ابو الغيط: ما سيسفر عنه المؤتمر من نتائج سيكون محل أولوية واهتمام من الجامعة العربية بأجهزتها المختلفة قال اﻷمين العام لجامعة الدول العربية ،أحمد أبو الغيط إن التطورات السريعة والمتلاحقة في تكنولوجيا المعلومات ،والتي يشهدها عالمنا اليوم يتمخض عنها نوع جديد من الاقتصاد ،هو الاقتصاد الرقمي، الذي أصبح يلعب دوراً هائلاً في تحقيق التنمية الاقتصادية، من خلال خلق فرص استثمارية حقيقية في جميع المجالات ، والقطاعات وكذلك في تحقيق الشمول المالي، وبما يدعم الاقتصادات في مواكبة الحداثة الاقتصادية العالمية،جاء ذلك اثناء كلمته التى القاها اليوم خلال انطلاق اول مؤتمر للاقتصاد الرقمي العربي، برعاية الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي العهد ونائب القائد اﻷعلي للقوات المسلحة ، والذي يتم تنظيمه من جانب جامعة الدول العربية ، حيث يشارك امينها العام في فعالياته ،وبمشاركة منظمات دولية من بينها البنك الدولي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ، وخبراء عرب ودوليين. وقال اﻷمين العام في كلمته أمام المؤتمر اﻷول للاقتصاد الرقمي ،المنعقد في مدينة ابو ظبي، أن الحرب الدائرة بين القوى الكبرى على الصعيد العالمي ،تعكس في جانب مهم منها، سباقاً على التحكم بسوق التكنولوجيا الرقمية وبمستقبله، خاصة تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) إنها حرب ضروس لأن المكاسب هائلة، فما من مفصل في المجتمعات المعاصرة لا تتحكم به وتسيره التكنولوجيا الرقمية، وعائد الابتكار في هذه التكنولوجيا يفوق معدلات الربحية في غيرها من القطاعات بما لا يقارن، بل إن امتلاك ناصيتها يدفع بقطاعات الاقتصاد الأخرى إلى الأمام.
وتابع قوله "إننا أمام ثورة متكاملة تحركها التكنولوجيا الرقمية وتقودها تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة (بيج داتا) "حيث أن البعض أطلق عليها "الثورة الصناعية الرابعة "للإيحاء بشدة تأثيراتها في مختلف مناحي الحياة،على غرار ما فعلت الثورة الصناعية الأولى ولا ينبغي أبداً أن نسمح أن تخرج أوطاننا من هذه المعركة خالية الوفاض أو أن تقنع بمكان متأخر في هذه المنافسة الطاحنة. ولفت الي "إن عالمنا العربي يجد نفسه بين خيارين لا ثالث لهما: إما الابتكار أو الاندثار ،أما أن نسارع إلى إعداد بنيتنا التعليمية وأسواق التوظيف لدينا لكي تواكب هذه المتغيرات العميقة في بنية الاقتصاد الحديث، وإما نواجه خطر التهميش والتقزيم"مشيرا الي إن "منطقتنا تواجه تحديات غير عادية تحملُ دولها على الالتفات لقضايا الأمن والسلم أكثر من غيرها،وبالرغم مما تشهده المنطقة من توترات ونزاعات وصراعات مسلحة، إلا أن هناك حكومات تبذل جهوداً مشهودة وجريئة لمواكبة الآليات والمفاهيم الاقتصادية الحديثة،وهي الجهود التي لابد وأن تحظى بمساندة ودعم من الجميع، كما ينبغي أن تتواصل سياسات الإصلاح المالي وتحسين المناخ التشريعي والإجرائي من أجل إطلاق كافة الإمكانيات الاقتصادية الكامنة في المجتمعات العربية، وجذب مزيد من الاستثمارات المباشرة،ومضي قائلا "لقد حان الوقت لكي تستفيد البلدان العربية – بالشكل الأمثل – بما تزخر به من قدرات بشرية، ومواقع جغرافية هامة ومحورية وموارد مالية وجيولوجية كافية لتحقيق النهضة المنشودة، ووضع دولنا في المكانة التي تستحقها بين مصاف الدول المتقدمة والمتطورة .. ولا يعقل على سبيل المثال أن حجم أسواقنا الالكترونية لا تزيد عن 1% من حجم السوق الالكتروني العالمي، كما لا يعقل أيضاً أن يتعذر على المواطن العربي التعامل بفاعلية مع تطبيقات التكنولوجيا المالية، التي تغزو العالم المصرفي بمعدل غير مسبوق في تسارعه فكل يوم يتضح بصورة أكبر تأثيرالتضافر بين التطبيقات التكنولوجية، خاصة في مجال الاتصالات، من ناحية، وبين العمل المصرفي من ناحية أخرى، حيث تلعب التطبيقات التكنولوجية دورها في تحقيق الشمول المالي". ولفت الي إن جامعة الدول العربية تسعى دائماً لمواكبة التطورات الجارية من حولها في جميع المجالات، والقطاعات وتبني أفضل الممارسات لتفعيل وتعزيز أداء منظومة العمل العربي المشترك ، مشيرا الي أن إلى الشراكة فيما بين جامعة الدول العربية ولجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية ، لغربي آسيا في إطار مبادرة خارطة الطريق لحوكمة الانترنت إقليمياً ودولياً، لتكون مجموعة الدول العربية من ضمن أولى المجموعات الإقليمية التي تعمل على صياغة خارطة طريق لحوكمة الانترنت على المستوى الإقليمي. وشدد اﻷمين العام للجامعه علي إن هناك تطوراً في بعض الدول العربية لا تغفله العين ،حيث تحتل بعض الدول العربية – ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة – مكانة متقدمة بين دول العالم من حيث استخدام شبكة الانترنت في ضوء تضاعف معدل تدفق البيانات العابرة للحدود التي تربط منطقتنا العربية ببقية دول العالم خلال العقد الماضي بما يتجاوز 150 ضعفاً ... وفي هذا المجال، حققت عدة دول عربية قفزة واسعة في قطاع الاستهلاك الرقمي من حيث ارتفاع معدلات الاعتماد على الهواتف الذكية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.وختم اﻷمين العام للجامعه بقوله "إنني على يقين أن ما سيسفر عنه المؤتمر من نتائج سيكون محل أولوية واهتمام من الجامعة العربية بأجهزتها المختلفة، وبما يساهم في إعطاء البعد والزخم العربي الرسمي لهذا الجهد الكبير