افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لمشروع الاستزراع السمكى فى "غليون" يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأسماك، وبداية لدخول المشروعات القومية الكبرى - التى تم تنفيذها فى وقت قياسى - التشغيل، بما ينعكس إيجابيا على الأداء الاقتصادى، ليس فقط على مستوى توفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ولكن أيضا فى دفع النمو وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. المشروع يدعم الاقتصاد القومى بمنتجات الأسماك والجمبرى، ويعد دليلا على اهتمام القيادة السياسية بتنمية محافظة كفر الشيخ. مشروع الاستزراع السمكى هو الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، وهو شهادة جدارة على سرعة تنفيذ المشروعات القومية الكبرى التى أعلنها الرئيس، وهى فى مجملها تفوق ما تم تنفيذه على مدى سنوات بل عقود طويلة، ونفذتها القوات المسلحة بما لديها من انضباط والتزام وشفافية بأقل تكلفة استثمارية. المشروع يسهم فى تغطية جانب مهم من الاستهلاك المحلى، بما يخفض الاستيراد بنحو 27%، كما يوفر 5 آلاف فرصة عمل مباشرة، و10 آلاف فرصة عمل غير مباشرة، وقوة التشغيل الحالية تتجاوز 10 آلاف عامل بمختلف التخصصات والقطاعات، من خلال 30 شركة متخصصة تعمل فى مشروع "غليون" وفقا للواء حمدى بدين رئيس الهيئة الوطنية للثروة السمكية. المشروع يعد انطلاقة قوية فى مجال تنمية الثروة السمكية، كما يرفع حصة محافظة كفر الشيخ من الإنتاج القومى من الأسماك من 40% إلى 65%، كما أن أهمية المشروع تكمن فى زيادة القيمة المضافة من تصنيع الأسماك بالتعاون بين جهاز الخدمة الوطنية وجامعة كفر الشيخ من خلال كلية علوم الثروة السمكية، لإيجاد الحلول السريعة والجذرية للمشكلات التى تواجه قطاعات الثروة السمكية بالمحافظة وتنميتها، بالإضافة إلى تدريب الصيادين بمركز تدريب "غليون". مشروع الاستزراع السمكى ب "غليون" ضخم، يكفى أن نعرف أنه يضم 453 حوضا للسمك البحرى، مساحة الحوض الواحد 50 مترا فى150 مترا، و626 حوضا لسمك جمبرى، مساحة الواحد 40 مترا فى 40 مترا، كما يوجد أيضا 186 حضانا لتحضين الزريعة ورعاية الأسماك، كما أن المشروع به معمل للتفريخ، لإنتاج "الزريعة" بمعدل 20 مليونا من الأسماك البحرية. لقد كان الحرص على إرسال عدد كبير من العاملين بالمشروع للتدريب بالصين لنقل الخبرات والتعرف على آخر الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة دليلا على استكمال جميع عناصر النجاح. المشروع يكتسب أهمية من أنه يفتح المجال لزيادة الصادرات، حيث حصلت بحيرة البردويل على رخصة تصدير إلى الاتحاد الأوروبى، وسيتم تصدير أول شحنة أسماك منها، بعد إقامة أكبر مصنع لتغليف وتعليب وحفظ الأسماك وفقا للمعايير العالمية، وسوف يتم عمل "ممشى" لأهالى منطقة "غليون" على البحر المتوسط، كما أن مصنع العلف الخاص فى المشروع ينتج 120 ألف طن سنويا، متخصصة للأسماك البحرية التى تختلف عن الأسماك النهرية.