يضم 7 رؤساء محاكم، تشكيل المجلس الخاص للشئون الإدارية لمجلس الدولة    قرار الشعب وعودة الروح    مطار الغردقة يستقبل أولى رحلات "Vision Air" من مولدوفا    الاستثمارات الخاصة تتصدر للربع الثالث على التوالي وتستحوذ على 62.8%.. وتراجع للاستثمار العام    فور التصديق عليه.. "إسكان النواب": الحكومة جادة في تطبيق قانون الإيجار القديم    بسبب ترامب، إيلون ماسك يعلن تأسيس حزب سياسي جديد    بسبب دعم فلسطين.. الشرطة الألمانية تعتدي بالضرب على مشجع أهلاوي (فيديو)    وزير الخارجية ونظيره السعودي يبحثان هاتفيا مستجدات الأوضاع في المنطقة    أيمن يونس: جون إدوارد مكسب كبير للزمالك وغياب أبناء النادي عن المشهد صدمني    مصطفى شوبير يثير الجدل بمنشور كوميدي عن والده    القباني : لم أفضح أسرار الزمالك وتعرضت لحملة ممنهجة    بسبب درجة الحرارة.. اتحاد الكرة يعلن تأجيل انطلاق دوري القسم الثاني (ب)    خبراء يكشفون للحكومة بدائل ل الطريق الإقليمي بعد غلقه    تاريخ الدكتور عمار علي حسن!    مدير دار الافتاء بمطروح يجيب.. هل نصوم مابعد عاشوراء أم قبله؟    بني سويف الجامعي تعيد النور لطفل يعاني من انفجار بالعين    3 توجيهات عاجلة من الرئيس السيسي للحكومة بشأن «طريق الموت» بالمنوفية    "أوبك+" يرفع إنتاج النفط في أغسطس 548 ألف برميل يوميا    بمسرح كامل العدد.. الإيقاعات الشرقية تحيي أولى حفلاتها الصيفية بقصر ثقافة الأنفوشي    ثلاثي منتخب مصر يتأهل لنهائي رجال الخماسي الحديث في كأس العالم 2025 بالإسكندرية    تأجيل اولي جلسات محاكمة 5 رجال أعمال متهمين بتمويل الإرهاب ل 9 سبتمبر    مستشفيات جامعة بنى سويف تعيد الأمل لطفل أصيب بانفجار فى العين اليمنى    الإسماعيلية تتوسع في زراعة عباد الشمس.. 1271 فدانًا لدعم الاكتفاء الذاتي من الزيوت    أمينة الفتوى: "مقولة على قد فلوسهم" تخالف تعاليم الإسلام والعمل عبادة يُراقبها الله    أسماء الفائزين فى الموسم الرابع من المسابقة العالمية للوافدين والأجانب بالأزهر    أيمن الرقب: ترامب وإدارته جزء من المقتلة الكبيرة ضد المدنيين في قطاع غزة    أمريكا.. مقتل 27 شخصًا جراء فيضانات مفاجئة وسط ولاية تكساس    باحث: رفع العقوبات عن سوريا يفتح الباب أمام الاستثمارات ويُحسن الاقتصاد    غدًا.. النواب يستكمل مناقشة قانون المهن الطبية    الأمين العام للأمم المتحدة يُحذّر من خطر نووى فى زابوريجيا    «خفاف على القلب» 3 أبراج روحهم حلوة.. هل أنت واحد منهم؟    "المخدرات مش هتضيعك لوحدك" حملة لرفع وعى السائقين بخطورة الإدمان.. فيديو    بي إس جي ضد البايرن.. التشكيل الرسمى للقمة النارية فى كأس العالم للأندية    إجتماع تنسيقي بين «الرعاية الصحية» و«التأمين الصحي الشامل» في أسوان    استمرار تلقي تظلمات الإعدادية بكفر الشيخ حتى 13 يوليو الجاري    وفاة رئيس قطار أثناء تأدية عمله بأسيوط.. و«النقابة» تبدأ نقل الجثمان إلى طنطا    لمرشحي مجلس الشيوخ 2025.. «الصحة» تطلق منظومة إلكترونية لخدمات «الكشف الطبي» (تفاصيل)    براتب 8000 جنيه.. العمل تعلن عن 300 وظيفة بإحدى شركات تسويق الأدوية    محافظ أسيوط يعتمد الخطة السكانية لتحسين الخصائص السكانية    وزير الرياضة يفتتح منشآت جديدة بمركز التنمية الشبابية بالساحل    «الصمت أحيانًا يعني أننا تعبنا».. حنان مطاوع توجه رسالة غامضة في أحدث ظهور لها    بمشاركة طلاب صينيين| بالصور.. تنظيم أول مدرسة صيفية بجامعة القاهرة    "بدأت بموقف محرج".. قصة تعارف أمير صلاح الدين وزوجته ليالي    العروض تحاصر ثلاثي بيراميدز.. والإدارة تعد قائمة بدلاء    «محتوى البرامج الدراسية» في ندوة تعريفية لطلاب علوم الحاسب بجامعة بنها الأهلية    محلل بريطاني: انتقادات زيلينسكي قد تدفع ترامب للانسحاب من تسوية الحرب الروسية الأوكرانية    أحمد نبوي: الأذى النفسي أشد من الجسدي ومواقع التواصل تتحول لساحة ظلم    «المونوريل والبرج الأيقوني».. المشروعات القومية رموز جديدة ب انتخابات مجلس الشيوخ 2025 (فيديو)    شريهان تعود للأجواء الفنية بزيارة خاصة لمسرحية "يمين في أول شمال"    مصرع شخص وإصابة اثنين آخرين في حادث مروري بدمياط    طبق عاشوراء يحسن صحتك.. فوائد لا تعرفها    طقس الأحد شديد الحرارة وشبورة ورطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة والإسكندرية 31    محافظ بني سويف يستقبل وزير الإسكان والمرافق في بداية زيارته للمحافظة    3 وديات.. في الجول يكشف تفاصيل معسكر الأهلي في تونس تحضيرا للموسم الجديد    استقرار أسعار السكر اليوم السبت بالسوق المحلي    محافظ المنوفية يتوجه لمستشفى الباجور العام للإطمئنان على الحالة الصحية لمصابي حادث الإقليمي    اختيار ناصيف زيتون لحفل افتتاح مهرجان جرش بالأردن.. وأصالة في ختام الفعاليات    الجار قبل الدار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء اقتصاد يؤكدون: جشع التجار والتواطؤ الحكومي وراء أزمة الأرز
نشر في بوابة الأهرام يوم 18 - 11 - 2011

رغم القرار الحكومي بتمديد حظر تصدير الأرز حتى أكتوبر 2012، إلا أن الخبراء أكدوا أن أزمة الأرز مازالت قائمة، معللين ذلك بأن القرار، رغم أهميته، لا يتعد كونه حبرا على ورق ولا يوجد جهاز حقيقي قادر على تفعيل قرار الحظر، محذرين من أن التهاون في تطبيق الحظر سيغرق السوق المحلية فى ارتفاع جنوني لأسعار الأرز، كما أن التهاون مع التجار التي تقوم بتخزين المحصول لتعطيش السوق ، سيؤدي أيضا لارتفاع جنوني فى الأسعار ، ومن المحتمل أن يصل سعر كيلو الأرز إلى 10 جنيهات بدلا من 4 جنيهات ، على حد قولهم.
يقول الدكتور محمد النحراوي، مدير البرنامج القومي لمحاصيل العلف، مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية الأسبق، إن قرار تمديد حظر تصدير الأرز للخارج سيقلل من التأثير على السعر المحلي للمحصول ، مضيفا "لأنه فى حالة فتح باب التصدير من الممكن أن يصل سعر كيلو الأرز إلى 10 جنيهات، وهو إحدى السلع الاستراتيجية المهمة، لأنه يعد بديلا للخبز".
ويوضح "النحرواي" أن سعر طن الأرز فى الخارج يتراوح ما بين1000 إلى 1200 دولار ، بينما سعر طن الأرز الشعير فى مصر يصل إلى 3 آلاف جنيه ، وطن الأرز الأبيض يتراوح سعر ما بين 4 إلى 5 آلاف جنيه، مضيفا: "ولأن فرق المكسب للتاجر يتراوح ما بين 2 إلى 3 آلاف جنيه؛ فهو يفضل بيعه للخارج".
ويؤكد أن حظر التصدير له مخارج ويهرب إلى ليبيا والسودان والأردن وسوريا، مشيرا إلى أن الأزمة الحقيقية تكمن فى آلية تنفيذ قرار الحظر ، قائلا "لا يوجد جهاز قادر على التحكم فى الحظر، والأجهزة الموجودة معطلة".
ويلفت "النحراوي" إلى وجود مشكلة أخرى غير تهريب الأرز للخارج ، تكمن فى قيام التجار بالامتناع عن توريد المحصول وتخزينه لتعطيش السوق ومن ثم طرحه بأسعار أعلى ، قائلا: "الأرز من السلع التى من الممكن أن تخزن لمدة عام دون أن تتلف، والتجار يستخدمون تلك اللعبة لرفع السعر المحلي دون مبرر".
ويشير "النحراوي" إلى أن المساحة المسموح بزراعتها أرز لا تتعدى مليونا و100 ألف فدان ، نظرا لاستهلاك محصول الأرز كمية هائلة من المياه ، مضيفا أن المساحة التى تمت زراعتها بالأرز هذا العام تراوحت ما بين مليون و700 ألف فدان و2 مليون فدان ، مؤكدا أن إنتاجية الأرز بالكاد تكفي احتياجات الاستهلاك، مشيرا إلى أن متوسط استهلاك الفرد من الأرز سنويا يصل إلى 45 كجم، طبقا للمعايير الدولية التى تحدد متوسط نصيب الفرد السنوي من الأرز ، متابعا "يعني تقريبا نستهلك سنويا 3.5 مليون طن أرز أبيض، وهو يحتاج إلى 5.5 مليون طن أرز شعير حتى يصفي تلك الكمية".
ويتهم "النحراوي" وزارة التضامن الاجتماعي بالوقوف وراء تحكم التجار في أسعار الأرز، ويبرر اتهامه: "المفروض والمنطقي أن تقوم وزارة التضامن من خلال الجمعيات الزراعية واتحادات المزارعين بالتعاقد مع الفلاحين قبل بداية الموسم ، والتوصل إلى سعر مناسب معهم ، وحجز حصتها مسبقا وتخزن المحصول فى مضارب ومخازن الشركات القابضة وغيرها ، ثم تطرحه بالأسعار المناسبة، ولكنها لا تقوم بذلك وتعتمد على الوسيط بينها وبين المزارع الذي يتحكم فى الأسعار ويرفعها على الوزارة، أو يقوم بتخزينه لبيعه بأسعار أعلى أو تهريبه للخارج لمزيد من الأرباح".
من جانبه، يرجع الباشا إدريس، رئيس شعبة الحاصلات الزراعية بالغرفة التجارية، أزمة الأرز إلي عمليات التهريب المنظم التى تتم عن طريق المنافذ البحرية والبرية إلى سوريا ولبنان وتركيا وليبيا، قائلا: "المهربون قاموا بتهريب كميات كبيرة من الأرز إلى الخارج في حاويات من خلال المنافذ البرية والبحرية ووضعوا الأرز في أجولة وغطوا آخرها بطبقة من الملح أو الفاصوليا أو أي سلعة أخرى، وباعوا طن الأرز بأكثر من 1300 دولار، بما يعني أن الكيلو يباع ب 9 جنيهات"، مؤكدا أن التهريب يحدث بتواطؤ بعض الموظفين فى تلك المنافذ، مشيرا إلى أن هذا التهريب يؤدي إلى نقص المعروض فى السوق المحلية وبالتالي ترتفع أسعاره بشكل جنوني، قائلا: "لا بد من وجود رقابة صارمة، وقيام جهاز أمني قوي بتولي تلك المسئولية لإنقاذ السوق"، مضيفا "كما أنه لا بد من تفعيل دور مباحث التموين وأجهزة الرقابة والضبط ، لمنع التجار من تخزين المحاصيل الزراعية ومن بينها الأرز بهدف تعطيش السوق ومن ثم التحكم فى الأسعار وفى قوت الناس".
ويؤكد مصدر بحثي، طلب عدم ذكر اسمه، أن الأرز يعد أحد المحاصيل الغذائية المهمة التي يستهلكها المصريون، حيث يقدر متوسط نصيب الفرد السنوي من الأرز بحوالي 45.8 كيلو جرام، بواقع 125.5 جرام في اليوم، مشيراً إلي تقلص إنتاج الأرز إلى 5.52 مليون طن عام 2009، مقابل 7.25 مليون طن عام 2008.
ويشير إلي أن الأرز كان يعتبر حتى عام 2007 أحد المحاصيل التصديرية الرئيسية في مصر، حيث بلغت قيمة صادراته حوالي 1.85 مليار جنيه، تمثل نحو 29.6% من جملة الصادرات المصرية من السلع الزراعية البالغة حوالي 6.3 مليار جنيها ، موضحاً أن انخفاض إنتاج الأرز جاء بعد قرار حكومي بحظر التوسع عن المساحة المقررة لزراعته، والتي تقدر ب مليون و100 ألف فدان، موضحا ذلك بأن الأرز من المحاصيل كثيفة الاستخدام للموارد المائية، إذ بلغت جملة الاحتياجات المائية لزراعة الأرز عام 2006 حوالي 9.6 مليار متر مكعب تمثل حوالي 26% من جملة مياه الري عند الحقل، وبالتالي تم منع تصدير الأرز للخارج، لتقليل كمية المياه المستخدمة وإتاحة كميات كبيرة من الأرز في السوق المصرية خاصة بعد ارتفاع أسعاره في السوق العالمية.
ويضيف المصدر، إلى تركز زراعة وإنتاج الأرز في محافظات الوجه البحري كالدقهلية وكفر الشيخ والشرقية والبحيرة والغربية، من 2005 وحتى 2007، حيث بلغت مساحة الأرز بهذه المحافظات نحو 1.54 مليون فدان، تمثل حوالي 97.8% من المساحة المزروعة على مستوى الجمهورية، وبلغ إنتاج تلك المحافظات 6.5 مليون طن، تمثل نحو 97.9% من إجمالي الإنتاج، مرجعاً الارتفاع الجديد في سعر الأرز إلى سلوك بعض التجار الذين يقومون بتعطيش السوق، وتخزين محصول الأرز للمتاجرة به في السوق السوداء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.