جاء اتفاق الحكومة المصرية مع المجلس الانتقالي الليبي على مشاركة الشركات المصرية الكبرى في إعادة إعمار ليبيا. وتوفير احتياجات الجانب الليبي من التخصصات المختلفة اللازمة للمرحلة الراهنة، في الوقت نفسه الذي أكد فيه الخبراء والمختصون أن ليبيا ستصبح سوقًا كبيرًا أمام شركات المقاولات المصرية، بعد استقرار الأوضاع فيها، خاصة بعد تحطم جزءًا كبيرًا من البنية التحتية هناك . وأكد البعض أن ليبيا تعتبر السوق الأكبر لاستيراد مواد البناء المصرية، لكن تواجد شركات المقاولات هناك كان محدودًا للغاية خوفا من تردد نظام القذافي وإعاقته حركة التجارة بين مصر وليبيا، بينماأبدى البعض الآخر تخوفه من ضياع الفرصة على شركات المقاولات المصرية وإستحواذ شركات أجنبية على السوق الليبي بعد مساعدتهم لها في ثورتهم ضد النظام . قال عفت محمد علي مسئول قطاع البناء في المقاولون العرب أن للشركة، بالفعل، فرع في ليبيا، مضيفا " شركتنا في ليبيا كانت تعمل في مشروعات كبرى هناك قبل الثورة، والمناخ الليبي ليس غريبا علينا". وأوضح أن السوق الليبية بعد استقرار الأوضاع فيها ستفتح أبوابها أمام شركات المقاولات المصرية لإعادة إعمارها، خاصة بعد تدمير جزء كبير من البنية التحتية هناك.. على حد قوله. وأضاف "المجلس الانتقالي هناك تحدث عن دور العمالة المصرية والشركات المصرية في إعادة إعمار ليبيا وتوقيع اتفاقية مع مصر لهذا الغرض، وخاصة أن نقل العمالة والمعدات لا تحتاج إلى تكاليف كبيرة وتتم من خلال الطريق البري". ومن جانبه، أكد الدكتور وليد جمال الدين، رئيس شعبة مواد البناء السابق، أن عمل الشركات المصرية في مجال المقاولات في ليبيا، خلال السنوات الماضية، قليل للغاية، مضيفا " لكن ليبيا كانت من أكبر الدول التى تستورد مواد البناء المصرية، من أسمنت وسيراميك وباقى المواد الأخرى". وتابع: "ليبيا تعتبر سوق امتداد طبيعي لمصر، ونأمل بعد استقرار الأوضاع هناك أن تحصل الشركات المصرية على تنفيذ أعمال المقاولات والبنية التحتية التى تحتاجها ليبيا، في تلك المرحلة". وأبدى "جمال الدين" تخوفه من دخول شركات أجنبية أخرى إلى السوق الليبية بدلا عن الشركات المصرية، قائلا "ما يقلقنا فعلا دخول شركات من فرنسا أو دول حلف شمال الأطلنطي للعمل في مجال المقاولات في ليبيا، بإعتبار أن تلك الدول ساعدت ليبيا في الثورة، ويحصلوا على هذا العمل كنوع من رد الجميل من الجانب الليبي". أما علاء والي، عضو رابطة المستثمرين العقاريين، فأكد أن ليبيا تعتبر سوق واعد أمام مصر ، مضيفا "عمل المقاولات المصرية في ليبيا كان ضعيفا جدا في الوقت السابق، لأن كان هناك خوفا من النظام السابق الذي كان يضع العراقيل أمام أي تعامل مصري ليبي"، مشيرا إلى أمله في دخول شركات المقاولات المصرية مجال العمل في ليبيا، بعداستقرار الأوضاع هناك، وإجراء تعاون تجاري بين الطرفين على أوسع نطاق ممكن، على حد قوله.