سجلت أسعار النفط تراجعا ملحوظا خلال الأيام الأخيرة ليبلغ هبوط الخام ما يزيد عن 20 % عن منتصف يونيو الماضي. وفي تقريرها الأسبوعي قبل أيام ذكرت اويل ماركت جورنال في أسباب ذلك: حرب الأسعار بين أعضاء أوبك اذ يبدو أن الأعضاء الرئيسيين في منظمة البلدان المصدرة للبترول ( أوبك) يركزون علي التنافس علي حصة في السوق بدلا من خفض الإنتاج لدعم الأسعار، وكذلك صدور بيانات مخيبة للآمال عن اكبر اقتصاد في أوروبا، حيث انخفض إجمالي الناتج المحلي لألمانيا في النصف الثاني بنسبة0.2 % وذلك بسبب التوترات الجيوسياسية في اوكرانيا والشرق الأوسط، هذا بالإضافة إلي تراجع معظم أسواق الأسهم العالمية. وعلي صعيد الدول المنتجة ساهم صعود الدولار في تعويض تراجع إيرادات النفط. في الوقت نفسه الأخبار السيئة لمنتجي النفط عادة ما تكون سارة للمستهلكين ( فمعناه انخفاض أسعار البنزين في أمريكا وأوروبا) والاقتصاد العالمي فبحسب تقرير لبيزنس ويك انخفاض أسعار الخام ب10 دولارات يعزز الطلب العالمي علي السلع والخدمات بنسبة 0.2 إلي0.3 %. وبحسب وكالة الطاقة الدولية ان العالم سيشهد نموا أضعف بكثير من المتوقع في الطلب علي النفط في عام2015 حيث تتوقع الوكالة - التي تمثل الدول الصناعية - أن تسجل أسعار الخام مزيدا من الانخفاض.وقالت في تقرير شهري' يبدو أن الانخفاضات التي سجلتها الأسعار في الآونة الأخيرة سببها العرض والطلب، وقد تدعو الحاجة إلي مزيد من الانخفاض في أسعار النفط للحد من المعروض أو لتعزيز نمو الطلب.' ونزلت أسعار النفط في سبتمبر للشهر الثالث علي التوالي وهبطت أسعار خام برنت القياسي هذا الشهر إلي أدني مستوياتها في نحو أربع سنوات قرب88 دولارا للبرميل بفعل وفرة المعروض وتباطؤ نمو الطلب وصعود الدولار. وقالت وكالة الطاقة إنها خفضت تقديراتها لنمو الطلب علي النفط في2014 بواقع200 ألف برميل يوميا إلي0.7 مليون برميل يوميا بسبب ضعف النمو الاقتصادي ودلائل علي انخفاض الاستهلاك. وتتوقع الوكالة ارتفاع الطلب في2015 بواقع1.1 مليون برميل إلي93.5 مليون برميل يوميا بزيادة1.2% ولكن بما يقل عن300 ألف برميل عن التوقعات السابقة. كان سعر مزيج برنت الخام قد انخفض إلي86 دولارا للبرميل خلال تعاملات الأسبوع الماضي ليسجل ادني مستوياته منذ عام2010 بعدما أشارت السعودية والكويت إلي عزمهما الإبقاء علي مستوي الإنتاج المرتفع للحفاظ علي حصة كل منهما في السوق حتي وإن أدي ذلك إلي انخفاض الأسعار، بينما تطالب فنزويلا بخفض الانتاج من اجل رفع الاسعار العالمية للصعود لتصل إلي100 دولار للبرميل. وتجدر الاشارة إلي ان أسعار برنت قد هوت بحوالي25 بالمائة منذ يونيو بفعل وفرة الإمدادات التي تزامنت مع ضعف الطلب وارتفاع المعروض، وهو ما أثار احتمال أن تخفض منظمة أوبك الإنتاج. لكن مصادر مطلعة علي الموقف السعودي قالت إن السعودية أوضحت لمشاركين في السوق أنها مستعدة لقبول أسعار بين80 و90 دولارا للبرميل. واستبعد وزير النفط الكويتي أن تخفض أوبك إنتاجها لتعزيز الأسعار. وقال بيارن شيلدروب كبير محللي السلع في اس.إي.بي في اوسلو' في ضوء هذه التصريحات لا يمكن أن نتوقع خفض إنتاج أوبك قبل اجتماع27 نوفمبر.' حيث من المقرر أن تجتمع لبحث مستوي الإنتاج. يذكر أن العام الماضي قد قامت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بخفض إنتاجها من النفط من10 ملايين برميل يوميا، - مستوي قياسي في سبتمبر2013 - إلي9.7 مليون وهو المستوي الحالي الذي لم يرفع الأسعار، لأن معظمهم دول أوبك الأخري تضخ مزيد من الخام. فزيادة إنتاج ليبيا وأنجولا، جنبا إلي جنب مع تدفقات مطردة من العراق، دفعت إجمالي إنتاج أوبك إلي ما يقرب من31 مليون برميل يوميا، وهو أعلي مستوي لها هذا العام ومع استمرار زيادة إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة فان العالم لديه أكثر من ما يكفي من لتلبية الطلب الحالي. ويتوقع الخبراء بقاء الأسعار منخفضة لفترة، ولا بد من ارتفاعها إلي97 دولار للبرميل لاعتبار انه قد حدث تغيير في اتجاه الأسعار وهو ما لا يتوقع حدوثه قريبا' ففي ضوء اكتشافات النفط الصخري وتوقعات انخفاض نمو الطلب سوف تستمر وفرة المعروض.