تراجعت ارباح شركات الأسمنت المقيدة في البورصة المصرية خلال الشهور التسعة الأولي من العام الجاري, بنحو3.6% لتصل إلي1.26 مليار جنيه مقابل1.31 مليار جنيه خلال الفترة ذاتها من2012, نتيجة نقص إمدادات الطاقة فضلا عن انخفاض مستوي الاستهلاك بسبب حالة الركود التي يعاني منها قطاع العقارات في مصر. ووفقا لإحصائيات أجرتها الأهرام الاقتصادي تراجعت ارباح4 شركات من إجمالي7 شركات مقابل ارتفاع ارباح شركتين, بينما لم تعلن' جنوب الوادي للأسمنت' عن نتائجها المالية حتي وقتنا هذا. وقال خبراء أسواق المال ومحللون ماليون أن استمرار نقص امدادات الطاقة لبعض المصانع أثر سلبا علي معدلات الإنتاج, وطالبوا الشركات بالسعي لفتح أسواق خارجية والحفاظ علي معدلات ظل المشكلات والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وتدرس حكومة د. الببلاوي استخدام الفحم كمصدر بديل للطاقة لتعويض النقص المتزايد في احتياطيات الغاز الطبيعي, وتنويع مصادر الطاقة في الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة مثل صناعة الأسمنت بهدف تحقيق تنمية اقتصادية واسعة وزيادة معدلات الإنتاج. ووفقا لمركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء, فقد ارتفاع إنتاج مصر من الأسمنت خلال شهر سبتمبر الماضي إلي نحو4.7 مليون طن مقارنة بنحو3.7 مليون طن خلال الفترة ذاتها من العام الماضي, فيما بلغ إجمالي المبيعات4.8 مليون طن مقارنة بنحو3.8 مليون طن خلال سبتمبر2012. ويري مسئولون حكوميون أن الشركات الأجنبية المنتجة للأسمنت في مصر استغلت الظروف التي تمر بها البلاد ورفعت الاسعار بأكثر من مائة جنيه للطن, مما أدي الي تراجع الطلب علي الاسمنت بنسبة40%, مشيرين إلي أن الشركات تبيع طن الأسمنت بأكثر من650 جنيها في حين ان تكلفته لا تتعدي250 جنيها. وبلغ متوسط الأسعار المحلية للأسمنت خلال شهر سبتمبر707.8 جنيه للطن مقابل546.2 جنيه للطن في سبتمبر2012 بزيادة29.6% ومقابل688.4 جنيه للطن في أغسطس السابق عليه بزيادة2.8%. ركود المبيعات ويري إسلام عبدالعاطي, المحلل المالي, عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار, أن جميع شركات الاسمنت تعاني ركودا في المبيعات مما يجعلها لا تتحمل تكاليف اضافية والخاصة بتعديل مسارات دعم الطاقة للاستخدامات الصناعية, موضحا ان الاتجاة الحالي هو ان تنتج تلك المصانع الطاقة اللازمة لها ذاتيا عبر اقامة وحدات توليد طاقة, او تدبير الطاقة اللازمة بمعرفتها عبر الاستيراد من الخارج وكلها قرارات أتت بالسلب علي هذا القطاع. أضاف عبدالعاطي أن استخدام الفحم كمصدر بديل للطاقة يعتبر حلا عمليا لمشكلة مصانع الأسمنت, مشيرا إلي أن80% من مصانع دول العالم تعتمد علي الفحم لافتا إلي أن قرار الدولة برفع الدعم عن الصناعات الكثيفة الاستخدام هو ما أدي إلي تفاقم هذه المشكلة. وطالب الجهات المعنية وصاحبة القرار بضرورة ربط أسعار الطاقة في مصر بأسعار الدول المنتجة للطاقة بالعالم من حيث الزيادة والنقصان واعادة النظر بها كل فترة حتي يتمكنوا من المنافسة عند التصدير, كذلك التفريق في الاسعار بين استخدام الغاز كمدخل انتاج في صناعة الاسمدة وصناعة اختزال الحديد كبديل عن الفحم المستورد, كما أن أعلي المصانع استهلاكا للطاقة والغاز مملوكة للدولة ومحملة بأعباء كبيرة للغاية, وأعداد عمالة كبيرة, بخلاف تكلفة التمويل وأن مزيدا من الاعباء عليها يعني انهيارها. مصادر بديلة من جانبه, يري هشام مشعل, خبير أسواق المال, أن استخدام مصادر بديلة للطاقة في مصانع الأسمنت يحتاج إلي ضخ استثمارات كبيرة وإلي فترة زمنية تصل لثلاث سنوات, وذلك من أجل الحصول علي التصاريح اللازمة للاستيراد والاستخدام, وإجراء التعديلات الفنية اللازمة, وإعداد الشبكة اللوجستية الخاصة بنقل وتخرين تلك المواد. وأكد مشعل تفهمه للحاجة لرفع الدعم عن وقود الغاز والمازوت ولكن طالب بان يتم هذا بطريقة متدرجة وفي إطار خطة زمنية واضحة ومحددة يتم الاتفاق عليها مع مختلف الأطراف المعنية, وذلك لإتاحة الوقت الكافي لاتخاذ جميع الخطوات والإجراءات اللازمة. 'بني سويف للأسمنت' الأكثر نموا وتصدر الشركات الأكثر ربحية,' مصر بني سويف للأسمنت' بعد ان ارتفعت ارباحها بنحو19% لتصل إلي278.6 مليون جنيه في9 أشهر مقابل234.2 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة من2012, وهو ما أرجعه ارجع فاروق مصطفي العضو المنتدب للشركة الي مبيعات الكلنكر التي ساهمت في صعود المبيعات إلي ما يقرب من967 مليونا, لافتا إلي ان قيام الشركة باستيراد الكلنكر يهدف الي تغطية انخفاض معدلات انتاج الاسمنت الناتجة عن استمرار ازمة نقص الطاقة اللازمة لاكثر من عام. حلت في المرتبة الثانية شركة' السويس للأسمنت' بعد ان ارتفعت ارباحها بمقدار6.8% لتصل إلي425.6 مليون جنيه مقابل398.5 مليون جنيه. وقالت باكينام الاتربي, محلل قطاع الأسمنت لدي' النعيم القابضة', إن نتائج أعمال الشركة جاءت ضعيفة ودون توقعاتها متأثرة بضعف الطلب ونقص امدادات الطاقة. وتتوقع الاتربي ان تتحسن عوائد الشركة خلال الفترة القادمة, حيث من المتوقع ان تتحسن مستويات الانتاج مما سيؤدي الي زيادة حجم الانتاج بحوالي25% الي جانب ارتفاع الاسعار. وقال برونو كاريه العضو المنتدب لشركة السويس للأسمنت إن الشركة تعاني من مشاكل كبيرة فيما يتعلق بتوفير الطاقة, مما دفعنا إلي إيقاف بعض المصانع لعدة أسابيع خلال العام الجاري, فضلا عن توقف30% من الطاقة الإنتاجية للشركة بسبب نقص الطاقة. وتسعي' السويس للأسمنت' إلي استثمار مليار جنيه علي مدي عامين ونصف العام للتحول إلي العمل بالفحم بدلا من الغاز والمازوت. وتملك السويس للأسمنت التابعة لمجموعة إيتالشمنتي الإيطالية خمسة مصانع للأسمنت في السويس والقطامية وطرة وحلوان والمنيا وتبلغ طاقتها الإنتاجية السنوية نحو11 مليون طن. 'بورتلاند طرة' الأكثر تراجعا علي الصعيد الآخر, تصدرت شركة' أسمنت بورتلاند طرة' قائمة الأكثر تراجعا في الأرباح بعد ان تراجعت بأكثر من44.9% لتصل إلي65.2 مليون جنيه في مقابل118.3 مليون جنيه, وأرجعت الشركة السبب في ذلك إلي قيامها بتخفيض الطاقة الانتاجية لمصنعها لنقص الغاز والمازوت. وهوت ارباح' أسمنت سيناء' غير المجمعة بنحو18% إلي60 مليون جنيه مقابل73 مليون جنيه بسبب تراجع المبيعات, فيما تراجعت ارباح' الإسكندرية للأسمنت' ب13.4% إلي237 مليون جنيه مقابل274 مليون جنيه. وجاء في المرتبة الرابعة والأخيرة, شركة' مصر للأسمنت قنا' بتراجع قدره7.4% لتصل ارباحها إلي نحو196.7 مليون جنيه مقابل212.5 مليون جنيه خلال الفترة ذاتها من العام الماضي, وهو ما ارجعته الشركة إلي تكرار نقص خام المازوت مما تسبب في تعرض فرن انتاج خام الكلنكر للتوقف اكثر من مرة خلال الفترة الماضية. ويتجاوز حجم استثمارات مصانع الأسمنت في مصر60 مليار جنيه ما بين استثمارات مصرية وأجنبية, فيما يتجاوز حجم العمالة المباشرة20 ألف عامل.