يروي أن السيدة أم كلثوم كانت الدافع لإنشاء مركز النظائر المشعة الذي بدأ العمل فيه في يوليو 1955 في مقر مؤقت بجامعة عين شمس.. وتم تزويد المركز بالأجهزة والمعدات الخاصة باستخدام النظائر المشعة في التشخيص والعلاج. ومن هنا انطلقت الاستخدامات الطبية النووية.. ويعتقد الدكتور فوزي حماد الخبير في الطاقة النووية في مقال كتبه عن مصر والطاقة النووية.. أن الدافع وراء التفكير في إنشاء مركز النظائر المشعة يعود إلي مرض السيدة أم كلثوم بالغدة الدرقية وسفرها للعلاج في الولاياتالمتحدةالأمريكية باستخدام النظائر المشعة.. في عام ..1954 وتبع ذلك أن نبأ علاجها تناولته الصحف مما أعطي مساحة لمعرفة بعض استخدامات الطاقة الذرية مبكراً.. وفي شهر أغسطس سنة 1955 اشتركت مصر في مؤتمر الأممالمتحدة الأول للاستخدامات السلمية الذرية الذي عقد في جنيف.. وبنهاية عام 1955 صدر قانون بإنشاء لجنة الطاقة الذرية.. وفي نفس العام بدأت إسرائيل في تنفيذ مخططها لتصبح دولة نووية وفي عام 1956 وقعت إسرائيل عقداً مع أمريكا لشراء مفاعل نووي لإنتاج القنبلة الذرية.. وبدأت اتخاذ إجراءات إنشاء مفاعل ديمونة في عام 1958 وبدأ التشغيل في عام .1963 وفي نفس الوقت أي في عام 1956 تحركت مصر نحو تنفيذ مشروعات الطاقة الذرية. حيث تم توقيع اتفاقيات مع الاتحاد السوفييتي.. الاتفاق الأول عن المعامل الطبية النووية وبعدها الاتفاق الثاني في مجال الاستخدامات السلمية النووية. ثم تم توقيع عقد المفاعل النووي وتم اختيار مساحة 4 كيلومترات مربعة علي بعد حوالي 40 كيلومتراً شمال شرق القاهرة في منطقة بين أبوزعبل وأنشاص وأطلق عليه مفاعل أنشاص.. وقد تأخر تشييد مفاعل مصر البحثي الأول عن الجدول الزمني المحدد.. وذكر صلاح هدايت الذي عين رئيساً لهيئة الطاقة الذرية أن الرئيس الراحل عبدالناصر ذكر له شكوي السوفييت من التأخير في التنفيذ بالرغم من أن كل المعدات موجودة في الموقع.. ويقول الدكتور فوزي حماد: إنه في عام 1961 تم تشكيل لجان لدراسة واختبار موقع مفاعل نووي.. هل في منطقة سيدي كرير أو برج العرب غرب الإسكندرية. المهم أن الشركات الأمريكية والألمانية تقدمت بعدة مشروعات ممتازة لتحلية مياه البحر ودورة الوقود ولكن كل شيء نام.. وفي عام 1982 اختيرت منطقة الضبعة لإقامة المفاعل النووي. ولكنه نام أيضاً بحجة انفجار معامل تشيرنوبل في الاتحاد السوفييتي.. ومضت بعد ذلك سنوات وسنوات.. استيقظ بعد ذلك مشروع الضبعة.. وثارت عدة احتجاجات علي اختيار هذا الموقع بحجة أنه يؤثر علي السياحة في الساحل الشمالي.. ومازال البحث جارياً.. هل يقام المفاعل في الضبعة.. أو الأفضلية للسياحة؟!!