في 17 أغسطس عام 1935 م اكتشف مفتشو ري الوجه القبلي اكتشافات أثرية مهمة في مقياس جزيرة الروضة بعد أن استولت وزارة الأشغال العمومية في عام 1934م على مساحة قدرها 2900 متر مربع حول بئر قياس نهر فيضان النيل بجزيرة الروضة. ويعتبر مقياس جزيرة الروضة من أقدم مقاييس نهر النيل الباقية علي حالتها حتي الآن في مصر وقد تم أنشاؤه في عهد الخليفة العباسي المتوكل عام 861م وقد أشرف على بنائه - كما يؤكد المؤرخون - المهندس أحمد الفرغاني من مدينة فرغانة بأوزبكستان. كان استيلاء وزارة الأشغال على هذه المساحة بسبب تخفيف الضغط على الحائط الغربي ورفع الانقاض التي تخلفت جراء هدم دورة مياه السلاملك التي أنشأها حسن باشا فؤاد المناسترلي حول مقياس النيل الأثري بجزورة الروضة. لم يكتف المهندسان أحمد، رضوان ويعمل مهندس تفتيش عام ري الوجه القبلي، وزميله كامل غالب بك مفتش عام ري الوجه القبلي، لم يكتفيا بذلك، بل قاما بتوثيق اكتشافاتهما بناء على مخطوطات ووثائق دار الكتاب المصرية وأطلس الحملة الفرنسية وأطلس الترميمات التي تعاقبت على المقياس على مر العصور. اكتشافات غالب ورضوان في مقياس جزيرة الروضة بعد قيام الري برفع الانقاض التي تخلفت جراء هدم دورة مياه السلاملك الواقعة غربي المقياس بدأت في أواخر عام 1927م، وانتهت باكتشاف أحجار فرعونية ونقوش إسلامية وكتابات مهمة قاما بتوثيقها بشكل علمي. اكتشف مفتشو الري مجاري عميقة وبئرًا منعزلة قطرها من الداخل 1.2 متر، كما تؤكد مجلة "المهندس" التي نشرت البحث العلمي، وكانت المجاري بحائطها الغربي تتواجد فتحة متصلة بمجرور دورة مياه الخدم، حيث كان العثور على المجاري والبئر هو السبب الرئيسي في حدوث خلل لمقياس فيضان نهر النيل الذي دعا وزارة الأشغال للاستيلاء على مساحة من أرض المقياس أيضًا. من خلال أطلس الحملة الفرنسية أسفرت النتيجة عن وجود طرقات حول بئر المقياس مبلطة بأحجار منتظمة في شكلها وفي وضعها ووجود بقايا مباني سراي نجم الدين بنيت عام 1240م بحالة جيدة، حتى أن الحيطان لا تزال محددة لغرف مبلطة أرضياتها بأحجار جيرية، كما كشف أطلس الحملة الفرنسية عن وجود فتحة باب من حجر منحوت وأمامه سلم يوصل بحالة جيدة يتوصل منه إلى الحوش الصغير للمقياس. اكتشف مفتشو الري كذلك قطعًا من لوحات رخام محفور بها كتابات بالخط الكوفي، وغير منوه عنها في مذكرات الحملة الفرنسية، وقام مفتشو الري بجمع الكتابات وإلصاقها ببعضها البعض فقرئت بعض كلمات مفهومة منها ويستدل أنها ليست شواهد قبور. عثروا أيضًا على قطعة رخام سميكة على المدخل الشرقي بمجرى المقياس تنتمي لعهد الخليفة العباسي المتوكل، كما عثروا على قطع رخام تدل على أنها أجزاء من شباك لجامع فاطمي، كما عثروا بالدورة العلوية من المقياس على حجر مستطيل عليه رسومات فرعونية وآخر بالجهة الشرقية عليه زخارف من العهد التركي، كما تم العثور على لوحات رخام مكتوبة بالتركية وبالخط الفارسي. وقال التقرير إن مناسيب المجريين الأوسط والسفلي تتفق تقريبًا مع المناسيب المبينة برسومات الحملة الفرنسية ومحمود باشا الفلكي، كما أوضح التقرير أن كل ماحققه مفتشو ري الوجه القبلي كان بمجهوداتهم، أما ما جاء في كتب التاريخ فإن مذكرات فورمون المطبوعة عام 1755م تؤكد على مجرى واحد في الجهة القبلية لبئر المقياس. وقد اتضح أن أطوال هذه المجاري في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مختلفة، مما يستدل منه على إجراء إضافات للمباني في الجهة الشرقية، ويظهر أنه حصل تعديل في المقياس في عهد محمد علي باشا. وختم التقرير بأن "العمل مستمر الآن في الكشف حول المقياس، وكل يوم نجد آثار مباني قديمة كانت قائمة في تلك البقعة". البحث العلمي لاثار جزيرة الروضة المكتشفة عام 1935م البحث العلمي لاثار جزيرة الروضة المكتشفة عام 1935م البحث العلمي لاثار جزيرة الروضة المكتشفة عام 1935م البحث العلمي لاثار جزيرة الروضة المكتشفة عام 1935م البحث العلمي لاثار جزيرة الروضة المكتشفة عام 1935م