أعد الملف: أحمد القاعود البقر حيوان ثديى مجترّ ينتمى إلى شعبة الحبليات، كان حيوانا وحشيا لكنه استُؤنس منذ زمن طويل، ويعد البقر من أهم حيوانات المزرعة فله فوائد شتى، حرث الأرض وإدارة ساقية المياه التى كانت تستخدم فى الماضى، أو الطاحونة التى تطحن الدقيق، قبل أن تنتشر مواتير الكهرباء، إضافة إلى كونه مصدرا مهما من مصادر اللحوم والصناعة المرتبطة بها، والألبان، وكذلك يعتبر مصدرا مهما للجلود التى تستخدم فى الأحذية والملابس وغيرها.للبقر حكايات طويلة فى التاريخ الإنسانى، وورد ذكرها فى أكثر من موقع، وأكثر من قصة فى الأساطير والديانات وأيضا الكتب المقدسة. يصل ارتفاع البقر البالغ نحو 1,5م ويزن ما بين 400 و900 كجم، ويكون الثور أكبر حجما من البقرة، ويكسو جلد البقر طبقة من الشعر القصير يمنحها اللون الخاص بها، ويتراوح سمك الشعر حسب مكان النشأة والتربية، حيث يزداد السمك فى المناطق الباردة ويقل فى الحارّة والاستوائية، وللبقر البالغ 32 سنا ولا تستطيع البقرة قضْم العشب، لأنها لا تملك أسنانا قاطعة فى مقدمة فكها العلوى، ويتعيّن عليها تقطيع العشب عن طريق تحريك رأسها وتجترّ الأبقار غذاءها بواسطة أضراسها، وقرونها جوفاء وغير متفرعة، كما هى الحال فى بعض الحيوانات ذات القرون الأخرى مثل الغزلان، والأبقار التى تولد دون قرون تسمى جمّاء أو جَلْحَاء (عديمة القرون)، وقد زاد ملاك الأبقار من عدد الأبقار الجماء، عن طريق عملية الانتخاب. ويقوم المزارعون بإزالة القرون من معظم الأبقار حتى يمنعوها من إيذاء الأبقار الأخرى أو الناس.
بتاكل أعشاب وأوراق.. البرسيم فاكهتها المفضلة اللبن البقرى لونه أبيض مصفر نتيجة لوجود صبغة البيتاكاروتين. ويكون إدرار البقر للبن أكثر من إدرار الجاموس، ويستطيع بعض سلالات الأبقار أن يربى فى المناطق شبه الصحراوية الجافة، أما الجاموس فلا يعيش إلا فى الأراضى الكثيفة الخضرة، الكثيرة المياه، ولذلك فهو يكثر فى الريف المصرى والسودان والهند وباكستان وفى جنوب العراق حيث تعيش فى الأهوار الجنوبية. ضعيف البصر والسمع ولكن حاسة الشم قوية جدا. الذكر يبلغ وزنه من 680-750 كيلو. الأنثى أكبر حجما 750-820 كيلو. تعيش لفترة طويلة تصل إلى 23 عاما وتتغذى على الأعشاب والنباتات والأوراق، وفى مصر يعد نبات البرسيم غذاءه المفضل، فهو يساعد على كثرة إدرار الحليب. حليب الجاموس كثيف وغنى بالدهن مما يساعد فى إنتاج القيمر (القشطة) منه.
ابعد عن الأزرق: الأنسجة الرخوة دليل اللحم الفاسد يعد لحم البقر من أكثر أنواع اللحوم انتشارا على مستوى العالم، واللحم البقرى صحى وذو درجة تغذية عالية، وأسهل هضما من بعض أنواع اللحوم الأخرى، ويكون غذاء مفيدا للمرضى وضعاف البنية، ولونه أحمر قاتم، والمادة الدهنية للأبقار تمتزج باللحم، وذات لون يميل إلى الصفرة، ونسيجها متماسك، ولذلك لا يبتل الإصبع عند لمسها إلا قليلا جدا، ويجب أن لا يكون بين اللحم والدهن غضاريف، لأن ذلك يدل على كبر سن الحيوان، ويجب أن لا يُشترى اللحم ذو اللون الأحمر الباهت (pale pink)، لأن هذا يدل على أن الحيوان كان مريضا، ويُجتنب شراء اللحم ذى اللون المائل إلى الزرقة، لأنه يكون لحم حيوان ميت غير مذبوح. واللحم الفاسد هو ما كانت أنسجته رخوة، وكان ذا رائحة غير مقبولة. ويوجد لحم البقر فى السوق طوال العام، لكن أجوده ما يباع فى الشتاء، وهناك عدة أنواع من الأبقار لإنتاج اللحم حيث ترعى فى مساحات كبيرة من الأراضى العشبية المفتوحة، غير الصالحة لزراعة المحاصيل، ومن أهم سلالات أبقار اللحم الرئيسية السلالات الست الآتية: الأبردين، أنجس، البراهمان، الشارلاى، الهيرفورد، الهيرفورد الجماء، عديمة القرون، والسمنتال.
فيها شفاء للناس: أمراض محتملة لأكل لحومها: سرطان وجرب وداء فيل جاء فى كتاب فيض القدير للمناوى (ج 2، ص 155) «ألبان البقر شفاء من الأمراض السوداوية، والغم، والوسواس، ويحفظ الصحة، ويرطب البدن، ويطلق البدن باعتدال، وشربه بالعسل ينقى الجروح الباطنة، وينفع من كل سم ولدغة حية وعقرب. وسمنها دواء، إذ هو ترياق السموم المشروبة، كما فى الموجز وغيره، ولحومها داء مضرة بالبدن جالبة للسواد. قال فى الإرشاد: عسر الهضم يولّد أخلاطا غليظة وأمراضا سوداوية، كسرطان، وجرب، وقوب، وجذام، وداء الفيل، وحمى الربع، ويغلظ الطحال» .اه. وفى كتاب «تسهيل المنافع» (ص11) قال المقرى «الألبان جميعها أفضلها لبن البقر، والأنعام هى الإبل والبقر والغنم، قال: لبن البقر أجود الألبان، إلى أن قال: وحليب البقر إذا شرب من تحت الضرع على السكر أخشب البدن، وصفى اللون، وزاد فى الباءة، وحليب البقر يلين الطبيعة، ويزيد فى قوة الأعضاء الضعيفة، وإذا أنقع كان باردا رطبا ثقيلا، ودفع ضرره أن يركب على النار حتى يذهب الماوية عنه». وجاء فى (ص12) «ولبن البقر صالح للجسم، وهو لكل وجع جيد»، وفى (ص13) «الذكرد حار رطب ملين، إذا جمع مع السكر وحُلب عليه لبن البقر وشُرب من تحت الضرع زاد فى جوهر الدماغ، وفى جوهر البصر، ولين الطبيعة، وأذهب الجرب، وقطع الحزاز التى تظهر فى البدن، وقطع جميع العلل السوداوية، قلت: الحزاز هو القوب. (القائل هو العلامة الأزرق)». جاء فى «الطب النبوى» (ج1، ص251) «وأما سمن البقر والمعز فإنه إذا شُرب مع العسل نفع من شرب السم القاتل ومن لدغ الحيات والعقارب». وجاء فى (ج1، ص301) «لبن البقر يغذى البدن ويخصبه، ويطلق البطن باعتدال، وهو من أعدل الألبان وأفضلها». وجاء فى «مجمع الزوائد» (ج5، ص90) «باب التداوى بسمن البقر عن زهير قال: حدثتنى امرأة من أهلى عن مليكة بنت عمرو الزيدية، قالت: اشتكيت وجعا فى حلقى، فأتيتها، فوضعَت له سمن بقر، قالت: إن رسول الله قال: ألبانها شفاء، وسمنها دواء، ولحمها داء».
تسر الناظرين: بنو إسرائيل شاهدوا معجزة إحياء ميت بلسان بقرة فى القرآن الكريم أطول السور تحمل اسم «البقرة»، والبقر من أكثر الحيوانات ذكرا فى القرآن رغم أن مكان نزول الوحى والرسالة السماوية كان فى منطقة نجد التى تحتوى الإبل، وقصة البقرة فى القرآن هى معجزة قام بها النبى موسى عليه السلام، تحكى عن استعانة قومه به لمعرفة من قام بقتل أحد أثريائهم بعد أن تعبوا من البحث، فسأل موسى الله سبحانه وتعالى، فأمره بأن يطلب منهم ذبح بقرة. هذه البقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، ولها مواصفات معينة، وبعد مراوغات كثيرة من بنى إسرائيل لسيدنا موسى عليه السلام، قاموا بإيجاد البقرة وذبحها، وأمسك موسى جزءا من البقرة (وقيل لسانها) وضرب به القتيل فنهض من موته. سأله موسى عن قاتله فحدثهم عنه (وقيل أشار إلى القاتل فقط من غير أن يتحدث) ثم عاد إلى الموت. وشاهد بنو إسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام أعينهم، استمعوا بآذانهم إلى اسم القاتل. انكشف غموض القضية التى حيرتهم زمنا طال بسبب لجاجتهم وتعنتهم، وفى القرآن ارتبط البقر بالقمح فى رؤيا سيدنا يوسف، وذكرت قصة البقرة قبل سبب نزولها فى مقتل واحد من بنى إسرائيل، وعبادة العجل من قبل بنى إسرائيل، وهذا الاهتمام بذكر البقر فإنه يدل على أهمية هذا الحيوان بالنسبة إلى الإنسان، ومدى ما يقدمه له فى معيشته، والفوائد التى تؤخذ منه، وهى كثيرة وأهمها الغذاء، لحوم وسمن ولبن وكساء.
البلدى يوكل: الدمياطى والمنوفى والبحيرى والصعيدى.. نقى السلالة هى خليط من مجموعة سلالات مثل السلالة الهندية ذات السنام، والإفريقية ضخمة التكوين والعظام، وكذلك اختلطت هذه السلالات حديثا بالسلالات الأوروبية، وتختلف الأبقار المصرية فى ألوانها، رغم أنه يغلب عليها اللون الأصفر الرملى، ونجدها عديمة القرون أو ذات قرون صغيرة، وهى حيوانات عمل أكثر منها إنتاجا للحليب أو اللحوم، وهى لذلك ذات صبر وجلَد على العمل وسلسة القياد وهادئة الطبع. جرى العرف على تسمية الأبقار المصرية بأسماء مختلفة مثل الدمياطى والمنوفى أو البلدى والصعيدى والبحيرى والمنزلاوى، وهى ليست سلالات بالمعنى المفهوم، إذ لا توجد سلالة نقية وإنما هى خليط. وهناك عدة أقسام لسلالات البقر فى مصر، ومنها الدمياطى والصعيدى والصحراوى.