معاناة يعيشها أهالي قرية "الأصفر" بمركز طامية بمحافظة الفيوم، حيث إن القرية تقع على طريق الفيوم – القاهرة وملاصقة للمنطقة الصناعية، وهناك بعض المصانع تبث أدخنة العوادم بكثافة يوميا مما يعرض أهالي القرية للأمراض وخاصة الأطفال، كما أن تلوث الأدخنة بدأ يدمر الأراضى والمحاصيل والماشية. ويذكر أن عددا كبيرا من قبائل القذاذفة أبناء عمومة الهارب معمر القذافى يقيمون بهذه القرية منذ سنوات عديدة. ويؤكد عدد كبير من الأهالى أنهم يعيشون كارثة بيئية وإنسانية بالدرجة الأولى، حيث إن المياه ملوثة بسبب صرف المصانع الذي يملأ القرية، بالإضافة إلى الأدخنة المنبعثة والتي أصابت العديد منه بالأمراض ومنهم من لقي حتفه. والتقت "بوابة الأهرام" مع عدد من أهالى القرية للتعرف على أبعاد المشكلة وتأثيرها على أهالى القرية. يقول رضا عبدالحميد "من أهالي القرية " إنه كان يمتلك أحد عشر رأس ماشية نفقت جميعها نتيجة التلوث ولم تبقى له سوى "بقرة " واحدة تعاني من التسمم وسوء التغذية وينتظر موتها بين لحظة وأخرى. ويضيف عبد الحميد عبد الهادى أن جميع سكان القرية يعانون من أمراض صدرية ورئوية بسبب دخان المصانع المستمر ليلا ونهارا، حتى أن الأطفال يتعرضون فى كثير من الأحيان إلى حالات اختناق ونوبات إغماء متكررة. ويرى أحمد مصطفى يوسف أن فى كل المناطق الصناعية يتم وضع مقياس للأثر البيئي لكل مصنع، حتى يمكن التعرف على المصانع التى تتعامل بشروط مخالفة للمنصوص عليها بيئيا وصحيا، وخاصة عندما تكون تلك المصانع ملاصقة لكتلة سكنية. ويشير محمد مسعود أبو بكر إلى أن النخل والزرع يموت لأن مياه الصرف الخاصة بالمصانع تصب في المصارف والمجاري المخصصة لرى الأراضى الزراعية، كما أن المحاصيل التي يُكتب لها النجاة تكون ملوثة كيميائيا بمخالفات تلك المصانع، وخاصة أن هناك بعض الصناعات بالمنطقة ملوثة للبيئة بطبعها كمصانع البترو كيماويات والسيراميك. وكان المشير محمد حسن طنطاوي القائد الأعلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في أثناء زيارته للمنطقة الصناعية فى الفيوم أوائل الشهر الجاري قد تقابل مع بعض من أهالي قرية " الأصفر" الذين تظاهروا من أجل إيجاد حل لمشكلة أدخنة ومخالفات المصانع، ووعدهم المشير بدراسة للأثر البيئي لكل المصانع، وان المصنع الذي يثبت مخالفته سيتم إغلاقه على الفور حتى يتم توفيق أوضاعه وفقا للمواصفات والاشتراطات البيئية القياسية. لكن يؤكد أهالي القرية انه رغم من توصيات المشير طنطاوي، إلا أن المسئولين عن البيئة والمنطقة الصناعية لم ينفذوا شيئا حتى الآن ومازالت المشكلة قائما فعوادم أدخنة المصانع ومخالفتها مازالت موجودة ليلا ونهارا.