استقبلت الأسواق تفاصيل التعديل الوزاري الذي تم على حكومة شريف إسماعيل ظهر الأربعاء الماضي بتفاؤل كبير لاسيما أن عددا ممن قدموا لمواقع وزارية تتعلق بالشأن الاقتصادي هم ممن يمتلكون خبرات جيدة في مجالات البيزنس المختلفة. التصويت بالثقة علي التعديل الوزاري جاء في أول رد فعلي من بورصة القاهرة التي سجلت مؤشراتها صعودا علي خلفية تولي أشرف الشرقاوي رئيس هيئة الرقابة المالية السابق وزارة قطاع الأعمال، وتولي عمرو الجارحي الذي جاء من »مجموعة القلعة«منصب وزير المالية ، وتولي داليا خورشيد القادمة من إحدي شركات مجموعة اوراسكوم وزارة الاستثمار. وكذلك يحيى راشد وزير السياحة هو المسئول عن السياحة والفندقة والتسويق لمجموعة الخرافى. الرهان هذه المرة يعتمد علي أن القادمين من القطاع الخاص لديهم قدرة وشجاعة أكبر علي اتخاذ القرار حسبما كشف استطلاع رأي سريع أجراه الاقتصادي شمل العديد من الخبراء. الرهان أيضا اعتمد علي التوسع في فكرة نواب الوزراء، حيث تم تعيين ثلاثة نواب لوزير المالية، الأمر الذي يعني توسيع دائرة اتخاذ القرار وتحديد المسئوليات في ملفات بعينها. وحسب المعلومات فإن وزير السياحة الجديد عمل سابقا مستشارا في مجموعة الخرافي وعمرو المنير نائب وزير المالية عمل في مجموعة »برايس ووتر هاوس«للمراجعة الضريبية . هنا تقرير يرصد رؤية الخبراء حول أبعاد التعديل الوزاري فيما يخص وزير المالية أكد الدكتور يحيي أبوطالب أستاذ المالية العامة أن وزير المالية لابد وأن يكون دارسا للسياسة المالية وموارد الدولة والاستخدامات والإنفاق العام، لأن الخلفية الاقتصادية وحدها لاتكفي لإدارة المالية العامة التي تحتاج لدراسة وتخصص وفهم الأدوات السياسية المالية، مشيرا إلي أن الاعتماد علي كون الوزير كان رئيسا لبنك الاستثمار القومي الذي يعتبر المسئول عن تحويل الاستثمارات العامة ليس كافيا بمفرده لتحقيق النجاح ، مؤكدا أن الوزير قد يلجأ لنوابه الثلاثة الذين تم تعيينهم في قطاعات مختلفة، فمحمد معيط نائب للتأمينات، وعمرو المنير للسياسات الضريبية، وأحمد كوجاك للسياسات المالية،وهو ما يؤكد احتياج المالية لكل هذه التخصصات لمساندة الوزير الذي تقع علي كاهله أعباء كثيرة فيما يخص إدارة الدين العام والإنفاق والموازنة وتحقيق إيرادات كافية للدولة. وأشار د.سعيد عبدالمنعم أستاذ المالية العامة إلى أنه لا يحبذ فكرة النقد قبل أن يري ما في جعبة الوزير الجديد، مضيفا أن الدكتور يوسف بطرس غالي كان وزيرا للاقتصاد ونجح في المالية، وحقق خطوات في النمو، وأشار إلي أن المالية العامة يجب أن تدار بفكر مختلف حتي تحقق أهدافها خلال المرحلة القادمة، واقتصاد البيزنس نجح في دول عديدة، وعلينا أن نري ما سوف يقدمه لنا عمرو الجارحي. من جهة أخرى رحب الخبراء بعودة وزارة قطاع الأعمال العام، مطالبين بأهمية اتخاذ القرارات السليمة في إدارة هذا الملف، حيث يؤيد الدكتور محمود سالم مدير المكتب الفني لوزارة قطاع الأعمال العام سابقا عودة وزير قطاع الأعمال ليتولي المسئولية القانونية له أمام البرلمان، ولكن دون وجود كيان كامل للوزارة، بمعني دون وجود وكلاء أو مستشارين وغيره حتى لا يعتبر عبئا جديدا علي الدولة، ويرى أن فصل قطاع الأعمال عن الاستثمار يضع هذا القطاع في بؤرة اهتمام الدولة، بحيث يتم اتخاذ قرار حاسم بالنسبة للشركات التابعة، حيث إن معظم الشركات أصولها متهالكة ولابد من تصفيتها مع ضرورة تطوير القطاعات الاستراتيجية، ويؤكد أن الإبقاء علي قطاع الأعمال العام بوضعه الحالي يعد نزيفا وإهدارا لأموال الدولة، وأن الحفاظ علي العمال لايتم بالإبقاء عليهم في كيانات فاشلة دون تدريب أو تطوير. ويرى د.عبدالمنعم تهامي أستاذ الاستثمار والتمويل أن فصل قطاع الأعمال العام في وزارة جديدة يتماشي مع اتجاه الدولة في الحفاظ على أصول الدولة واعتبارها إحدى أدوات الدولة في تنفيذ سياستها، الأمرالذي يتطلب أن يكون القطاع مستقلا عن الاستثمار، ويري أن إسناد تلك المهمة إلي شخصية لها سابق خبرة في إدارة الأعمال يسهم بصورة أساسية في تحقيق الإصلاح المالي والإداري للشركات، ويؤكد أن قطاع الأعمال العام يحتاج إلي دراسة تشخيصية لأوضاع الشركات لاتخاذ قرارات حاسمة فعالة فيما يتعلق بمصير تلك الشركات. وفي عودة لمنصبه جاء تعيين جلال السعيد محافظ القاهرة وزيرا للنقل الأمر الذي يدعو إلي تفسير هذه العودة، حيث يري د.مصطفى رشيد استشاري التجارة والنقل واللوجيستيات بجامعة الدول العربية أن عودة د.جلال السعيد لوزارة النقل قرار حكيم لأنه ذو خبرة وأستاذ تخطيط النقل وهندسة الطرق، وحقق إنجازات في الوزارة قبل ذلك ولم يستمر طويلا بسبب حكم الإخوان، ثم عمل محافظا للقاهرة، ونجح في إنجاز مشروعات هامة، وله قدرة علي إنجاز المشروعات، وعلي تكوين فرق عمل مشتركة تجمع بين الجوانب العملية والأكاديمية. كمايقول اللواء كريم أبوالخير رئيس الهيئة العامة للنقل النهري إنه تولى ملف النقل وسيبدأ من حيث انتهي سابقه، فهو مهندس واستشاري وسيكمل المشروعات، ولديه فكرة عن كافة تخصصات النقل »السكة الحديد والطرق والكباري والنقل البحري والنهري«. وقال إنه لا يحتاج أن يراجع، أو يبدأ من جديد فى مشروعات يتم العمل بها حاليا. ويؤكد الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء الأسبق أن خطوة التعديل الوزاري في حد ذاتها جاءت متأخرة، فكان الأجدي أن يتم هذا التعديل فى وقت سابق، وليس قبل إلقاء بيان الحكومة بأيام. ولفت إلي أن توقيت الإعلان عن التعديل الوزارى الهدف منه تقديم حكومةمتزنة دستوريا أمام نواب البرلمان، بحيث يتم عرض برنامج الحكومة وتشكيلها الجديد على البرلمان، علي أن يعلن النواب موقفهم من الحكومة الجديدة سواء بالإبقاء عليها أو سحب الثقة منها، حيث إنه بموجب المادة 641 من الدستور فإن الحكومة تخضع لرقابة البرلمان وإذا لم تحز علي ثقة أعضائه خلال 30 يوما من إلقاء البيان، فهذا يعني سحب الثقة منها ويقوم رئيس البرلمان بالتشاور مع التيار أو الحزب الحائز علي أعلي نسبة أصوات في الانتخابات البرلمانية بتسمية حكومة جديدة من أعضاء حزب الأغلبية. وأضاف أن التعديلات الوزارية تتم مؤخرا بصورة مفاجئة ودون توضيح للأسباب التي تم علي أساسها استبعاد وزير من منصبه حتي يكون الرأى العام على بينة. فيما أكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية رفضه التام لتوقيت الإعلان عن التعديل الوزاري، مشيرا إلي أنه كان يجب أن يتم التعديل بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية مباشرة. وأضاف أن التعديل الوزاري بهذه الصورة لا يتماشى مع دولة مرت بثورتين وأسقطت نظامين، فالمرحلة الحالية تتطلب معايير جديدة سواء في اختيار المرشحين للحقائب الوزارية أو المرشح لرئاسة الوزراء، إلا أن التعديل بالصورة الحالية لم يراع ذلك البعد ويعكس مدي ثبات الاعتماد علي تشكيل حكومة »موظفين«في حين أن المرحلة الحالية تتطلب وجود حكومة »سياسيين«. أما الدكتور ماجد عثمان مدير مركز بصيرة لقياسات الرأي العام فأشار إلى أن التعديل الوزاري جاء في إطار فراغ بعض الحقائب الوزارية مثل وزارة العدل من جهة، وعدم الرضا عن أداء وزراء آخرين من جهة أخرى، بحيث يتم عرض برنامج الحكومة علي البرلمان والحكومة مكتملة. وأشار عثمان إلي أن أداء حكومة شريف إسماعيل لم يحظ برضا المواطنين خلال مدة عمل الحكومة ،حيث أجرى المركز استطلاعا حول أداء رئيس الوزراء وحكومته، والذي كشف عن رضا 17% فقط من المواطنين عن أداء رئيس الحكومة، فيما كشف الاستطلاع عن أن 62% من المصريين لا يعرفون شيئا عن الحكومة، ولا يستطيعون تقييمها نظرا لعدم وضوح مجهود الأغلبية منهم على أرض الواقع، وفي حياة المواطنين اليومية. وقال محمد عبد الجبار رئيس قطاع السياحة الدولية إن يحيى راشد وزير السياحة الجديد يعمل فى الحقل السياحى منذ فترة طويلة حيث عمل مديرا ماليا لفندق ماريوت القاهرة منذ افتتاحه، ثم عمل لمدة 14 عاما فى فندق ماريوت باريس، وأخيرا المسئول عن السياحة والفندقة والتسويق لمجموعة الخرافى. وجاء فى فترة صعبة على السياحة، ونتوقع أن يكون له أجندة سياحية وإستراتيجية للعمل السياحى بالوزارة، ونتمنى أن تكون بادرة جيدة،. وردا على التساؤل عن الملفات التى ستطرح أمام وزير السياحة الجديد قال: عودة السياحة وهى الملف الرئيسى خاصة من روسيا وانجلترا حيث يمثل السوق الروسى نحو 45% من السياحة فى مصر، والتركيز على الأسواق الأخرى المستهدفة مثل الأسواق من البلاد الاسكندنافية، وعلينا أن نفكر خارج الصندوق فى دول أخرى مثل أوكرانياوبيلاروسيا والقوقاز مع عمل حملات ترويجية وتنشيطية فى الأسواق التى لا يوجد عليها حظر. وقال أحمد حمدى نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة ان الأسواق البديلة مثل السوق العربى والأسواق غير التقليدية والجمهوريات الاسلامية والأسواق القديمة، ستكون اهم الملفات السياحية .