أحست الفتاة الثلاثينية أن حياتها سجن كبير، وواقعها مؤلم لدرجة لا تطاق، لذا فكرت في الهروب إلي "الفراغ الإلكتروني"، لتنسي من خلاله ما تمر به في الواقع، وبعد فترة قررت الهروب من كل شىء إلي حبيبها علي ال"فيس بوك"، لكنها اكتشفت متأخرة أنها خطت بقدميها إلي الجحيم. عادت بعد مدة بسيطة إلي بيتها، تلملم ذيول خيبتها، لكنها لم تكن وحدها، بل كانت تحمل في أحشائها طفلا من "حبيب الفيسبوك" يرفض الاعتراف به. وقفت "دعاء"، صاحبة الثلاثين عامًا، داخل محكمة الأسرة بمدينة نصر، مطأطأة الرأس، كأنها تهرب من العيون التي ظنت أنها تحدق بها، لكنها قررت التخلي عن صمتها، لتروي ل"بوابة الأهرام" قصتها و"حبيبها من الفيسبوك". تقول "دعاء" إن مشكلاتها بدأت مع وفاة والدها، بعد صراع مع المرض، حينها فوجئت بنجل عمها يتدخل في حياة أسرتها بشكل فج، وفى كل تفاصيلها، ويزورهم يوميا بحجة الاطمئنان علي والدتها وشقيقها، وفي أحد الأيام وبعد عودتها من عملها محاسبة بشركة، في التاسعة، وجدته بالمنزل وطلب من والدتها أن تترك عملها وأنه سيتكفل بجميع مصاريف المنزل. "علي الرغم من أن أمي كانت موافقة، أنا رفضت تماما" هكذا ردت "دعاء" علي عرض نجل عمها، وتضيف أن ذلك دفعها للتشاجر معه، حتي أنه هددها بأنه سوف يحبسها في حالة خروجها من المنزل دون إذن منه، لكنها تجاهلت تعليماته بعد يومين فقط، لتفاجئ فى أثناء وجودها في العمل بابن عمها يقتحم الشركة ويتشاجر معها، بعدما أخبرته الأم بخروجها، وهو ما دفع صاحب الشركة لطردها من العمل. لم تنته مشاجرة "دعاء" وابن عمها في الشركة، بل امتدت لتصل للمنزل، فحبسها في المنزل، وقال لوالدتها إنه سيتزوجها في غضون أسبوع واحد، دخلت في حالة بكاء هيستيري، لكنها بعد فترة بسيطة وجدت يدها تمتد لهاتفها وتتحدث مع حبيبها "جمال". تتابع "دعاء" أنها كانت علي علاقة ب"جمال" منذ قرابة العامين، تعرفت عليه من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من الإسكندرية، وكانا يتحدثان يوميا لساعات، حتي إنهما تقابلا قبل وفاة والدها، وعرض عليها الزواج، لكنها رفضت بحجة أنهما يحتاجان لوقت أكثر للتعارف. كما أنه يعمل سائقا بشكل غير منتظم، لكنها مع ذلك كانت تحبه ومنجذبة إليه بشدة. أخبرت "دعاء" حبيبها بكل ما حدث معها، وأنها ستتزوج من ابن عمها الذي تبغضه بعد أسبوع، لم يفكر "جمال" كثيرًا، فعرض عليها الزواج مرة أخرى، وأخبرها أن تلك هي فرصتهما، كل ما عليها أن تترك المنزل، وتذهب إليه في الإسكندرية، وهو ما حدث بالفعل. فور وصول "دعاء" إلي الإسكندرية استقبلها حبيبها وعرفها علي شقيقته، وطلب منها الإقامة عندها عدة أيام، حتي يتمكن من تجهيز ترتيبات الزواج، وبادرته بإعطائه خاتما وحلقا ذهبيا ملكها، ليبيعهما ويدفع أجرة المأذون، أخذهما علي الفور، وبعد عدة أيام عاد برفقة المأذون وعدد من أصدقائه والشهود، واصطحبها لشقة مكونة من غرفتين للمعيشة. مرت الأيام السعيدة بسرعة البرق، وبعد مرور أسبوع واحد، فوجئت بزيارة أصدقاء زوجها ليلاً للسهر برفقته، ويدخنون المخدرات، طلبت منه أن يصحبهم لخارج المنزل لكنه رفض، وأصر أن تخرج للجلوس معهم، حتي إنه اعتدي عليها بالضرب، وبعد خروجها فوجئت بأحد أصدقاء زوجها يتحرش بها، وهو ما دفعها لطردهم من المنزل، لكن زوجها ضربها بشدة بالحزام الجلدي. وتتذكر "دعاء" أيامها مع زوجها، وتذرف عيناها الدموع، وتتابع أن حياتها كانت كالجحيم، فزوجها يتعاطي المخدرات باستمرار، ولا يعمل، فهو ينام طوال النهار، ويسهر مع أصدقائه بالمساء، حتي إنه طلب منها أن تخرج للعمل، لتلبية مستلزمات المنزل، وبالفعل عملت في سوبر ماركت قريب من سكنهما. تحملت "دعاء" كل مساوئ زوجها مضطرة، فلم تكن لتعود بسهولة إلي منزل والدها من جديد، لكنها بعد 3 أشهر من الزواج، أحست بآلام الحمل، وحينما أخبرت زوجها تفاجئت بردة فعله العنيفة، فنشبت بينهما مشاجرة وطالبها بإجهاض حملها، وطردها من مسكن الزوجية بملابس المنزل، ذهبت لمنزل شقيقته لعلها تنقذها مما يحدث، لكنها فوجئت أن المنزل مؤجر، وأنها تعرضت لعملية نصب، فزواجهما كان عرفيا، ولم تجد أمامها سوى الاتصال بخالتها لتعود للقاهرة من جديد تجر أذيال الندم. عادت "دعاء" إلي منزل أسرتها، وكل ما تشعر به هو الخزي مما اقترفت في حق نفسها وأسرتها، وتقدت بدعوي لمحكمة الأسرة تطالب فيها "جمال ع." بالاعتراف بأبوية الطفل، وقدمت لمحكمة الأسرة صورة من الرسائل المتبادلة بينها وبين زوجها علي "فيس بوك"، وصورة عبر الهاتف المحمول لهما برفقة أصدقائهما تثبت زواجه منها عرفيًا.