مصائب الزحام المرورى قد تتحول إلى فوائد، و"لطعة" الإشارة قد تتحول لأفضل وقت للقراءة، مع هذا المشروع الجديد.. أعلنت سلسلة مكتبات "ألف" أول أمس عن مبادرة بعنوان "تاكسي المعرفة"، وهي خدمة مجانية تقدمها المكتبة، عبر توفير كتب ذات موضوعات خفيفة في عدد من سيارات "تاكسي الأجرة" المشاركة في المشروع. الفكرة لاقت ترحيبًا كبيرًا فى العديد من الأوساط، خاصة وسط المثقفين، إذ أكد الروائي إبراهيم عبدالمجيد حماسه للمشروع الذي وصفه بال"جيد" والذي يحتاج للصبر لكي نستطيع أن نحصل من خلاله على نتائج إيجابية، لأن كل الأفكار النبيلة في المجتمع باتت قليلة". ومن جهته رأى القاص سعيد الكفراوي: "أن أي مشروع يطرح الثقافة والقراءة، إيجابي، ولابد من المشاركة في دعمه، خاصة أنه لا يهدف لأي ربح". وشدد الكفرواي على أنه سوف يبادر بأرسال نسخ من كتبه للقائمين على المشروع، لكنه رأى ايضا أن المشروع قد يواجه بعض التعثر بسبب ظروف القراءةغير المواتية في ظل الزحام المروري الذي تعرفه شوارع القاهرة أغلب أوقات النهار ! فيما أكد الكاتب يوسف القعيد:"انبهاره بالفكرة لو لم يكن لها أهداف ربحية وقال "ستكون فكرة جميلة طالما أن التاكسي لن يُحمِّل عبئها على الراكب" وتشكك القعيد في التداعيات التي قد تواجة المشروع، كما تساءل عن محتويات الكتب التي ستقدم لركاب التاكسي، وهل هي سياسية أم دينية؟ القعيد أبدى مخاوفه كذلك من أن تكون الفكرة موجهة وقال " إلى أن تظهر الفكرة للنور، فليس أمامنا إلا الترحيب بها، كمرحلة أولى يمكن تطويرها " ودعا القعيد الكتاب إلى دعم المشروع سواء بتقديم كتبهم أو التواجد في ندواته والحملات الإعلامية لترويجه. وبعيدا عن رأي القعيد أبدى الكاتب الشاب محمد فتحي وهو أحد المشاركين في إطلاق المبادرة حماسًا واضحًا للفكرة، مؤكدا أنه مع أي فكرة لدعم الكتاب وترويجه ، مشيرا إلى أنه قام بتقديم نسخ من كتبه للمشروع مجانا " وقال " مصلحتي أن أكسب قارئا جديدا"، وأعرب فتحي عن ثقته في نجاح المشروع وإمكانية انتشاره في وسائل نقل أخرى". ولفت النظر إلى أن القائمين على المشروع أكدوا له أن الكتب المختارات ستكون غير صادمة وبعيدة عن القضايا الخلافية والسياسة وعن الجنس والدين أيضا". وكان أحمد رحمي المدير التنفذي لمكتبة "ألف" الراعية للمشروع قد أكد في مؤتمر صحفي أن الرسالة التي يعتمدها هي كسر الحاجز بين الكتاب والمواطن،الذي يتعامل مع الكتاب بخلفية كتاب المدرسة و الجامعة، ولذلك نعتمد في مشروعنا على تقديم كُتب ذات مضمون يتناسب مع مختلف الشرائح العمرية والثقافيه بعيدا عن السياسة والدين، فالمشكلة التي نعاني منها ليست أننا شعب جاهل- كما يدعى البعض- بل أننا لا نقدم الكتب بشكل شيق. يُشار إلى أن المرحلة الاولى من المشروع ستشهد انطلاق 50 تاكسيا يحملون كتبًا مجانية للركاب.