مرت 4 سنوات على اختفاء الأسماك من بحيرة قارون، بمحافظة الفيوم، بعدما توقفت هيئة تنمية الثروة السمكية عن توريد كميات من الزريعة لإنزالها للبحيرة، ولكن اللجنة العلمية المشرفة على بحيرات الفيوم، تمكنت من جلب كميات من زريعة الجمبري، التي تلائم مستوى التلوث بالبحيرة، وطلب أعضاء اللجنة العلمية المشرفة عليها، لقاء السيسي. قالت الدكتورة نسرين عز الدين، أستاذة بقسم الطفيليات بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، رئيسة اللجنة العلمية والفريق البحثي للعمل على مشكلات بحيرات الفيوم، إنها تناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بلقائها وعددًا من أعضاء اللجنة العلمية، لتوضيح حقيقة إنهيار الثروة السمكية. وأكدت رئيسة اللجنة، أن اللجنة تتعرض لهجوم كبير من قبل المسئولين عن الثروة السمكية في مصر، بسبب كشف اللجنة في أبحاثها عن القصور الكبير في تنمية الثروة السمكية، وأضافت أن بحيرة قارون بالفيوم تعاني من مشكلتين الأولى هي التلوث، وهو أمر خارج السيطرة لأن معالجته تحتاج إلى تكلفة مالية عالية، بإنشاء محطات معالجة لمياه الصرف الصحي ل88 قرية تصب مياهها في البحيرة، وهو الحل الوحيد لعلاج مشكلة تلوثها، لافتة إلى أن أعمال التكريك لقاع البحيرة لن تجدى شيئًا لأنها ذات تكلفة عالية، خاصة أن مساحة البحيرة 55 ألف فدان. وأوضحت الدكتورة نسرين عز الدين، أن التخلص من المادة الرسوبية يتطلب دفنها، وهو أمر مكلف جدًا ويحتاج إلى سنوات لتنفيذ أعمال تكريك بالبحيرة كلها، مؤكدة أن هذه الخطوة لم تدرس جيدًا قبل اتخاذها، لأن مواجهة التلوث لابد أن تكون من خلال معالجة مياه الصرف الصحي للقرى التي تصب في البحيرة. وأضافت الدكتورة نسرين عز الدين، أن الفريق العلمي المشرف على البحيرة جاهد كثيرًا مع هيئة تنمية الثروة السمكية، وكثيرًا ما أصبنا بالإحباط ولكننا لن نيأس من حل المشكلة الثانية بالبحيرة المتعلقة بالثروة السمكية، حيث درسنا كل الجوانب ووجدنا أن الأنسب للبحيرة في الأجواء الحالية هو إنزال زريعة الجمبري، والهيئة تتعامل معنا كأننا نستجدي منهم الزريعة لتنمية الثروة السمكية بالبحيرة بعد أن نفقت أسماكها بسبب الطفيل المنتشر من نهاية عام 2013م، حتى يعد العام الحالي هو الرابع لدخول الطفيل للبحيرة والتسبب في نفوق الأسماك. وأكدت الدكتورة نسرين عز الدين، أنه لم يكن هناك تفكير لدى الهيئة أو طريقة للسيطرة على الطفيل في بدايته، وعملت كأستاذة لبحث أمر هذا الطفيل بداية ظهوره، وحاولت مقابلة عدة مسئولين عن الأمر، ولم يكن لديهم أي اهتمام، بمن فيهم المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم الأسبق، وكان الصيادون الوحيدين المهتمين بالأمر لأن الصيد مهنتهم، وانتشرت القناديل والطفيل بمعدل كبير، حيث يستطيع هذا الطفيل التلاؤم والتحور بشكل كبير، ولأن البحيرة مغلقة، أصبحت انتاجية البحيرة من الأسماك معدومة، ولا يصلح فيها سوى سمك الثعابين والجمبري. وروت الدكتورة نسرين عز الدين، معاناتها واللجنة المعنية في جلب زريعة أسماك لإنزالها في البحيرة لتنمية الثروة السمكية بها، مثل الاتفاق على توريد 83 ألف زريعة سمك طوبار لبحيرة وادي الريان في 9 مارس الماضي، والتي وصلت نافقة، وحرروا محضرًا بالأمر، وذلك بسبب سوء النقل، حيث يتمثل دور اللجنة في استلام وفحص الزريعة، كما أحضر مسئولو الهيئة 63 ألف وحدة زريعة من سمك الجمبري لإنزالها ببحيرة قارون، بنفس طريقة النقل، ورفضنا استلام وفحص الكمية لأنهم حاولوا إنزال الزريعة بواسطة خراطيم من السيارات مباشرة للمياه، وتبين أنها مخلطة وليست جمبري طبيعي ونافقة. وتضيف الدكتورة نسرين عز الدين، أن الهيئة أرسلت بعد ذلك 50 ألف وحدة زريعة ونقلتها في سيارة مملوءة بمياه بحر، وعليها مشمع، ووجدنا الزريعة كأنها مسلوقة، ومع اعتراضنا أرسلت الهيئة سيارات مبردة، مزودة بجهاز قياس لدرجة الحرارة والرطوبة، وجاءت كميات من الزريعة منقولة بشكل جيد مرتين، الأولى كانت 17 ألف وحدة زريعة، وبعدها بيومين جاءت دفعة ثانية، ثم دفعة ثالثة بكمية تبلغ 30 ألف وحدة زريعة، وفوجئنا عند إحضار الدفعة الرابعة بأنهم كلمونا كلجنة ظهرًا، وأخبرونا بضرورة الحضور خلال ساعات قليلة لاستلام الزريعة، رغم بعد المسافة التي نقطعها من القاهرة. وكشفت الدكتورة نسرين عز الدين، أن بحيرة قارون لم تشهد إنزال زريعة أسماك منذ عام 2013 م، مشيرة إلى وضع البحيرات والتعامل معها من قبل المسئولين عنها، هو الأسوأ، مشددة على ضرورة مقابلة الرئيس السيسي، للحديث معه في هذا الملف وإعادة إحياء الثروة السمكية في بحيرات مصر، ومنها بحيرة قارون. من جانبه، شدد اللواء أشرف عزيز، عضو مجلس النواب، عن محافظة الفيوم، وعضو لجنة استلام وفحص الزريعة لبحيرتي قارون ووادي الريان بالفيوم، على ضرورة إنشاء مفارخ سمكية لبحيرات الفيوم على أراضيها من أجل إنتاج زريعة الأسماك، بدلاً من شرائها ونقلها من خارج المحافظة. وأكد عضو مجلس النواب، أنه في حالة جدية الحصول على تمويل بنك الإسكان والتعمير الأوروبي لمشروعات الصرف الصحي ب88 قرية ملوثة للبحيرة، فإن ذلك سيعطي أملاً في معالجة التلوث ببحيرة قارون، مشيرًا إلى أن هناك 3 كراكات تعمل حاليًا على تطهير قاع بحيرة قارون، ومشروع لإنشاء مصنع لاستخراج الأملاح من بحيرة قارون، سيكون على مستوى عال، مما يقلل نسبة الملوحة في مياهها. وقال عضو مجلس النواب، إن اللجنة نجحت في إجبار مسئولي هيئة تنمية الثروة السمكية على تغيير أسلوبهم في نقل الزريعة، التي كانت تنقل بواسطة سيارة مكشوفة ودون رعاية بيطرية، أما حاليًا فيتم نقل الزريعة بواسطة سيارات مجهزة بمبردات وبها أنابيب أكسجين ورعاية بيطرية، حيث يرافق طبيب بيطري الزريعة من كفر الشيخ والسويس إلى الفيوم. وفي نهاية مايو الماضي، وقعت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، مع جانيت هاكمان، المدير التنفيذي للبنك الأوروبي، لإعادة الإعمار والتنمية، الممثل المقيم للبنك في مصر، اتفاقية تمويل مشروع توصيل الصرف الصحي لحوالي مليون مواطن من سكان الفيوم، ومعالجة التلوث في بحيرة قارون، التي تُعد ثالث أكبر بحيرة في مصر، وذلك من خلال بناء وإعادة تأهيل محطات معالجة الصرف الصحي الجديدة والحالية، وإمدادها بأعمال المواسير وتركيب محطات الضخ وشراء شاحنات التفريغ لخدمة المناطق النائية، التي لا تتوافر لديها هذه الخدمات. وأشار الدكتور جمال سامي، محافظ الفيوم، إلى أن توقيع البروتوكول يعد خطوة للأمام في مجال التعاون المثمر والبناء بين المحافظة، ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي، وأن المشروع يهدف إلى تطهير بحيرة قارون وتحسين حالة المياه بها، وزيادة مساحات الاستزراع السمكي من أجل الارتقاء بمستوى معيشة العاملين بمجال الصيد والاستزراع السمكي من أبناء المحافظة، لافتًا إلى أهمية هذا التطوير في الارتقاء بالقطاع السياحي وجذب الاستثمار للعمل بهذا القطاع الحيوي المهم.