أجمع المثقفون المصريون على قيمة الدور الكبير الذي قام به محمد هاشم، صاحب دار ميريت، منذ اندلاع ثورة 25 يناير، ورفضوا جميع الاتهامات الموجهة إليه، واعتبروها محاولة لإهالة التراب على من شاركوا في الثورة المصرية وإظهارهم كمجرمين، واعتبروا أن تلك الاتهامات دليل على تخبط هستيري داخل المجلس. وكان أحد الصبية الذين عرض المجلس العسكري شرائط مصورة لهم، اليوم الاثنين، وقال إنهم متورطون في أحداث مجلس الوزراء الأخيرة قد اتهم الناشر محمد هاشم ضمنياً بالاشتراك في أعمال تخريبية بالقول إنه يوزع خوذا وكمامات وأموالا على المتظاهرين. ورفض وزير الثقافة الأسبق د. جابر عصفور، الاتهامات الموجهة لهاشم، وقال: "إنه واحد من أكثر المواطنين الشرفاء المؤمنين بوطنهم، وأنا أصدقه وأصدق ما يفعله ولا أصدق الشرطة المدنية والعسكرية التي قتلت الشهداء". وأضاف عصفور أن "من اتهموه يجب أن يتهموا أنفسهم، ويبدو أنهم يريدون أن يتملصوا من المسئولية فيلقوها بالشرفاء والوطنيين في هذا البلد، فمحمد هاشم واحد من أشرف وأنشط الناشرين وأنا أعرفه جيداً وما أصدقه أن هذا الاتهام جاء بواعز من مباحث أمن الدولة القديمة التي أفسدت البلاد". وقال الروائي والناشر مكاوي سعيد: "إن الدار لها دور بطولي مشهود خلال الثورة، وكانت ملجأ لكثيرين أيام الاعتصام، ولو أنه وزع كمامات وأشياء للوقاية فهذا لا يدينه"، واعتبر مكاوي أن ما قيل هو محاولة لإهالة التراب على أبطال يناير. وأضاف "الواضح أن الفلول استعادوا توازنهم وفي نيتهم أن يشوهوا كل من شارك مشاركة إيجابية في الثورة، وعلينا أن نحظر جيدًا لهذا، لأنهم يريدون تشويه صورة الثوار أمام الناس". فيما قال الكاتب إبراهيم عبد المجيد "إن الولد الذي قال الاتهامات في شريط الفيديو المصور لا يفهم شيئًا، ومن الواضح أنه دُفع به لتشويه دار ميريت وهاشم". وأكد أن "الدار قامت بدور كبير ومهم في يناير، وهي مكان لتجمع المثقفين والفنانين وليست تجمعًا للبلطجية، ومن الواضح أن الموضوع بدأ يأخذ شكلًا غير طبيعي، فالمجلس العسكري يدخل في خصومة مع المثقفين، في الوقت الذي هو في خصومة مع الشعب كله". ومن جانبه اعتبر الكاتب أحمد صبري أبو الفتوح ما اتهم به هاشم ودار ميريت "محاولة واضحة وساقطة للتلفيق، وإلحاق الاتهامات بالشرفاء، ومن لهم دور مشرف بالثورة المصرية، وأنا أربأ بالمجلس العسكري أن يلجأ لهذه الحيل". واعتبرت د. سحر الموجي، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، أن "هذه الاتهامات هزل من جانب المجلس العسكري وتعبير عن تخبط شديد في التعامل مع الأزمة". وقالت "إنهم يراهنون على محاصرة الثورة ولكن هذا الرهان يأتي برد فعل عكسي، فكلما زادت فجاجة أفعالهم وعنفهم يزيد عدد المناصرين للثورة، وإن كان هناك شيء تدل عليه تلك الاتهامات فهو هيستيريا شديدة وتخبط داخل المجلس". وقال الكاتب حمدي أبو جليل "هذه فبركة ساذجة، للتأثير بالسلب على دور الدار العظيم في الثورة، وهذا رد على مواقف هاشم التي كانت دائما ضد الاستبداد والاستغلال للتوتر لاستعادة النظام القديم، لكنها محاولة فاشلة تخلق حربًا مع المثقفين، كما أن هذه الأفعال لا تختلف عن أفعال النظام القديم، من أن يجلب أشخاصًا تعترف على الشرفاء لتلفيق التهم لهم".