هبطت البورصة الأمريكية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، رغم تقارير اقتصادية إيجابية حول أداء اقتصاد الولاياتالمتحدة في عام 2015 الحالي، إلا أن ضعف النمو الاقتصادي لباقي الدول المتقديمة لاسيما منطقة اليورو ألقى بظلاله على السوق. وتراجع مؤشر «داو جونز الصناعي» بنحو 98 نقطة ليبلغ مستوى 17516.32 نقطة الثلاثاء الماضي مقابل 17613.49 نقطة بنهاية تعاملات اليوم ذاته من الأسبوع السابق. أما مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا فظل كما هو دون تغيير عند مستوى 2022.55 نقطة، بينما بلغ مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم الشركات التكنولوجية بنحو 7 نقاط ليبلغ مستوى 4654.85 نقطة مقابل 4661.50 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها. كان مؤشرا «داو جونز» الصناعي و»ستاندرد آند بورز» 500 قد حققا أعلى مستويين لهما على الإطلاق في 23 ديسمبر، حيث تخطى داو جونز مستوى 18 ألف نقطة لأول مرة في تاريخه. وشهدت أسهم شركات الطاقة والمواد الأولية تراجعا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، مع هبوط العقود الآجلة لخام «برنت» القياسي تسليم شهر مارس بنسبة 2.7٪ أو 1.33 دولار لتغلق الثلاثاء عند 48.84 دولار للبرميل، وفقدت أسعار النفط حوالي 60٪ من قيمتها منذ يونيو 2014 مع وفرة الإمدادات وضعف الطلب بالأسواق. يأتي ذلك وسط معاناة شديدة من شركات النفط الأمريكية، إذ أعلنت شركة شلامبرجير للخدمات البترولية الاستغناء عن 9 آلاف وظيفة تعادل 7.5٪ من حجم العمالة خلال عام 2015 في ظل الانهيار الأخير في أسعار النفط. كما أعلنت شركة كونوكو فيليبس، ثالث أكبر شركة نفط في الولاياتالمتحدة ، عن تخفيض استثماراتها بنسبة عشرين بالمئة في 2015 . وأعلنت شركة «دايليو بي إتش» العاملة على استخراج النفط الصخري وتعتبر إحدى الشركات الرائدة في الولاياتالمتحدة إفلاسها بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية، بعدما تجاوزت ديونها 50 مليون دولار، بينما تتحدث الإعلام الأمريكي عن شركات أخرى في الطريق. كما كشفت شركة «بيكر هيوز» الأمريكية للخدمات النفطية أنها تتوقع تسريح ما يقرب من 7 آلاف موظف تعادل 11.5٪ من إجمالي موظفيها في ظل تباطؤ أنشطة التنقيب بسبب الانخفاض الحاد لأسعار النفط لتقليل النفقات بما يتراوح بين 160 و185 مليون دولار. وكانت شركتا هاليبرتون وبيكر هيوز قد أندمجا في نوفمبر لخفض النفقات في صفقة بقيمة 35 مليار دولار، وبعدها تم الإعلان عن خطط لإعادة الهيكلة وخفض محتمل في أنشطة التنم خسائرها بدأت الشركات الأمريكة البحث عن وسائل أخرى لتحقيق انتعاش، حيث قامت شركة النفط الأمريكية «شلمبرجير» بالاستحواذ على 45.6٪ بقيمة 1.7 مليار دولار أمريكي من أسهم شركة «أوراسيا»، ومن المتوقع أن يتم تنفيذ الصفقة بنهاية الربع الأول من العام الجاري. يأتي ذلك رغم رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو اقتصاد الولاياتالمتحدة، إلا أنه خفض في الوقت ذاته توقعات النمو لباقي الاقتصاديات الناشئة والمتقدمة. وقال الصندوق إن الاقتصاد الأمريكي سينمو خلال عام 2015 بمعدل 3.6 ٪ بدعم من الطلب المحلى المدفوع بانخفاض أسعار النفط، وذلك مقارنة بتوقعات سابقة بنمو 3.1٪ فقط صادرة في أكتوبر الماضي، وبالنسبة لمنطقة اليورو فتوقع الصندوق أن يصل معدل النمو فيها العام الحالي إلى 1.2٪ وهي أقل ب 0.2٪ عن آخر توقعات له العام الماضي. وأكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما أن الاقتصاد الأمريكي تمكن من طي صفحة الانكماش وسنوات الأزمة، ويتوجه الآن نحو مستقبل أفضل. وقال أوباما، في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد أمام الكونجرس، إنه أمام اقتصاد يشهد نموًا، وعجزا يتقلص، وصناعة مزدهرة، وإنتاجا قويا ومتناميا للطاقة، نكون قد تجاوزنا الانكماش وأصبحنا قادرين على بناء مستقبلنا الخاص. كما قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أنه في ظل نمو الاقتصاد الأمريكي بمعدل أسرع مما شهده على مدى أكثر من عقد من الزمان، ربما يكون الانتعاش الاقتصادي بدأ أخيراً يتوسع ليشمل الإنسان الأمريكي العادى. في المقابل، قال الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس النواب والشيوخ الأمريكيين، إن الاقتصاد الأمريكى لم يتعاف فعليا حتى الآن ولا يزال يحتاج إلى المزيد من العمل ، وذلك على عكس ما قاله أوباما. يأتي ذلك، بينما واصل الدولار تربعه على عرش العملات، مع توقعات بأن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادى لرفع أسعار الفائدة هذا العام، حيث ارتفع في يناير الحالي بنسبة 2.3٪، بينما تراجع اليورو لأدنى مستوى في 9 أعوام خلال الفترة ذاتها.