منذ أربع سنوات أقيم بالمنطقة الصناعية بكوم اوشيم بالفيوم علي بعد حوالي60 كم من القاهرة علي طريق القاهرة/ الفيوم أكبر صرح صناعي ضم5 مصانع لانتاج الكيماويات. وكانت فرحة عارمة وقتذاك لإنشاء هذه المصانع لأن الفيوم ظلت زمنا طويلا لا تستطيع اقامة مصانع كبيرة, حيث كانت هناك العديد من الدراسات وقتذاك تمنع اقامة مثل هذه المصانع نظرا لموقع الفيوم كواحة ومنخفض داخل الصحراء تحيط الصحراء بالكتلة السكنية للمحافظة من كل جانب, وان انبعاث أي عوادم لتشغيل المصانع الكبيرة تقع بشكل مباشر علي الكتلة السكنية تضر بصحة المواطنين وتلوث البيئة, خاصة المصانع التي يتولد من تشغيلها ادخنة أو تسربات باختلاف مسمياتها تلوث البيئة وتضر بصحة المواطنين. إلا أن شكوي أهالي القري والعزب التي تقع بالقرب من هذه المصانع قد بددت هذه الفرحة بهذا الصرح العظيم من المصانع لانبعاث عوادم وتسربات كيميائية يقولون إنها أثرت تأثيرا بالغا وخطيرا علي صحة الناس خاصة الأطفال, وأدت إلي نفوق الماشية وما تبقي من الماشية اصيب بالهزال, وأثرت ايضا علي الزراعات في الأراضي الزراعية المجاورة في مساحة حوالي الفي فدان. وكان عدد من هؤلاء الذين يعانون من تسربات هذه المصانع قد التقوا المشير محمد حسين طنطاوي اثناء زيارته لمنطقة كوم اوشيم فأصدر المشير تعليماته بضرورة انشاء مرصد بيئي لقياس وتحديد نوعية هذه التسربات ان وجدت لاتخاذ الاجراءات اللازمة وعلي وجه السرعة للقضاء عليها حفاظا علي حياة المواطنين والبيئة من التلوث. وقال المهندس عويس سعيد مدير عام جهاز شئون البيئة إنه تم بالفعل البدء في اتخاذ الاجراءات الخاصة بأنشاء مرصد بيئي بالمنطقة, ووافق السيد المشير علي تحمل القوات المسلحة تكلفة إنشاء المرصد وتبلغ نحو2 مليون جنيه, وعليه سيتم الكشف عن جميع التسربات أو الانبعاثات الضارة من هذه المصانع. إلا أن الأهالي يطالبون وحتي يقام المرصد بمراجعة الأجهزة والمعدات التي تنبعث منها هذه التسربات ووضع فلاتر تحميهم من هذه التسربات.