أنور الدشناوى يتميز الجاموس المصرى بمميزات كثيرة منها معدلات النمو الممتازة، فهو حيوان جيد للتسمين ويعطى حليباً عالى القيمة أفضل من الأبقار، له مقاومة ممتازة للأمراض وهو ملائم للظروف البيئية الصعبة وتفوق كفاءة تحويل الغذاء إلى ناتج لبنى أو لحمى، فبرغم أنه لا توجد صور للجاموس المصرى فى المعابد أو مقابر القدماء المصريين، ولا توجد صور له فى المنطقة العربية، وأول تسجيل له كان فى الأردن عام 723 م، وكما يقول الباحثون والعلماء: إن أصل منشأه هو آسيا ثم انتقل مع التجار العرب إلى الهند ثم الشام ومنه إلى مصر، فإنه قد اكتسب صفات عديدة بتأقلمه مع البيئة المصرية شبه الحارة والتى جعلته حيوان اللبن الأول فى مصر، لذا أردنا أنت نتعرف على المزيد عنه ، نظرا لدخول الأصناف المهجنة الأخرى وعمليات ذبح الإناث منه، من خلال حوارنا مع د. محمد أحمد السيد، الباحث بالبنك القومى للجينات والمسئول عن جين الجاموس فإلى الحوار: لماذا يفضل المصريون تربية الجاموس على غيره من حيوانات اللبن وكم رأس موجودة لدينا؟ أولا: تمتلك مصر أكثر من 3.2 مليون رأس منها نحو 1.8 أم جاموس. ثانيا: لا يخلو بيت في الريف المصري من أقصى الشمال إلى الجنوب منه. ثالثا: يتحمل الظروف البيئية والغذائية ويمكنه الاستفادة من المواد الخشنة القاسية الموجودة في الريف المصري في عملية التغذية. رابعا: يقاوم الجاموس الأمراض المتوطنة والوافدة بدرجة كبيرة. خامسا: يحمل في داخله إمكانات هائلة للتحسين الوراثي في إنتاج اللحم واللبن، ولو تم الاعتناء به وإعطاؤه ما يستحقه فستظهر نتائجها سريعا. سادسا: هو حيوان اللبن المفضل في مصر، حيث إن جميع المصريين يفضلون اللبن الجاموسي على ألبان البقر للونه الأبيض ومذاقه الجيد وارتفاع نسبة الدسم فيه. ما أنواع الجاموس غير المصرى؟ هناك العديد من أنواع الجاموس ذات الأحجام الكبيرة مثل المورا والنيلى والرافى، وهذه الأنواع تنتشر فى الهند وباكستان، وهناك الأنواع ذات الأحجام الصغيرة مثل الجاموس السورتى. وماذا عن الجاموس المصرى؟ إن الجاموس المصرى يستطيع أن يعيش فى المناطق الدافئة والرطبة وهو متأقلم للبيئات المختلفة حتى الجاف منها، والجاموس يفضل التمرغ فى الطين فى الأيام الحارة، ولذلك فهو يفضل الأنهار والبرك ذات القاع الصلب للاستحمام بها، وأيضا يستطيع التغذية على المواد الخشنة ذات القيمة الغذائية المنخفضة، حيث يمتاز الجاموس بقدرته على هضم الأغذية الفقيرة فى القيمة الغذائية مثل التبن وقش الأرز بكفاءة، ويرجع ذلك إلى كبر حجم الكرش، وأن محتوى الكرش من البكتيريا التى تهضم الغذاء أكثر عددا ونوعا مقارنة بالأبقار. ما الأصناف المصرية الخالصة من الجاموس؟ الجاموس البحيرى: يعيش على المناطق الشمالية من دلتا النيل وهو من أكبر أنواع الجاموس المصرى حجما، غزير الشعر خصوصا على الوجه والرقبة والكتفين يغلب عليه اللون الرمادى والبعض منه أسود غامق ويعطى كمية وافرة من اللبن. الجاموس المنوفى: يعيش فى محافظاتالمنوفية والقليوبية والغربية متوسط الحجم أقل من الجاموس البحيرى اللون الغالب هو اللون الفاتح، قليل الشعر، إنتاجه من اللبن قليل. الجاموس الصعيدى: يعيش فى محافظات الوجه القبلى يتميز بصغر الحجم مندمج الأعضاء غزير الشعر على كل الجسم واللون أسود غامق وإنتاجه من اللبن قليل. ماذا عن إنتاج اللحم فى الجاموس؟ إن من أهم دعائم الاقتصاد المصري الإنتاج الحيواني بمنتجاته المتعددة ومن أهم فروعه إنتاج اللحوم ومن هذا المنطق كان تشجيع الشباب علي دخول هذا المجال مما يعطي إنتاجاً وفيراً من اللحوم لدعم سوق اللحوم في مصر، كما أنه يعتبر أحد المشاريع التي تحد من حجم البطالة ومصدر دخل للشباب. وبصفة عامة تتمثل مصادر إنتاج لحوم التسمين في مصر في عجول مسمنة صغيرة تذبح عند وزن 250 – 280 كجم وعجول جاموس كندوز التي تذبح عند وزن لايقل عن 350 – 400كجم. ماذا عن إنتاج اللبن الجاموسى وهل يتميز عن البقرى؟ منذ زمن بعيد واللبن ومنتجاته من المصادر الغذائية المهمة للإنسان، والنموذج الجيد للجاموس المنتج للبن يجب أن يكون نحيف الجسم، إذا نظرنا إليه من الجانب، وضيقا من الأمام وعريضا عند الأرباع الخلفية، ويجب أن يكون الضرع كامل التكوين، وجلده مرنا، وأوردته واضحة ويتصل الضرع بالبطن جيدا من الأمام ويكون اتصاله من الخلف إلى أعلى "غير متدل" والحلمات منتظمة الشكل ومتناسقة الأطوال، وموضعها جيد على الضرع، والجاموس المنتج للبن يجب أن يعطى سرسوبا، وكمية كافية من اللبن لتغذية العجل المولود، وأيضا كمية من اللبن ولمدة طويلة للتسويق، واللبن الجاموسى يعد مصدرا ممتازا للبروتين والفيتامينات والأملاح المعدنية والمكونات الغذائية الأخرى، بالإضافة إلى الطاقة اللازمة لغذاء الإنسان، واللبن الجاموسى يحتوي على مكونات عالية مقارنة باللبن البقرى المحلى والفيريزيان. ما أهم العوامل التى تؤثر فى محصول اللبن؟ محصول اللبن اليومى يتأثر بعدة عوامل، فهو يتزايد بعد الولادة حتى الأسبوع السادس إلى السابع، ثم يبدأ فى الانخفاض التدريجى حتى نهاية موسم الحليب، وطول موسم الحليب يختلف باختلاف الأفراد وعمر الحيوان وفصل السنة، وبخاصة فى الأجواء الحارة والتغذية وغيرها من العوامل، وأعلى محصول لبن يومى يتزايد حتى موسم الحليب الثالث، ثم يثبت محصول اللبن اليومى حتى موسم الحليب التاسع، أى الولادة التاسعة للحيوان. ما دور البنك القومى للجينات فى المحافظة على تلك الأصناف المصرية الثلاثة؟ لقد قمنا بالتعاون مع جامعتين من الجامعات المصرية، حيث تم جمع عينات الدم من كل من الجامعتين وعمل التوصييف الوراثى وعمل البصمة الوراثية لسلالات الجاموس الصعيدى والمصرى، ونجرى الآن عمل التحليلات الوراثية اللازمة، وسوف يتم عمل مقارنة ما بين هاتين السلالتين وإيجاد الفروق فيما بينهما، وحفظها بالبنك القومى للجينات، وذلك بغرض الرجوع إلى تلك البيانات مستقبلا كدور أساسى من أدوار بنك الجينات فى التوثيق والحفظ، وبذلك نكون قد حافظنا على تلك الأنواع المصرية الخالصة من السرقة والنهب والإهمال.