حالة من الاستياء والحزن تسيطر على الأجهزة الشعبية والتنفيذية والمواطنين مسلمين ومسيحيين بمحافظة الفيوم، وذلك بسبب الاحداث المؤسفة والمعروفة "بأحداث ماسبيرو" والتى راح ضحيتها 25 شخصاوأصيب 317 آخرون. واستطلعت "بوابة الأهرام" أراء العديد من المسئولين والمواطنين حول تلك الأحداث المفجعة وكيفية معالجتها لرأب الصدع وإنهاء التوتر الواقع فى المجتمع المصري. كما أكدت القيادات المسلمة والمسيحية بالفيوم أن حادث ماسبيرو ليس نتيجة أحداث طائفية أو خلاف بين المسلمين والمسيحيين، وإنما هو نابع عن سوء تقدير للمسئولين بالحكومة تجاه موقف وأزمة كنيسة إدفو، مؤكدين أن هناك أياد تريد لمصر زعزعة الاستقرار وتهدف للوقيعة بين عنصري الأمة والوقيعة بين الشعب والجيش، وأنه ينبغي تفويت الفرصة علي هذه العناصر التي تعبث بأمن البلاد وستنتهز أي فرصة لتحقيق مخططاتها . ويقول القمص ميخائيل أستراس "وكيل مطرانية الفيوم "إن المسلمين والمسيحيين يعيشون بالفيوم كأسرة واحدة منذ مئات السنين". وأكد أن مظاهر التآلف والود متعددة بين أبناء الفيوم، مشيرا إلى ضرورة سرعة التحقيق ومعرفة " البلطجية" الذين اندسوا بين الأقباط فى مظاهراتهم السلمية عند ماسبيرو، ومعرفة من وراء هولاء "البلطجية" . ويؤكد الإعلامي كرم عزيز يسي أن ماحدث فى ماسبيرو لم تكن مظاهرات تدعو إلى مطالب عامة للأقباط، وإنما هى مظاهرات للتنديد بما حدث بإدفو. وما زاد الموقف تأزم وانفجارا هو عدم معالجة الحكومة لتلك الأزمة بالصورة المطلوبة التى تهدئ الأوضاع بقرار حاسم ومتزن، ولكن السكوت وعدم اتخاذ قرار جعل الأمور تتصاعد مما أعطي الفرصة لهواة "الصيد في الماء العكر " أن يمارسوا هوايتهم القذرة . وأكد أن المسلمين والمسيحيين بالفيوم أصدقاء، وأنه شخصيا وعلي سبيل المثال معظم أصدقائه من المسلمين الذين يتبادل معهم كل مشاعر الود والألفة. وتؤكد جاكلين منير أن إصدار قانون دور العبادة الموحد هو الحل والسبيل للقضاء علي مثل هذه المشاكل البسيطة التي يستغلها أعداء الاستقرار والمتربصين بأمن الوطن لإشعالها نارا في مصر . ويقول شحاتة إبراهيم منسق حركة كفاية بالفيوم إن الحركة وكل المصريين مع من يطالب بحقه بشكل سلمي، ورفض استخدام العنف أو الخروج عن التعبير السلمي للرأي والمطالب. ويري منسق حركة كفاية بالفيوم أن المجلس العسكري يتحمل مسئولية كل ما يترتب بسبب عدم تفعيل سيادة القانون مما أدي إلي انتشار الفوضى والبلطجة في أنحاء البلاد، وكنا نتوقع أن يدير المجلس البلاد بكفاءة ولكنه وللأسف فقد أظهرت الأحداث أنه غير مؤهل لقيادة مصر نحو الاستفادة من مكاسب الثورة. ويري شحاتة إبراهيم منسق حركة كفاية أن الأحداث بدت مفتعلة وفيها مبالغة، ويطالب بضرورة وسرعة تسليم البلاد للسلطة المدنية التي تستطيع أن تحل الكثير من مشاكل مصر. وقال أيمن البكري رئيس رابطة أبناء الفيوم: إن أعضاء الرابطة سيعملون على تهدئة الأوضاع، ومحاولة التوصل إلى صيغة قانونية تحكم المجتمع بقبضة وسيادة القانون لمنع تكرار تلك الحوادث مرة أخرى. ويؤكد أيمن البكري أن أعضاء الرابطة قاموا بالمرور معا مسلمين ومسيحيين علي العديد من كنائس الفيوم ووجدوا كل شيء هادئا، وأكد أنه لم تمس كنيسة واحدة بالفيوم ومصر خلال أحداث الثورة ولن يسمح أبناء مصر الثورة أن تمس أي كنيسة بسوء الآن وعلي الدوام وأشار إلى أن دور اللجان الشعبية والقوي الثورية والوطنية بالفيوم يركز حاليا علي التوعية أن الإسلام والمسيحية دينان سماويان يدعوان إلي التسامح. وطالب بالإسراع في إصدار قانون دور العبادة الموحد الذي ينبغي أن يقوم علي النسبة والتناسب في بناء المساجد والكنائس علي حد سواء.