تعتبر معالجة الغاز الطبيعي منذ استخراجه من الآبار وحتى خضه في الشبكة القومية "عملية معقدة" تمر بثلاث مراحل لا تقبل أي هامش خطأ. "بوابة الأهرام" عايشت مراحل معالجة الغاز في حقل نورس، أكبر منتج للغاز الطبيعي في مصر إذ يمثل ما بين 25 و30% من إنتاج مصر بشمال شرق دلتا النيل، ويتبع لشركة إيني الإيطالية، بحجم إنتاج يومي مليار و183 مليون قدم مكعب. ويوجد بمنطقة ابو ماضي بمنطقة (الحماد/ بلطيم بكفر الشيخ) بالقرب من آبار نورس محطتا معالجة لإجمالي11 بئرًا منتجة، ونحو 11 ألف برميل متكثفات، و230 طن بوتاجاز يوميًا تأتي كلها من حقل النورس الذي بدأت أعمال حفره مارس 2015، وباكورة إنتاجه كانت في أغسطس من نفس العام على أعماق تصل إلى 16 ألف قدم من تحت سطح مياه البحر المتوسط. . وتتكون المحطة الواحدة من مصنعين يتم من خلالهما معالجة 400 مليون قدم مكعب غاز يوميًا ومن المستهدف زيادة كفاءتها خلال أيام لاستيعاب نصف مليار قدم مكعب غاز يوميا. ويعمل المصنع الأول بكفاءة معالجة تصل إلى 180 مليون قدم مكعب غاز يوميا، بينما يعمل المصنع الثاني بكفاءة معالجة تصل إلى 230 مليون قدم مكعب غاز يوميا. وتعتمد هذه المعالجة على ثلاثة محاور رئيسية (التبريد نزع المياه المصاحبة فصل المتكثفات) وتمر بعدة مراحل أولا فصل جزء من المتكثفات والمياه المصاحبة عن طريق ما يسمى بالفاصل "سبريتور 1"، والذي يستخدم في الفصل عند درجات الحرارة العالية ثم بعد ذلك يتم تبريد الغاز من درجة حرارة 60 درجة مئوية إلى درجة حرارة الوسط المحيط 30 باستخدام المراوح. بعد ذلك يتم نزع المياه المصاحبة عن طريق ما يسمى ببرج النزع باستخدام "الجليكول" فيتم فصل كل المياه المصاحبة للغاز ثم تبريد الغاز إلى درجات حرارة منخفضة جدًا باستخدام الفريون كوسط للتبريد حيث تصل درجة الحرارة إلى 14 درجة تحت الصفر (-14)، ليتم إدخاله على الفاصل الأخير "سبريتور 2"، والذي يستخدم في الفصل عند درجات حرارة منخفضة جدًا وبدوره يفصل كل المتكثفات المتبقية في الغاز ليصبح بعد هذه المرحلة غازا طبيعيا نقيا مطابقا للمواصفات وصالحا للاستخدام دون أي مشاكل. وتختلف المعالجة بالمصنع الثاني بنسب بسيطة، في عملية نزع المياه المصاحبة حيث يتم حقن "الجليكول" مرة أخرى مُشبّع بالمياه المصاحبة عن طريق الفاصل "سبريتور" الذي يتم الفصل فيه عند درجات حرارة منخفضة جدا، ليصبح أيضا بعد هذه المراحل غازا طبيعيا نقيا مطابقا للمواصفات وصالحا للاستخدام دون أي مشاكل.
وهنا تبدأ مرحلة أخرى تتم داخل معامل التحليل، بأخذ عينتين من الغاز الطبيعي المُعالج يوميًا من كل مصنع وتحليلهما بمعمل التحاليل بأبو ماضي لمعرفة ما إذا كان هذا الغاز مطابقا للمواصفات أم لا. وبعد الانتهاء من عمليات المعالجة يتم ضخها إلى الشبكة القومية للغاز الطبيعي التي تتولاها شركة "جاسكو"، وبدورها تقوم بتوزيع الغاز الطبيعي المعالج والمطابق للمواصفات المتفق عليها إلى المحطات الرئيسية لتوليد الكهرباء والطاقة، مثل محطة كهرباء البرلس العملاقة بطاقة 4800 ميجاوات ومحطة كهرباء دمياط الجديدة وأيضا إلى مصنع السماد بطلخا.. بجانب تغطية دلتا النيل بالغاز الطبيعي الذي يتم استخدامه في المنازل بالمراكز والمدن التابعة لمحافظة الدقهليةودمياط وبورسعيد. ويشار إلى أن حقول أبو ماضي مقسمة إلى ثلاث مناطق، أولاها نورس بإنتاج وصل إلى 30 مليون متر مكعب، وبلطيم 3 ملايين متر مكعب، وأبو ماضي بإنتاج 200 ألف. وقال هشام لطفي، مدير عام الحقول، إن هناك مشاريع تمت دراستها، والبدء في تنفيذها منها إنشاء خط لنقل الغاز من محطة أبو ماضي إلى منطقة الجبيل في بورسعيد بطول 100 ألف كيلو "32 بوصة"، ومن المقرر الانتهاء منه قبل نهاية عام 2018، وذلك لتقليل الضغط على محطات المعالجة. ويقوم طاقم العمال والبالغ عددهم 20 فردًا في كل وردية بالتناوب على هذين المصنعين، لضمان الحصول على كفاءة عالية للمعالجة وإنتاج غاز طبيعي نقي مطابق للمواصفات. "بوابة الأهرام" ترصد مراحل معالجة الغاز الطبيعي من الاستخراج للضخ بالشبكة القومية