سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمات تغتال الثروة السمكية ببحيرة قارون.. الطفيليات تقضي على الكائنات البحرية.. الصرف الصحي يخفض منسوب المياه 1.5 متر.. فريق علمي لحل مشكلاتها رغم تجاهل الدولة.. والأمل يعود بظهور سمك موسى والبلطي
قريبًا قد نسمع عن صياد من بحيرة قارون فقد رزقه فتوجه ليحصل على قوت يومه من سرقة ونهب مال الغير، لم لا والمسئولون في مصر يخربون الحياة ويصيبون الناس في أرزاقهم كأنهم من يقسموها؟! مؤخرًا قررت كل جهات الدولة الاتفاق، لكن ليس على الخير بل الإهمال وترك الأمور لتسير إلى الأسوأ في بحيرة قارون التي كانت 55 ألف فدان من الخير تحولت في سنوات قليلة إلى مساحات للأشباح بسبب الصرف الصحي وطفيل الإيزبودا. مشكلات بحيرة قارون الطفيل الذي تسبب في وقف الحال في البحيرة، تقول عنه الدكتور نسرين عز الدين، رئيس الفريق العلمي المسئول عن مشكلات بحيرة قارون، إنه طفيل قاتل للأسماك جعل البحيرة خالية من جميع أنواع الأسماك، مشيرة إلى أن بداية العلاج والقضاء على هذا الطفيل بإزالة العائل المتسبب في نموه وهو الأسماك، إلى جانب ترك الطفيل في البحيرة وحيدًا مع بعض الكائنات الحية التي عثرنا عليها فيها وتتغذى على "فقس" الطفيل، وبالتالي يمكنها القضاء عليه، وهو ما بدأه الفريق العلمي في مايو الماضي. ملوحة المياه تضيف "نسرين" التي تعمل كأستاذة للطفيليات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، أن منسوب البحيرة انخفض نحو لتر ونصف اللتر؛ بسبب إلقاء مياه الصرف الصحي فيها، وبالتالى زادت ملوحة المياه وتنامى الطفيل بكثرة، حيث أثبتت تجارب معملية أن الطفيل يموت في المياه العذبة ومنخفضة الملوحة، ويزدهر في المياه شديدة الملوحة. نسرين أكدت أن الإمكانات المتاحة للفريق العلمي محدودة جدًا رغم تكليفهم بمباشرة العمل في البحيرة من محافظ الفيوم، مشيرة إلى أن وزير البيئة عرض على الفريق العلمي إمدادهم بكل الإمكانيات اللازمة لإتمام العمل لكن دون أن تنفذ الوزارة ذلك. نمو الجمبري وتابعت أن مناخ وطبيعة مياه البحيرة تصلح جدًا لنمو الجمبري، حيث تعهدت هيئة الثروة السمكية على توريد 10 ملايين زريعة جمبري، ثم تم نخفيضها إلى 4 ملايين ووصلت في النهاية إلى 80 ألف زريعة فقط نفقت منها 64 ألف زريعة قبل إلقائها منذ شهرين. تلوث البحيرة ورغم نسب التلوث العالية في البحيرة الناتجة عن استقبالها نحو 69% من الصرف الصحي لمحافظة الفيوم، فإن مجهودات الفريق العلمي لمكافحة الطفيليات في البحيرة أثمرت عن نتائج جيدة، حيث أشارت الدكتورة نسرين عز الدين إلى أن عمليات الرصد والمشاهدة للوضع في البحيرة من خلال الصيادين أظهرت عودة ظهور الأسماك مرة أخرى في البحيرة. ففي الوقت الحالي عاد الصيادون للصيد مرة أخرى وتقول تجاربهم أن أسماك موسى والبلطي الصغير بدأت تظهر مرة أخرى في البحيرة، وهو دليل على تراجع الطفيليات التي كانت في بيئة خالية لمدة شهرين، وأن عددًا من الصيادين أصبح يصطاد نحو 7 كيلو من الأسماك في المرة بعد أن كانت محاولاتهم السابقة في ذروة انتشار الطفيل صيد كيلو من السمك، إلى جانب أن الإصابة بالإيزبودا تراجعت في الأسماك فأصبحت الإصابة تصيب سمكة واحدة بدلا من إصابة الكمية كلها في السابق. زريعة جمبري وطالبت نسرين هيئة الثروة السمكية بإلقاء زريعة جمبري مرة أخرى للتجربة وقياس نسبة وجود الطفيل، مشيرة إلى أن الفريق طلب قبل ذلك لكن الهيئة لم تنفذ شيئًا رغم وعود مسئوليها. الدكتورة نسرين طالبت باهتمام من الدولة بشكل أكبر ببحيرة قارون مطالبة الرئيس السيسي بأن يولى اهتماما بها في ظل الاستراتيجية التي تسير بها الدولة بدعم منه شخصيًا لتنمية بحيرة المنزلة وتطويرها، وهو ما تستحقه أيضًا بحيرة قارون التي تمثل أحد الأضلاع المهمة لإنتاج الأسماك في مصر. الصرف الصحي وأردفت: "وزارة الزراعة لم تقدم أي جديد بخصوص بحيرة قارون أو إنقاذها من الصرف الصحي الذي يزيد نسب التلوث والملوحة بها، في حين تواجه مجهودات الفريق العالمي بجامعة القاهرة بالإهمال وعدم المساندة". تهديد الحياة البحرية وكشفت تقارير هيئة الثروة السمكية أن بحيرة قارون تعاني عدة أزمات تهدد الحياة البحرية، أولها زيادة معدل البخر بحرارة الشمس نظرًا لاتساع رقعة البحيرة، فهي تعانى في الوقت الحالى من تراكم أملاح مياه الصرف، وضخ الصرف الصحى لمدينة الفيوم ومراكز المحافظة دون معالجة، وتبع ذلك ارتفاع ملوحة مياه البحيرة بشكل مطرد عامًا بعد آخر، فبعد أن كانت ملوحتها نحو 12 جرامًا في الألف عام 1928 أصبحت ملوحتها اليوم 38 جرامًا في الألف، وتتغير هذه الملوحة بتغير منسوب المياه في البحيرة. الحل وأوضح تقرير الهيئة أنه يجب التعامل مع هذه البحيرة بالأسلوب العلمى للمحافظة على منسوب البحيرة ثابتًا، حيث وجد أن هناك تذبذبًا في منسوب مياه البحيرة عامًا بعد آخر -طبقًا للدراسات التي أجرتها وزارة الأشغال العامة والموارد المائية- وتحتاج البحيرة إلى نحو 50 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، للحفاظ على منسوبها وتقليل نسب الملوحة فيها، حيث أدى ارتفاع نسب الملوحة إلى أن أصبحت بيئة البحيرة تقترب من البيئة البحرية، فانقرضت بذلك أنواع الأسماك النيلية مثل القرموط والثعابين والبنى واللبيس والبياض، فيما عدا البلطى الأخضر الذي له القدرة على التكيف مع الملوحة بدرجة عالية.