[في الفيوم:brكوم أوشيم.. كارثة بيئية] في الوقت التي تستعد فيه الفيوم للاحتفال باختيارها محافطة السياحة البيئية في مؤتمر ريو العالمي للسياحة والتنمية البيئية منتصف الشهر الحالي, ويتزامن ذلك مع احتفالات أقامتها المحافظة للاحتفال بيوم البيئة العالمي. يعيش ما يقرب من10 آلاف نسمة من القري المجاورة للمنطقة الصناعية بكوم أوشيم كارثة بيئية وإنسانية محققة, تهدد حياة المواطنين,والحيوانات معرضة للنفوق, والمياه ملوثة بعوادم ومخلفات مصانع الكيماويات بالمنطقة الصناعية الملاصقة لتلك القوي. وتعمل تلك المصانع في مجال الكيماويات والسيراميك وغيرها من الصناعات الملوثة للبيئة والتي كشفت إدارة البيئة بالفيوم عن أن تلك المصانع لم تستوف الاشتراطات البيئية اللازمة لمنع التسرب الكميائي ومنع أضرار التلوث الناتج عن تلك المصانع, حيث شكلت لجنة لقياس الأثر البيئي لتلك المصانع وتحديد المخالف للشروط البيئية اللازمة, ولم تضع تلك اللجنة حتي الآن تقريرها الأخير حول المصانع المخالفة والتي لديها الاستعداد والموافقة علي تطوير تلك المصانع لتكون ملائمة للمواصفات البيئية. كما تآكلت محطة الصرف الصحي الخاصة بالمنطقة وتسربت مياه الصرف غير المعالجة علي المواطنين, وتطالب إدارة البيئة بالفيوم وزارة الإسكان بترميم وإصلاح تلك المحطة. ويعيش هذه المأساة أهالي قري عزبة الأصفر, وكفر محفوظ, وقصر رشوان, وسعد روبي, ومنطقة المسلات بمركز طامية والملاصقة للمنطقة الصناعية بكوم أوشيم وقد صب الأهالي غضبهم علي المسئولين بالمحافظة ووزير البيئة ومحافظ الفيوم, والذين حنثوا بوعدهم حول حل المشكلةمنذ عدة أشهر ومازالت تتفاقم وتعرض حياة الأبرياء للموت. ويؤكد الشيخ حمد خالد الأصفر أنه, رغم توجيهات المشير طنطاوي بإنهاء أزمة القرية, وإيقاف المصانع الملوثة بيئيا سواء بالأدخنة أو العوادم أو الطريقة الخاطئة بالتخلص من المخلفات, فإنه لم بنفذ شيئا حتي الآن ونعاني نفس المأساة كل يوم, فالمصانع تبعد عن قريتي الأصفر, وأبو داود نصف كيلو فقط ومخلفات المصانع تصب عليها الأمر الذي أصاب مياه الري والشرب والمحاصيل الزراعية بالدمار. ويقول إبراهيم الأصفر أن خطر هذه المصانع أدي إلي القضاء علي الزراعات في مساحة حوالي200 فدان بزمام قريتي داود والاصفر والتوابع الأخري, مشيرا إلي أن الخطر الأكبر هو إصابة الأطفال والمواطنين بأمراض متعددة نتيجة التسرب الكمياوي من هذه المصانع أدي أيضا إلي نفوق الماشية, وهناك عائلات لم يلحق بها المرض ولكنه ضاع مصدر رزقها سواء الزراعة أو بيع الألبان واللحوم من الماشية, فالأحوال في القرية تحتاج إلي تحرك سريع من المسئولين الذين تجاهلوا توجيهات المشير طنطاوي لحل الأزمة. ويضف عبد الله كامل أحد أهالي كفر رشوان أنه بافتتاح الرئيس المخلوع مصانع الكيماويات وكذلك افتتاح مصانع البطاريات والزيوت والسيراميك فقد فوجئنا بمواسير مياه تصب بكثافة في ترعة بحر وهبي والتي نروي منها بهائمنا ومن وقتها وتبدلت حال البهائم والزرع, ولم يسلم منها المزارعون والأطفال أيضا, مشيرا إلي أن مخلفات هذه المصانع تحولت إلي كارثة علينا فقد تسببت في إتلاف الزرع والأرض التي تحجرت وتصلب وجهها مما يتسبب في موت الزرع بمجرد إنباته حتي أصيبت الأرض بسرطان ينتشر. وأكد عبد الناصر سيد أبو بكر من أهالي القرية أن التلوث تسسبب في تشوه الأجنة وارتفاع عدد الوفيات بالقرية. ويقول محمد خميس انهم يعانون أمراضا صدرية وأن أطفالهم يصابون باختناقات أثناء المساء ونوبات إغماء نتيجة عمل, المصانع صباحا ومساء دون توقف ودون مراعاة للاشتراطات الصحية والبيئية. من جانبه يؤكد عويس سعيد,مدير جهاز شئون البيئة بالفيوم, أنه تم تشكيل لجنة لتحديد المصانع المخالفة للاشتراطات البيئية ومطالبتهم بتوفيق أوضاعهم وتطوير كل المصانع المخالفة بعد فحص كل المصانع المقامة للتأكد من شروط المحافظة علي البيئة, ولكن لم تنته اللجنة من تقريرها النهائي, مشيرا إلي أنه من المقرر أن يعقد اجتماع اللجنة خلال الأيام القلية القادمة. وأضاف أنه تم أخذ عينات من المصانع ومياه الشرب بالمنطقة والقري المجاورة, للتأكد من تلوث تلك المياه من عدمه, وتقوم شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم حاليا بإجراء الاختيارات علي تلك العينات لإعلان نتائجها فور صدورها. وقال مدير جهاز شئون البيئة إنه تم الانتهاء من طرح مناقصة توريد عدد من الأجهزة الحديثة لتركيبها بالمصانع لتقليل الأثر البيئي الضار إلي عوادم تلك المصانع علي البشر والمياه والنبات. وأكد أنه تمت بالفعل موافقة المشير محمد حسين طنطاوي علي إنشاء محطة رصد بيئي بالمنطقة لتحديد نوعية وكمية التسربات الكيماوية من المصانع لوضع حلول جذرية لها, وستقوم القوات المسلحة بتوفير2 مليون جنيه ووزارة البيئة1.5 مليون جنيه لإقامة تلك المحطة التي ستقضي علي تلك المشكلات.