حمل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على عاتقه مكافحة الفكر المتطرف الصادر عن الجماعات المتشددة، وذلك برصد أفكارهم وتحليلها، وتفنيد ما بها من شبهات ومغالطات وانحرافات فكرية، ومتابعة أحوال الإسلام والمسلمين في العالم أجمع. وقد شهد عام 2017 افتتاح أقسام جديدة بالمرصد، هي: "وحدة رصد اللغة العربية، ووحدة رصد اللغتين الإيطالية واليونانية، ووحدة رصد اللغة الصّينية، ووحدة رصد اللغة التركية"، وذلك بجانب 8 لغات أجنبية يعمل بها المرصد منذ إنشائه، منها "الإنجليزية - الفرنسية - الألمانية - الإسبانية - الأوردية - الفارسية – اللغات الإفريقية"، وبذلك أصبح المرصد يستهدف فئات أكبر من المسلمين حول العالم. كما استحدث المرصد قسمًا خاصًا بالإحصائيات الشهرية، التي تشمل إحصائية لأنشطة الجماعات الإرهابية في العالم، وأكثر البلاد تضرّرًا بتلك العمليات، وإحصائية بأعداد الضحايا والمصابين والمختطفين جراء العمليات الإرهابية حول العالم، وإحصائية عن حجم الخسائر التي تسبب فيها نشاط جماعات العنف والإرهاب حول العالم. اهتمام دولي وإصدارات متميزة حظى المرصد باهتمام دولي واسع في 2017، وهو ما عكسته الوفود الأجنبية والعربية التي زارته؛ للتعرف على تجربته المتميزة وآليات العمل التي يتبعها. كما شارك باحثو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال عام 2017 في العديد من الفعاليات المؤتمرات والندوات على المستويين المحلي والعالمي. وقد أسهموا بعدد من الأوراق البحثية وخطط العمل، التي عكست إستراتيجية الأزهر الشريف في مواجهة خطر الفكر المتطرف، ونشر ثقافة الحوار والتعايش، ومن أهم هذه المشاركات على الصعيد الدولي: المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الإلكتروني في أبو ظبي، ومؤتمر لمكتب الأممالمتحدة الإنمائي UNDP في عمان بالاْردن، والمنتدى المصري - الألماني للأبحاث في لوكوم بألمانيا، ومؤتمر "أهمية السلام والتعايش السلمي في العصر الراهن في ضوء التعاليم الإسلامية" في نيو دلهي، ومؤتمر تدشين مجلس التسامح والسلام العالمي بمالطا، ومؤتمر "إسلام ضد التطرف" بمدينة تورينتو الإيطالية. وشهد عام 2017 إنتاجًا فكريًا وعلميًا مكثفًا لمرصد الأزهر؛ حيث أصدر عددا من التقارير الشهرية والربع سنوية والسنوية، إضافة إلى استحداث مجلة شهرية العربية بعنوان "مرصد"، وإصدار طبعة ثانية محدثة ومنقحة من كتب: "الإسلاموفوبيا"، و"لماذا تتصدّر بوكو حرام الجماعات الأكثر دموية في العالم؟"، و"وسائل الاستقطاب والتجنيد في تنظيم داعش"، و"مسلمو بورما". كما انتهى المرصد من إعداد كتاب "الخطاب الإسلامي.. رؤية معاصرة" باللغات "الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوردية والسواحيلية". بينما أصدرت وحدة رصد اللغة الفرنسية أربعة كتب، تتناول أحوال الإسلام والمسلمين في عدد من الدول الفرانكفونية. من جانبها، أصدرت اللجنة الشرعية، التابعة للمرصد، خلال عام 2017، أكثر من 50 تقريرًا، تتناول ردود شرعية وفقهية منضبطة لبعض القضايا التي تشغل المجتمع، فضلًا عن الأفكار المتطرّفة التي تبثها الجماعات المتطرّفة من "داعش" وغيرها، وذلك من خلال تحليل ادعاءات وشبهات المتطرّفين. ومن أبرز الردود الشرعية التي أصدرتها اللجنة الشرعية: "القتل على الهوية، وتحريم بيع السلاح في زمن الفتن، وهل في القرآن آيات تحض على القتال؟، وأدلة وبراهين تمنع تكفير المسلم، و"داعش" وفتاوى التكفير، ومفهوم التوحيد عند "داعش"، وعقيدة الولاء والبراء عند "داعش"، وقضية النقاب، وموقف الإسلام من زواج القاصرات".