فرنسا 2015: 3دقائق تنقذ 80ألف متفرج من الموت فى المدرجات - ميونيخ 1920: جماعة «أيلول الأسود» تقتل 9رياضيين إسرائيليين فى دورة الألعاب الأوليمبية - بغداد 2015: مصرع 50مواطنا احتفالا بالفوز على إيران فى كأس آسيا - مسئول أوليمبى مصرى بطل مفاوضات عملية دورة ميونيخ الأوليمبية
لم تكن الرياضة، التي طالما لعبت دور حمامة السلام، وأصلحت ما أفسدته السياسة بعد أن جمعت بين الإخوة الأعداء، وأطفأت نار الحروب، أن يأتي اليوم أن تصاب بل وتقتل فيه برصاص الإرهاب، الإرهاب الذي صنعته سياسات دول ومنظمات، حمامة السلام التي أنهت الحرب الباردة بين أمريكا والصين في مباراة تنس طاولة، وجمعت بين الإخوة الأعداء، أمريكاوإيران، علي عشب ملعب كرة أخضر في بطولة كأس العالم.. عادت لتدفع غاليا ثمنا لسياسات منظمات اعتمدت الإرهاب عنوانا لها. وفي غمرة انشغال العالم أجمع بالتفجيرات الإرهابية التي هزت العاصمة الفرنسية باريس، وأصاب دوي تلك الانفجارات العالم، ولاسيما القارة الأوروبية بالرعب، لم يتوقف الكثيرون أمام تقرير كشف عن المصادفة البحتة لعبت دور البطولة المطلقة في إنقاذ فرنسا من كارثة أكبر، كارثة كانت ستخلف 80ألف قتيل. ذكر تقرير صحفي فرنسي، أن منظّمي مباراة فرنساوألمانيا في كرة القدم التي تزامنت مع حدوث الانفجارات التي هزت العاصمة الفرنسية قد نجحوا في تفادي حدوث مجزرة رهيبة داخل الملعب. وأقيمت المباراة الدولية الودية علي فرنسا الذي يقع بضاحية سان دونيس بالعاصمة باريس، ليلة الجمعة الماضية. وحضره قرابة 80ألف متفرّج. وأوضحت صحيفة “ليكيب”أن 3أشخاص انتحاريين ارتادوا الملعب لحضور مباراة فرنساوألمانيا، وكانوا يحملون معهم أحزمة نافسة. وأضافت بأن أفراد قوات الأمن خارج أسوار الملعب كانوا يراقبون الجمهور الذي يرتاد المنشأة الكروية، ورفضوا السماح لشخصين - من الثلاثة الوارد ذكرهما - حضور المباراة ومتابعتها من المدرجات لكونهما لا يحوزان التذكرة، حيث قدما بعد 3دقائق من انطلاق اللقاء.. ولفتت الصحيفة بأن تخطيط هذين الشخصين كان يستهدف اجتياح الملعب زمن إجراء المباراة وإحداث الرعب والهلع وسط الجماهير.. وفي خضم الفوضى العارمة سيركض المتفرجون لمغادرة المنشأة الكروية، وهنا يقوم الرجل الثالث بتفجير القنابل عند مخارج أو أبواب الملعب. وتبعت “ليكيب “: “ولأنهم لم يتمكّنوا من دخول الميدان، فقد أقدموا على “فعلتهم”في مناطق محاذية ل “ملعب فرنسا”، قبل أن تختتم الصحيفة الرياضية الفرنسية الشهيرة تقريرها مؤكدة بأن المنظمّين تفادوا حدوث مجزرة رهيبة قد تكون لا مثيل لها في عالم كرة القدم. ألقت العمليات الإرهابية التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، بظلالها السوداء ليس فقط علي الرياضة في بلاد “النور والعطور”التي أعلنت تجميد النشاط الرياضى بها قبل استئنافه، حيث امتد الأمر إلي أرجاء القارة العجوز “أوروبا”، وألغيت العديد من المنافسات والأحداث الرياضية، وكانت البداية بإلغاء مباراة كرة القدم الودية التي كان مقررا أن تجمع بين منتخبي بلجيكا وإسبانيا في العاصمة البلجيكية بروكسل، بناء علي طلب من وزارة الداخلية في بلجيكا. إلغاء تلك المباراة جاء بعد إعلان الحكومة البلجيكية وأيضا الحكومة الفرنسية، على أن مدرب عمليات تفجيرات باريس، هو مواطن فرنسي مقيم فى بلجيكا، حيث من المحتمل أن يكون موجودا الآن فى بلجيكا، وقد يستغل إقامة المباراة وحضور الجماهير فى بروكسل من أجل القيام بأعمال إرهابية أخرى. كما ألغيت مباراة دولية ودية أخري كانت مقررة بين منتخبي ألمانيا وهولندا، جاء بناء على وثيقة قدمتها وزارة الداخلية الألمانية ، وكان محتواها صادما. وقالت صحيفة “بيلد”الألمانية إن مجموعة خططت لتفجير مواد ناسفة في ملعب هانوفر (شمال) ألمانيا خلال المباراة الودية. ووفقا لتقرير الصحيفة، فإن المهاجمين خططوا لتهريب المتفجرات إلى الملعب في سيارة إسعاف، على أن يقوم قائدهم بتصوير الهجوم.. ووفق هذه المعلومات، فقد خططت المجموعة لتنفيذ هجوم آخر بعد منتصف الليل في محطة هانوفر للسكك الحديدية. وكان من المقرر أن تحضر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعدد من الوزراء بالحكومة المباراة للتضامن مع الفرنسيين ولإعطاء إشارة بعدم الخضوع للتهديدات “الإرهابية”.. قبل أن تتراجع وتبارك قرار الإلغاء قبل 90دقيقة فقط من موعد انطلاق المباراة. وخرجت ميركل تشيد بقرار السلطات بإلغاء المباراة، وقالت في تصريحات نقلتها شبكة (إيه بي سي نيوز) الأمريكية :”إن وكالات الأمن اتخذت القرار السليم بإلغاء المباراة نظرا لمخاوف بحدوث هجوم”.
حادثة ميونيخ ويذكرنا التاريخ، أن الرياضة كثيرا ما دفعت غاليا ثمن للإرهاب، ولعل أشهر الحوادث علي الإطلاق، حادثة دورة ميونيخ العام 1972، عندما قام أحد أفراد منظمة “أيلول الأسود”الفلسطينية بلفت نظر أفراد المنظمة إلى إقامة دورة العاب أوليمبية في مدينة ميونيخ الألمانية، وتحدث عن وجود وفد إسرائيلي يشارك في هذه الألعاب. وطرح وقتها رأيا بإمكان تنفيذ العملية بعد جولة استطلاعية قام بها محمد داود عودة المعروف ب “أبو داود”، توفي قبل 5سنوات ، الذي تولى قيادة المجموعة التي قامت بالعملية.. وأثناء مناقشة طريقة الدخول التي من المفترض أن تتم بفتح ثغرة في السياج المحيط بالقرية الرياضية، ولفت انتباههم وجود احتفال للوفد الأمريكي في مبنى العلاقات والإعلام وقيامهم بالقفز على السياج بشكل جماعي، فاغتنموا الفرصة ودخلوا بينهم وتمكنوا من التسلل إلى مقر إقامة الوفد الإسرائيلي وكان هذا يوم 5سبتمبر سنة 1972م وتم احتجاز 11فردا من الفريق الأوليمبي الإسرائيلي كرهائن، قتل منهم رياضي ومدرب إسرائيلي حاولا المقاومة عند احتجازهم، وطالب الفدائيون بالإفراج عن 200من المعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية من بينهم ريمة عيسى وتيريز هلسة اللتان تم أسرهما إثر عملية مطار “اللد”التي حدثت في 8مايو من العام نفسه والفدائي الياباني أوكاموتو والضباط السوريون الخمسة الذين أسرتهم إسرائيل مع ضابط لبناني يوم 21يونيو سنة 1972م وبأن تؤمن نقلهم إلى أي دولة عربية. وبناء على اتصالات بين السلطات الألمانية والسلطات الإسرائيلية أرسلت إسرائيل مسئولا كبيرا من جهاز الأمن الإسرائيلي لإعداد كمين لإطلاق سراح الرهائن حتى لو أدى ذلك إلى مقتلهم، كما صرحت بذلك جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل وقتها في تصريحها أمام الكنيست. طالب الفلسطينيون بتوفير طائرة تقلهم مع الرهائن إلى القاهرة، فأقلعت طائرتا هليوكوبتر محملتان بالفلسطينيين والرهائن إلى مطار “فورشينفليد بروك”العسكري التابع لحلف شمال الأطلسي والذي كان قد نصب الكمين فيه. احتل 12قناصاً ألمانياً عددا من المواقع في المطار الذي كانت ساحته مضاءة بالأنوار الكاشفة، وأطلقوا النار على الفلسطينيين فرد هؤلاء عليهم بالمثل، كما أطلقوا النار على الأنوار الكاشفة فساد الظلام مسرح العملية. وانتهت عملية الإنقاذ الفاشلة التي قام بها الألمان بقيام الفلسطينيين في النهاية بقتل 9رياضيين إسرائيليين، بالإضافة إلى ضابط شرطة ألماني، كما قتل خمسة من الفلسطينيين الثمانية على يد قوات الشرطة أثناء محاولة الإنقاذ.
ملاعب العراق مفخخة وإذا كان الإرهاب قد فشل في تنفيذ مخطط تفجيري في ملعب “سان دوني”الفرنسي، فقد نجح في العراق عندما تعرض ملعب لكرة القدم بمدينة بغداد لهجوم إرهابي انتحاري بحزام ناسف وسيارة مفخخة أسفر عن مقتل 18فردا وأصيب أكثر من 30شخصا آخرين. وتم تشييد 18 مقبرة في مكان الانفجار لتشكل رمزية للضحايا من أحجار وأسوار حديدية وضعوا عندها صورهم، وأعلاما عراقية، وزهورا اصطناعية، وقطع قماش سوداء، تخليدا للضحايا. ولاقت العديد من الملاعب العراقية المصير ذاته منها الحلة في بابل، ومناطق النهروان والزعفرانية وغيرها في بغداد راح ضحيتها العشرات من الشباب.. وعانت بغداد أيضا من عمليتين إرهابيتين بسيارتين مفخختين استهدفت الأولى مشجعين لكرة القدم أثناء احتفالهم في بغداد بفوز المنتخب العراقي على إيران في مباراة نصف نهائي كأس أمم آسيا2015 في حي المنصور وخلفت 30قتيًلا، ونفذ الثاني بالطريقة نفسها ضد لجنة تفتيش تابعة للجيش في منطقة الغدير وأسفر عن مقتل 20آخرين.. أي أن حصيلة الاحتفالات خلفت 50قتيلا. ومن العراق إلي سوريا ، حيث ألقى مجموعة من الإرهابيين قذيفتي هاون على ملعب مدينة تشرين الرياضية الواقعة بالعاصمة السورية دمشق، أثناء تدريبات فريق الوثبة، مما أدي إلى مقتل أحد لاعبي الفريق فضلاً عن إصابة آخرين. وعلي الصعيد الإفريقي، تعرض منتخب توجو أثناء مشاركته فى كأس الأمم الإفريقية عام 2010التى أقيمت فى أنجولا، إلى هجوم مسلح على الحدود أنجولا مع الكونغو، مما أدى إلى مقتل المسئول الإعلامي للبعثة والمدرب المساعد، وإصابة تسعة أعضاء بينهم لاعبان هما حارس المرمى كودجوفى أوبيلالى والمدافع سيرج أكاكبو الأول برصاصة فى ظهره، والثانى برصاصة فى إحدى كليتيه. كما تعرضت حافلة فريق كانو بيلارز النيجيرى لهجوم مسلح من مجموعة من الإرهابيين أثناء عودة الفريق من مباراة مع فريق بهلارتلاند بالدوري النيجيرى، وأسفر الهجوم عن إصابة خمسة لاعبين.