قال عنه المستشرق "جاستون فييت" إنه أهم وأعظم من قصر "الحمرا فى جرانادا"، ومدحه الرسام "لينوار"، بينما وصف "المقريزى" زخارفه بالبديعة، فيما اعتبره آخرون بأنه لا مثيل له فى الشرق، ومن أبدع آثار القاهرة وأكثرها تجانسًا وكمالاً ووحدة. فلم يكن مسجد "السلطان حسن" فى حى الخليفة بالقاهرة، مسجدًا عاديًا كباقى مساجد القاهرة الفاطمية والتاريخية، بل كان مدرسة أيضًا فى عهد العصور الوسطى وتحديدًا فى عصر الدولة المملوكية، بناه السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، لكنه توفى، فأكمل البناء الأمير بشير آغا. يعتبر مدخل مسجد "السلطان حسن"، من أعظم المداخل فى العماير التى شيدت بمصر فى فترة العصور الوسطى، فالداخل يجد أمامه مدخلاً مربع الشكل، يتكون من 3 إيوانات، وصحن على هيئة جامع صغير، و فى أركانه الأربعة توجد 4 أبواب تؤدى للمدارس الأربع، وخصصت كل واحدة فيها لمذهب من المذاهب الأربعة ( الشافعى والحنفى والمالكى و الحنبلى ). إيوانات الجامع الثلاثة، البحرية والقبلية والغربية، مساحاتها متقاربة وسقوفها على شكل قبو حجر مدبب، و الإيوان الشرقى هو أكبر الإيوانات و اتجمعت فيه روائع الفن، فجدرانه مكسية بالرخام والأحجار الملونة الفاخرة وفى دائرته إطار مزخرف بنقوش من الخط الكوفى. نوى السلطان حسن، بناء 4 مآذن للجامع لكن بعد ما بنيت 3 مآذن وقعت واحدة على العمال فاكتفى بمئذنتين، بسبب قرب الجامع من القلعة، وكان الأمراء المتمردون بيستخدموه لضرب القلعة والتحرش بسكانها. كان الجامع يضم مكتبة و مدرسة لتعليم الأيتام، وتم ترميم الجامع سنة 1915 تحت إشراف المهندس هرتس باشا، و جددت هيئة الأثار المصرية قبة الجامع. واختاره الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى زيارته للقاهرة سنة 2009 ، من بين كل آثار و متاحف و مبانى القاهرة. .