حينما ولى عمرو بن العاص ولاية مصر، قال إن ولاية مصر تماثل الخلافة تماما، وكأنه كان يعلم بكم المهام التى سيواجهها، وبالتالى فأمام الرئيس المقبل العديد من المهام وكلها لصالح الوطن، فأولا: عليه أن يعيد النظر فى قدراتنا المهدرة ومواردنا الضائعة وشعبنا الذى من الممكن أن يصنع المعجزات، عليه أن يحرص على مصالح الوطن، لا يفرط فى حقوق شعبه، وأن يقيم علاقات دولية متوازنة تكفل الاحترام لجميع الأطراف، يجب أن تنطلق العلاقات الدولية من نطاقها المحصور مع إسرائيل وأمريكا إلى علاقات قوية مع الصين وروسيا واليابان والهند ودول أمريكا اللاتينية. وأن يضع برنامجا يستوعب الشباب العاطل فى الشوارع وأطفال الشوارع الذين تحولوا إلى بلطجية، والملايين من سكان العشوائيات. وأن يعيد للعمل قدسيته أمام مجتمع تراجعت فيه موازين العدالة وتكافؤ الفرص بين أبنائه، والأهم سرعة القضاء على منظومة الفساد الطويلة من البشر والسياسات والمؤسسات المتهاوية وعمليات التجريف البشرى التى غيرت تركيبة الإنسان المصرى مما يتطلب سياسات جديدة وبرامج وخطط فى التعليم والثقافة و الإعلام والإدارة تعيد لهذا العقل وعيه وتعيد للإنسان المصرى قدراته الكامنة فيه. إن الرئيس المقبل أمامه اقتصاد منهك ووطن منهوب، ديون نجمت عن قروض دولية تسربت إلى جيوب وحسابات حكام فاسدين شاركهم المجتمع الدولى فى جرائمهم فى نهب ثروات هذا الشعب، وعليه أن يعرض قضية الديون على المجتمع الدولى والمؤسسات التى أقرضت هذه الديون و المطالبة بإعادة النظر فى الديون الهائلة، أن يضع مصر من جديد فى المقدمة بحكم تاريخها وشعبها وقدراتها ولا يترك مصيرها فى يد العابثين و العملاء. *أستاذ بطب عين شمس