصصة للتدريب على أعلى مستوى وكل تلك المحاور تندرج تحت برنامج " امتياز". ومن جانبها أوضحت الدكتورة عادلة رجب المستشار الاقتصادى لوزير السياحة أن كافة المؤسسات دوليا ومحليا اهتمت بالبحث فى سبل الارتقاء بمستوى التدريب والتعليم فى السياحة والعمل على إيجاد حلول سريعة ومبتكرة لتنمية قدرات ومهارات الأيدى العاملة فى مجال السياحة، من خلال رفع كفاءة التدريب وتطوير البرامج والمناهج لسد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل. وأشارت إلى أن المؤتمر سيعرض أحدث تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية والنتائج الرئيسية التى تدعم سياسات وبرامج التدريب فى عدد من الدول الأعضاء فى المنظمة، بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل وخلق بيئة تعليمية جيدة ومؤهلة تأهيلا عاليا لدعم تحسين الإنتاجية فى هذه الصناعة. كما يناقش تقرير منظمة العمل الدولية الذى يعرض مقارنة لخصائص العمالة فى بعض الدول العربية، هذا وسوف يتم عرض تجربة مصر فى إنشاء المجلس القومى لتنمية الموارد البشرية بالقطاع السياحى. شارك فى هذا المؤتمر نخبة متميزة من الخبراء والمتخصصين فى هذا المجال من مصر السيد هشام زعزوع مساعد أول السيد وزير السياحة، ود.سمير رضوان المستشار الاقتصادى بهيئة الرقابة المالية، ومن منظمة العمل الدولية (ILO) د.يوسف القريوطى مدير مكتب القاهرة والأستاذ الدكتور ولفينج وينز أخصائى سياحى ومن منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية (OECD) سيرجيو أرزينى المدير التنفيذى والسيد ألان دوبيرا رئيس لجنة السياحة والأستاذ الدكتور بيتر كيلر مدير اللجنة العليا للسياحة، جامعة لوزان، سويسرا.