مازال المشروع النووى بالضبعةشاغلا للرأى العام ومازال ما فعله أهل الضبعة من تدمير لهذا المشروع القومى وسرقة ما به من أجهزة وخزائن تحوى مواد مشعة بغض النظر عن ضررها من عدمه تقدر بملايين الجنيهات أمرا صاعقا ومخيبا لأمال قطاع عريض من الشعب المصرى وأيضا للعلماء في هذا المجال. فبكل المقاييس إقامة مشروع نووى بمصر يعنى أن نكون فى الصف الأول كتفا بكتف مع الدول المتقدمة صناعيا ، ومع هذا ومن هنا أو هناك تأتى عدة مقترحات كان على رأسها حتى الأن نقل المفاعل النووى لمنطقة أخرى أو اقتطاع مساحة 15 كيلو متر من جسم المشروع تلبية لرغبة أهالى الضبعة ورجال الأعمال ! وعن إمكانية حدوث هذا ناقشنا بعض العلماء المتخصصين. بداية يوضح الدكتور على كرم الدين وكيل شعبة المفاعلات الذرية بهيئة الطاقة الذرية أهمية موقع الضبعة وصعوبة اختيار موقع آخر قائلا إن موقع الضبعة ذو أهمية خاصة وقد وقع الإختيار عليه بصعوبة شديدة ، والضبعة هو المكان الوحيد فى مصر المؤهل نوويا لإقامة محطة نووية ولو قمنا باختيار موقع آخر سنحتاج 25 عاما من الدراسات أما لماذا الضبعة تحديدا فهذا لأنه توافقت معه كافة المعايير المؤهلة لإقامة مشروع نووى وكنا عقب إتفاقية السلام قد وقع الاختيار على منطقة الزعفرانة ولكن وبعد أن حدثت بها زلازل تم رفضها كمنطقة آمنة لإقامة مفاعل نووى فتم نقله إلى منطقة سيدى كرير بالإسكندرية وبمجرد أن قمنا بتنفيذ أولى خطوات المفاعل ثار الرأى العام وأيضا رجال الأعمال أصحاب المصلحة فى عدم إقامة هذا المشروع وتعللوا وقتها بأن هذ الموقع قريب من منطقة بها كثافة سكنية ، ولما وقع إختيارنا كهيئة الطاقة الذرية على موقع الضبعة بدأ رجال الأعمال أصحاب المصلحة أيضا والذين ينظرون للمسألة بشكل تجارى يرجع لما تتميز به الأرض والرغبة فى الإستيلاء عليها بالوقوف ضد إقامة المشروع، أيضا هناك قوى خارجية وداخلية لا تريد لمصر أن تمتلك مصر مثل هذا المشروع فمعنى اكتماله يعنى أن مصر ستدخل لمجال الصناعة النووية وهى صناعة منضبطة تنبثق عنها العديد من الصناعات المتطورة ولهذا أيضا كان تدخل أمريكا واضحا وكانت أمريكا تشترط على مصر قيودا كثيرة منها التفتيش الصارم على المفاعل مقابل دعمنا فى هذا المشروع لتحول دون تفوق مصر نوويا على إسرائيل رغم أن الهيئة الوحيدة التى لها الحق على التفتيش علينا هى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ،لقد واجه مشروع العديد من العقبات . وعن ثقافة الخوف لدى المصريين من قرب المفاعلات النووية من أماكن سكنهم يقول الدكتور على كرم الدين الضبعة فى مكان صحراوى على مساحة شاسعة وقد إختيارنا عليه لبعد الشديد عن مكان مأهول بالسكان وهناك عناصر أمان كبيرة للغاية بموقع الضبعة والأهم أنه يكون هناك ثلاثة شروط للأمان النووى أولا الشركة التى تقو م بتصميم المشروع وهى تعمل فى هذا المجال منذ 60 عاما الا يكون فى تاريحها حادثة واحدة ،ثانيا ا تباع عدم حدوث حوادث محتملة وتأمين ذلك ثالثا لو حدثت حوادث أن تكون آثارها خفيفة .. ويضيف الدكتور إبراهيم العسيرى كبير مفتشين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومستشار وزارة الكهرباء والطاقة وخبير الشئون النووية تعليقا على أن هناك إقتراحا مقدما مفاده أن يتم اقتطاع مساحة 15 كيلو مترا من مساحة المفاعل النووى بالضبعة أو أن يتم نقل المفاعل نفسه من المنطقة إلي مكان آخر فيقول أن تحديد المساحة الحالية لموقع الضبعة كانت لإقامة من 4_6 محطات نووية وليست محطة واحدة بالإضافة للنظرة المستقبلية لإنشاء مرافق تابعة للمفاعل النووى مثل إقامة قاعة مؤتمرات على سبيل المثال ، أيضا لإستخدام المساحة مستقبلا فى أنشطة نووية متعلقة بدورة الوقود النووى ، أيضا فإن المساحة الشاسعة للمفاعل توفر أمانا نفسيا أكثر لاهالى المنطقة. وقال: عمليا لا يمكن نقل المفاعل لأن الضبعة هى المكان الوحيد المناسب فى مصر لإقامة هذا المشروع النووى وأيضا لا يمكن إقتطاع مساحة منه وهو شئ ليس مبررا.