قصص قصيرة على الطريق أن تقرأ على الطريق وتستفيد من الوقت الذى تقضيه بالتاكسى هى الفكرة الجديدة التى تبنتها مكتبة «أ» بهدف نشر القراءة فى كل مكان وحملت شعار «اقرأ على الطريق» من خلال اتفاقها مع مجموعة من التاكسيات على وضع بضع كتب فى مكتبة صغيرة بالتاكسى بدون أى مقابل كخدمة مجانية للركاب واستغلال فترة الطريق فى قراءة كتاب. بدأت هذه الحملة تحت اسم «تاكسى المعرفة» ب 50 تاكسيا فى منطقة إمبابة، وتهدف المكتبة والقائمون عليها للوصول إلى عدد 5 آلاف سيارة تاكسى على مستوى العاصمة والمحافظات خلال الشهور المقبلة. «مكتبات أ» بدأت منذ سنة 2008، وهى تابعة لإدارة الشركة العربية الدولية كمكتبة عامة تشجع القراءة والمطالعة فى منطقة مصر الجديدة ثم ما لبثت منذ أسبوعين أن قام فريق الإشراف على أنشطة المكتبة فى تبنى فكرة «تاكسى المعرفة» لتتجه المكتبة إلى القارئ وليس العكس وبدون أى هدف مادى، وإنما لإحياء فكرة القراءة فى كل وقت. المسئول عن الإشراف على هذا المشروع هو مدير العلاقات العامة بمكتبات «أ» وائل عبدالله يقول عن بداية الفكرة: مشروع المكتبة فى حد ذاته مشروع خدمى وربحى، لكن فريق المسئولين عن المكتبة اقترح نشاطا غير هادف للربح يتبع المكتبة ويكسر الحاجز النفسى بين الناس والكتاب للوصول للفئات التى لا تهتم بالقراءة وفكرنا كثيرا.. كيف نصل للناس فجاءت فكرة المكتبة فى التاكسى وقمنا باستقصاءات دامت 4 شهور لنرى مدى تقبل السائقين للفكرة.. السائق عبد القادر يتحدث لصباح الخير وبالفعل من بين التاكسيات التى ركبتها وجدت من رحب جدا بالفكرة وتحمس لوضع 4 أو 5 كتب فى التاكسى كخدمة مجانية يقدمها للراكب.. وراعينا أن تتناسب نوعية الكتب مع الطريق من حيث قصر فترة القراءة فوضعنا قصصا قصيرة وكتبا للأدب الساخر وبدأنا ب 50 تاكسيا عرفنا عليها السائق الذى تحمس للفكرة وتعرفنا بأصحاب هذه التاكسيات وشجعوا الفكرة جدا بسبب مستواهم التعليمى الذى يمكنهم من إقناع الراكب بالقراءة. ويحكى وائل عبدالله أن من بين السائقين الذين عرضت عليهم الفكرة فى البداية سائقا أوقف السيارة وأجبرنى على النزول لاستغرابه الفكرة جدا. عمرو الشنيطى عضو مجلس إدارة الشركة المالكة للمكتبة يقول: خلال جولاتى خارج مصر وجدت أن الناس تقرأ فى كل مكان فى الشارع وفى وسائل المواصلات وأثناء الانتظار فى إشارات المرور، وهنا تولد عندى اقتناع بأننا يجب أن نحيى فى مصر أهمية القراءة ولا نكتفى فى المكتبة بالقارئ الذى يأتى إلينا وإنما يجب أن يكون لنا نشاط كمكتبة تستهدف به الشريحة التى لا تقبل على القراءة وأصبح هدفنا فى المكتبة نشأة مجتمع قارئ. أول من اقتنع بالفكرة من السائقين هو عبدالغنى السيد ويملك أربع سيارات تاكسى ورحب جدا عندما عرض مسئول المكتبة عليه الفكرة وركب بالفعل مكتبة صغيرة بها أربعة كتب يقول عبدالغنى: أنا أهتم جدا بقراءة المجلات والجرائد، ودائما هناك جرائد فى التاكسى الذى أركبه كما أن من يعمل عندى من سائقين على سياراتى كلهم مؤهلات عليا أو شهادات متوسطة، وعندما قمت بفكرة وضع الكتب فى التاكسى أعجب بها الركاب، بل طلبوا نمرة هاتفى حتى يستقلوا دائما التاكسى ويستمتعوا بالقراءة فى الطريق طلب منى زملائى رقم هاتف المكتبة حتى يضعوا الكتب فى سياراتهم، وهناك نسبة بسيطة لم تقتنع بالفكرة ومعظمهم ممن لا يستطيعون الكتابة والقراءة. السائق عبدالقادر محمد - دبلوم صناعى يقول: وجدت إعجابا من الركاب بالفكرة فمعظمهم أعجبوا بموضوعات الكتب فهى بسيطة ومحببة، وهناك سائحون من الدول الأجنبية طلبوا أن يكون هناك كتب بلغات أجنبية، وهناك من طلب كتب قصص أطفال واقترحوا هذه الفكرة لأطفالهم فمعظم من يركبون معنا سيدات مع أطفالهم، لذا فكتب الأطفال ستكون فرصة لأولادهم للمطالعة وأرى أن القراءة فى التاكسى حازت إعجاب الناس لأنها تخلصهم من التوتر على «الطريق». إسلام محمد - دبلوم صناعى، سائق - يؤكد أن معظم الركاب معجبون بالفكرة ويستمتعون طوال الطريق ويحكى إسلام أن هناك موقفا حدث معه أن سيدة أخذت بالفعل كتابين عندما غادرت التاكسى ولم يكتشف الأمر للأسف إلا بعدما غادرت تماما ويقول إسلام: أنا لا أنظر بعد نزول الراكب على الكتب، لذا لم أكتشف أن الراكبة أخذت الكتب إلا بعد فترة وتذكرت أنها أبدت إعجابها بكتابين للكاتب خالد الخميسى وعمر طاهر ولم أجد الكتابين بعد ذلك. والحمد لله أنها ليست عهدة، لكنى سأحترس المرة المقبلة. كريم محمد - سائق - يقول: طلب منى بعض الركاب العرب كتبا عن معالم مصر السياحية، وهناك سيدات اقترحن أن تكون هناك كتب للطبخ لتسلية أوقاتهن ولمعرفة أفكار جديدة للطبخ فى طريق عودتهن للبيت وأحد الركاب عندما وجدنى أحب القراءة أخذ نمرتى لأوصل أولاده وزوجته لأنه وثق فىّ. آراء الركاب على محمد - تاجر - يقول: فوجئت بفكرة وجود مكتبة فى التاكسى أول الأمر، ولكن السائق أقنعنى بأنها كتب صغيرة تحتوى على موضوعات خفيفة تناسب الطريق وبغير مقابل وعندما نظرت للكتب وجدت كتبا رائعة وحديثة، لذا استمتعت الآن بكتاب اسمه «مصر من البلكونة» وأتمنى أن يصادف وأركب ثانية تاكسيا به مكتبة، وأتمنى أن تعمم هذه الفكرة فى جميع التاكسيات حتى المحافظات فأنا من الشرقية. محمود الألفى - محاسب - يقول: فكرة جديدة ومفيدة فنحن للأسف لا نجد وقتا للقراءة، وفى الوقت نفسه نقضى أوقاتا طويلة فى المواصلات فى ظل الازدحام الذى نعيشه، لذا فكتاب ساخر يجعل الوقت يمر سريعا وبطريقة ممتعة ومفيدة. فقد لا يتسنى لى الوقت للذهاب للمكتبة والقراءة. سميرة الملا - طالبة بكلية السياحة والفنادق - تقول: اعتقدت أول الأمر أن السائق يضع الكتب للبيع، وعندما علمت أن هذه خدمة مجانية للتسلية فى الطريق وجدتها فكرة ممتعة ومفيدة خاصة أن الكتب كلها جديدة فى السوق، وسمعت عنها ولكتاب مشهورين بخفة الدم والعمق، مما جعل الطريق ممتعا. أما عبدالقادر شاهين - موظف - فيقول: بصراحة ليست فكرة سديدة، فكلنا فى الطريق يوجد ما يشتتنا عن القراءة، فالازدحام لا يعطى لنا فرصة للقراءة، فالقراءة تحتاج لتركيز وهدوء، وهو ما لا يتوافر فى التاكسى، فمن يريد أن يقرأ فليقرأ فى بيته. أما نادية توفيق - مدرسة - فتقول: فكرة مفيدة جدا، لكن لو أن هناك كتبا أيضا للأطفال ستكون مفيدة ليتعلم الجيل الصغير حب الكتاب والقراءة فى كل مكان حتى لو كان فى التاكسى.