فى 7 أكتوبر تحتفل أسرة عبقرى الموسيقى بليغ حمدى بذكرى ميلاده التى تأتى بعد احتفالات نصر أكتوبر بيوم واحد. وكانت أسرة بليغ حمدى الدكتور مرسى سعدالدين وأبناء شقيقه حسام حمدى قد عكفت منذ عام على جمع ما تبقى من أعمال لم تر النور حتى الآن، إذ أكد الدكتور مرسى أن هناك صناديق لم تفتح حتى الآن موجودة فى شقته القديمة بالزمالك، وأنهم سيعيدون ترتيب المقتنيات وفحص الأوراق وأشرطة الكاسيت التى ما زالت فى الصناديق للكشف عن الأعمال التى لم تكتشف بعد. والمثير أن بليغ حمدى كان أول من غنى له شباب ثورة يناير وHصبحت أغنية "يا بلادى" التى كانت قد أعدت خصيصا لفيلم "العمر لحظة" بطولة ماجدة، ورسم بليغ حمدى لحنها على أشجان وأحزان المصريين بعد الفعلة الشنعاء التى فعلتها إسرائيل بمدرسة بحر البقر بالشرقية .. أغنية "يا بلادى" كانت أول أغنية افتتح بها شباب الثورة ميدان التحرير فى أول أيام الاعتصام، وكان بليغ معهم هو ومحمد منير وعلى الحجار. تاتى ذكرى ميلاد بليغ حمدى فى ذكرى حرب أكتوبر التى لحن لها عشرات الأغنيات بدأها من على درجات سلم مبنى ماسبيرو عندما ذهب هو والشاعر عبدالرحيم منصور ليقدمان لحن أغنية "حلوة بلادى السمرة". ولد بليغ بن عبدالحميد حمدي مرسي في حي شبرا بالقاهرة في 7 أكتوبر 1931 وكان والده يعمل أستاذا للفيزياء في جامعة فؤاد الأول"جامعة القاهرة حاليا". أتقن العزف علي العود وهو في التاسعة من العمر. في سن الثانية عشر حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي إلا أن سنه الصغيرة حال دون ذلك. التحق بمدرسة شبرا الثانويه، في الوقت الذي كان يدرس فيه أصول الموسيقى في مدرسه عبدالحفيظ أمام للموسيقى الشرقيه، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريرى وتعرف من خلاله على الموشحات العربيه. التحق بليغ بكلية الحقوق - في الوقت نفسه - التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي “معهد الموسيقى العربية حاليا أقنع السيد “محمد حسن الشجاعي" مستشار الإذاعة المصرية وقتها بليغ حمدي باحتراف الغناء، وبالفعل سجل بليغ للإذاعة أربع أغنيات. لكن تفكيره كان متجها صوب التلحين وبالفعل لحن أغنيتين لفايدة كامل هما “ليه لأ / ليه فاتني ليه" تبعتها أغنية ما “تحبنيش بالشكل ده" لفايزة أحمد. توطدت علاقته بالفنان العظيم الموسيقار محمد فوزي، الذي أعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة “مصر فون" التي كان يملكها، وفي عام 1957 قدم أول ألحانه لعبدالحليم حافظ "تخونوه" ويعد الفنان محمد فوزي هو أول من قدم بليغ حمدي لام كلثوم فقد كانت ام كلثوم تريد ان تخرج أو أن تتحرر قليلا من اللون السنباطي، لذا فقد طلبت من محمد فوزي ان يلحن لها إلا أنه اعتذر بكل أدب ولباقة وقال لها"عندي ليكي حتة ملحن يجنن مصر حتغني ألحانه أكتر من 60 سنة قدام"... وقد كان ومازلت مصر والعالم العربي يشدو بألحان بليغ حمدي، فكان اللقاء الأول في حفلة في منزل الدكتور زكي سويدان أحدألاطباء المعالجين لأم كلثوم وهناك بدأ بليغ في تلحين الكوبلية الأول وهو جالس علي الأرض وسط ذهول الحاضرين فما كان من أم كلثوم إلا أن فعلت مثله وجلست بجواره وطلبت منه بعد تلحين أول كوبليه أن يكمل اللحن ولكنة قال إنه لم يكمله فقالت له إنها سوف تتصل به ويكون قد جهز اللحن ليشاء القدر وتغني أم كلثوم أغنية “حب إيه" في ديسمبر 1960 وتحقق نجاحا ساحقا. غنى له معظم عمالقة الغناء العربى بداية من العندليب وام كلثوم ووردة ونجاة وفايزة احمد وشادية ومرورا بعفاف راضى وحتى على الحجار وسميرة سعيد . توفى بليغ في 12 سبتمبر 1993، عن عمر يناهز 62 عاما بعد صراع طويل مع مرض الكبد، ونعته الأهرام في صبيحه اليوم التالى بقولها “مات ملك الموسيقى"، وأعلنت وزاره الماليه المصرية انها بصدد طبع عملة تذكاريه باسمه إلا أن ذلك لم يحدث حتى اللحظة ولم ينل بليغ من التكريم في حياته أو بعد مماته مايوازي كونه أفضل من انجبت الموسيقي العربيه علي الإطلاق ولم تتعرف الأجيال الجديدة من الشباب الذين يسمعون أغانيه في كل وقت على الملحن العبقري الذي وضعها ومن عدة سنوات قامت المطربة اللبنانية “رولا سعد" باإادة غناء أغنيه “يانا يانا" مع مطربتها الأصليه الفنانة “صباح" بعد أكثر من 40 عامًا علي غنائها ويشدو العالم العربي كله مع صباح ورولا بهذه الأغنيه ويثبت بليغ حمدي أنه ملحن كل العصور وهو موسيقار الأجيال الحقيقي، بل وتؤكد الثورة المصرية أن الغناء الأصيل والألحان التى عبرت عن الروح الوطنية التى قدمها بليغ هى الأبقى.