قال المهندس محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات: انه كان يفضل تأجيل عقد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى لبعض الوقت حتى يصدر قانون الاستثمار الموحد الجديد و يتم الاستعداد و التحضير للمؤتمر بصورة افضل، فضلا عن تأخر توزيع دعوات حضور المؤتمر مما أدى إلى انشغال البعض بارتباطات أخرى. على الرغم من ذلك،إلا ان السويدى يعتقد انه يجب ان نتقبل الواقع و نتعامل معه لأنه تم تحديد موعد انعقاده بالفعل و هو من جانبه يثق فى نجاح المؤتمر نتيجة وجود إرادة سياسية و نية حقيقية لتحقيق إصلاح اقتصادى شامل لدى القيادة السياسية و الحكومة. علاوة على إصدار الدولة لحزمة من التشريعات لطمأنة المستثمر الأجنبى و المحلى قبل انعقاد المؤتمر منها ربط إعطاء الحوافز و المنح بقانون وليس بقرار من مجلس الوزراء وإقرار قانون أفضلية المنتج المحلى يعد من أكثر القوانين الجاذبة للاستثمار الأجنبى حيث يلزم المصنعين بإدخال مواد خام محلية بنسبة 40٪ فى المنتجات التى تدخل فى مناقصات المشتريات الحكومية بما سيؤدى إلى رفع مستوى مواصفات المنتجات المحلية و سهولة نفاذها إلى الأسواق الخارجية بما يعد خطوة مشجعة على الاستثمار. معربا عن تفاؤله بقانون الاستثمار الجديد الذى تمت صياغته بعد مشاورات مثمرة مع مجتمع الأعمال المصري. كما أبدى تأييده الكامل لتطبيق خدمة الشباك الواحد التى أعلن وزير الاستثمار اشرف سالمان أنها سوف تطبق بعد 18 شهرا. كما يرى ان من ضمن استعدادات الدولة الجيدة للمؤتمر هو اجتماع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء مع 20 شخصية عامة لمناقشة معوقات الاستثمار و استعدادات الحكومة للمؤتمر الاقتصادى كما تم تعيينهم سفراء للترويج للمؤتمر و يرى ان الحكومة استعانت بتلك الشخصيات للعمل على الاستفادة من فكر القطاع الخاص لتعويض أى نقص فى الكفاءات و الكوادر بالحكومة. و علق السويدى على ما يتردد من ان بيئة الاستثمار فى مصر مازالت طاردة للمستثمر الأجنبى قائلا: إن هناك أربعة معوقات رئيسية من وجهة نظره منها تطبيق القانون الجنائى فى تسوية المنازعات الاستثمارية فلا يعقل حبس رئيس مجلس إدارة أى شركة نتيجة خطأ ارتكبه أى عامل بالشركة، ثانيا وجود سوق موازية للعملة بما يجعل هناك أكثر من سعر للعملة و هذا يخلق بلبلة و عدم يقين لدى المستثمر فى القيمة الحقيقية للعملة، ثالثا عدم و جود رقابة أو ضوابط على استخدام الأموال «الكاش» الذى يستخدم فى أعمال غير مشروعة أو بغية التهرب من الضرائب و هو ما أطلق عليه إرهاب اقتصادي.رابعا الازدواج الضريبى و عدم تحصيل الضرائب بصورة أفقية تغطى جميع شرائح المجتمع. و فيما يتعلق بانعكاسات تلك المعوقات على نفور المستثمر الأجنبى من القدوم للمؤتمر يقول ان الشركات العالمية الكبرى لا تجد اى غضاضة فى الاستثمار فى بلاد بها درجة عالية من الخطورة و هذا ليس الوضع بالنسبة لمصر، أما فيما يخص سلاسة القوانين، فالمستثمر الأجنبى يعى جيدا ان هامش الربح الذى سيحصل عليه فى مصر سيكون أضعاف ما سيحصل عليه في حال ما استثمر فى اى دولة أوروبية على سبيل المثال. و حول عدم تقبل بعض رجال القطاع الخاص المصرى قدوم استثمارات أجنبية لمصر تقاسمهم أرباحهم يقول السويدي: ان السوق يسع الجميع و مصر لن تحقق معدلات النمو الاقتصادى التى تطمح لها بدون استثمارات أجنبية مباشرة فنحن نحتاج إلى سيولة ضخمة لكى نتمكن من إقامة مشروعات عملاقة خصوصا فى مجالات البنية التحتية و الطاقة . و ناشد رجال الأعمال تغليب المصلحة العليا للوطن و التوقف عن النظر إلى مصالحهم الشخصية الضيقة لأن هذه القلة من رجال الأعمال هى من وصمت مجتمع الأعمال ككل بأنه مغيب عن المشكلات الاجتماعية التى يعانى منها الفقراء على الرغم من ان هذا مناف للواقع. و عن معيار نجاح المؤتمر الاقتصادى من وجهة نظره قال: ان قدرة المؤتمر على جذب استثمارات متوسطة هو المعيار الحقيقى لنجاح المؤتمر و هو ما يعتبره بمثابة إقرار دولى باستقرار الأوضاع فى مصر لان هذه الشريحة من المستثمرين لا تذهب إلا الى البلدان المستقرة نظرا لعدم امتلاكها قدرة الشركات العملاقة على دفع تكلفة تأمين المخاطر. مضيفا ان قدوم مشروعات متوسطة سينعش الاقتصاد المصرى بصورة سريعة.