اتفقت مصر والسودان علي فتح صفحة جديدة بالعلاقات وتنفيذ كافة الاتفاقيات التي تعزز التعاون بجميع المجالات، وخاصة الاقتصادية والتجارية والصناعية، بما في ذلك عقد لجان عسكرية وأمنية تزيل الهواجس التي علقت بالعلاقات مؤخرا ..وبرغم ما بدي من أجواء ودية خلال المؤتمر الصحفي لوزيري الخارجية الذي جاء في ختام جولة مباحثات بينهما ثم عقدت رباعيي بحضور الفريق عطا المولي عباس رئيس جهاز المخابرات السودانية واللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات المصرية ..غير أن غياب السفير السوداني بالقاهرة وعدم عودته حتي الآن أثار الجدل وعلامات الاستفهام، فيما أكد وزير الخارجية السوداني د.ابراهيم الغندور مرارا "أن السفير سيعود في اقرب وقت ممكن وان هذا الأمر ينبغي ألا يشغل وسائل الاعلام"، لكنه في موضع آخر نوه الي أن السفير استدعي للتشاور في شأن بعض الموضوعات وقال "حين يزول العرض سيزول المرض"! وكان الوزير السوداني وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري بحضوي رئيسي جهازي المخابرات وهو اول لقاء من نوعه قد نفي ما أثير بشأن التعاون العسكري بين تركيا وبلاده واقامة قاعدة عسكرية في سواكن وقال " لا صحة لما أثير بشأن قاعدة عسكرية تركية أو تعاون عسكري. ،وأضاف "أشير الي أن سواكن ليست جزيرة وانما ميناء هو من اقدم الموانئ الافريقية مساحتها 4 كيلومترات كانت مقرا للمحافظ في عهد الامبراطورية العثمانية ، وعدد المنازل بها يقل عن 400 منزل ولا يوجد سنتيمتر واحد متاح لأي شخص يقطن بها الجانب التركي عرض ترميم بعض المباني القديمة وبدأ بالمسجدين الحنفي والشافعي ومواقع الجمارك،ومن ثم لم يكن هناك اي حديث عن تعاون عسكري او قاعدة عسكرية تركية بالسودان"وقال "اتفقنا علي التنسيق بشأن البحر الأحمر يبدأ ثنائيا ثم اقليميا"وفي شأن السفير المسحوب للتشاور قال أن."أن الطريق ممهد لعودة السفير الي مصر وهذه اللقاءات بداية حلحلة لكافة المشكلات ولا ينبغي أن يشغلكم هذا الموضوع وحين تزول اعراض يزول السبب وراء وجوده بالخرطوم والسفير يمكن ان يعود للقاهرة في أي وقت"لكن بدا أنه وبرغم تأكيدات الوزير لم تبدد القلق والهواجس بشأن مدي جدية الجانب السوداني في طي هذه الصفحة وما وراء الابقاء علي السفير وتغييبه عن اجتماع بهذا المستوي، وكذا برغم لقاء القمة الذي جمع الرئيسين واتفقا خلاله علي هذه الآليات بشأن تصحيح مسار العلاقات."ويشار الي أن الوزير غندور ذهب الي ما أبعد من ذلك حيث وجه رسالة الي وسائل الاعلام داعيا ان تنظر الي حساسية دورها وان تكون اداة بناء وليس العكس "وقال في هذا الشأن "رسالة لأخوتي وأخواتي الاعلاميين أن هذه العلاقة امانة في اعناكم الاجو ام ترعوها كما ترعون ادق التفاصيل في علاقاتكم الشخصية والاجتماعية" ومن جانبه قال وزير الخارجية سامح شكري أن هذا الاجتماع يأتي تنفيذا لما تم الاتفاق عليه خلال قمة الرئيسين في أديس أبابا 28 يناير علي هامش القمة الأفريقية ، وأنه بدأ ثنائيا بين وزيري الخارجية ثم تناولنا كل الموضوعات بما فيها التي كانت مسار سوء فهم وتم تكليف المسئولين للعمل علي تنفيذ ما تم الاتفاق عليه والتغلب علي ما اتسمت به من بطؤ في التنفيذ ..واضاف "تربطنا بالسودان علاقة مقدسة ونعمل علي تدعيمها ، وكذا العلاقة التي تربط بين وزيري جهازي المخابرات،اتفقنا علي دورية انعقاد هذا الاجتماع حتي يتم تناول كل الامور والا نترك شيئا،اتفقنا علي اهمية دور الاعلام وان يكون بناء ويتحلي بالموضوعية ورفض اي مساس او اساءة لشعبين تربطهما اواصر المحبه،وسوف نرفع توصية بدورية عقد القمة لما تمثله من اهمية في توثيق العلاقات بين البلدين" .ولفت الي أنه تم الاتفاق علي تعزيز التعاون الأمني والعسكري وعقد اللجنة الأمنية ، ولجنة التشاور السياسي والاعداد لعقد المشتركة العليا برئاسة الرئيسين بالخرطوم خلال العام الجاري ، استكمالا للدورة الماضية التي عقدت بالقاهرة عام 2016، وثمن علي ماذكره الغندور بشأن التعاون التركي السوداني ، منوها بأنه لا يمكن أن ياتي ضرر من جانب السودان يمس مصر" وبشأن ما ذكره وزيررالخارجية التركي حول اتفاق ترسيم الحدود بين مصر وقبرص قال أن وزارة الخارجية اصدرت بيانا بهذا الخصوص والاتفاق تم ايداع نسخة منه لدي الاممالمتحدة،وهو يكتسب الحجة القانونية وقال سامح شكري وزير الخارجية ان الاجتماع الرباعي لوزيري خارجية مصر والسودان ورئيسي جهازي المخابرات بمصر والسودان والذي عقد في القاهرة اليوم جاء بتكليف مباشر من رئيسي البلدين لوضع خارطة طريق لاستعادة زخم وقوة العلاقات المصرية السودانية واصفا العلاقات بين البلدين بانها مقدسة وازليةواضاف شكري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية السودان الدكتور ابراهيم الغندور ان المشاورات اتسمت بالصراحة والشفافية وطرح كل الشواغل التي ادت الي قدر من سوء الفهم وعدم الارتياح بين البلدين مشيرا الي انه تم التوافق علي بيان مشترك مع رفع توصية لقيادات البلدين بدورية انعقاد القمة لما تمثله من قوة دفع للعلاقات بين البلدين،وحول عدم اعتراف تركيا باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص اكد شكري سلامة الاتفاق المصرس والقبرصي والذي تم ايداعه بالاممالمتحدة مشددا علي انها منطقة اقتصادية خالصة لمصر وتخضع لكل الاجراءات التي توكد قدرة مصر علي استغلالها بشكل كامل