قال الدكتور حلمي حسن مدير مشروع التلقيح الصناعي بمديرية الطب البيطري ب6 أكتوبر إن لحوم «العجول المهجنة» آمنة وهي لحوم بلدية خالصة. وأوضح في حوار ل«روزاليوسف» أن هذه العجول نتاج تلقيح إناث الأبقار المحلية بسائل منوي لعجول فرنسية وهولندية عالية الجودة.. ولفت إلي أن هذا المشروع يضمن مضاعفة إنتاجية الأبقار والجاموس من اللحوم والألبان بشكل كبير وبالتالي يمكنه حل مشكله نقص اللحوم والألبان في مصر.. إلي النص.. ما الفكرة التي يقوم عليها المشروع؟ - نشاط استخدام التقليح الصناعي من السائل المجمد بدأ في مصر منذ أوائل الثمانينيات ومعظم محافظات مصر قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال وكانت محافظة الجيزة ومن بعدها 6 أكتوبر من أوائل المحافظات التي طبقت المشروع وفكرة المشروع تعتمد علي تلقيح إناث الأبقار والجاموس بسائل منوي مجمد لسلالات من فرنسا وهولندا وذلك لإنتاج سلالات أبقار وجاموس ذات إنتاجية عالية من اللحوم والألبان كما أنه يتم حفظ السائل داخل ثلاجات وبدرجة حرارة معينة لضمان فاعليته وحتي لا يتعرض للتلف. ولماذا يتم استخدام سلالات فرنسية وهولندية تحديداً؟ - لأنها من أكثر السلالات التي تناسب أنواع الأبقار والجاموس الموجودة لدينا كما أنها عالية الإنتاج وتناسب طبيعة المناخ المصري واختيار السلالة غير المناسبة يؤثر بالسلب علي الثروة الموجودة حالياً بدلاً من الاستفادة منها. ماذا عن تكلفة المشروع؟ - إمكانيات المشروع كلها متوفرة في مصر بدءا من وجود الكوادر البشرية المدربة وتكلفته غير مرتفعة فنحن نقوم بحقن الجاموس بالسائل المنوي بمبلغ 8 جنيهات للجاموسة الواحدة كما قامت المحافظة بدعم المشروع بمبلغ 205 آلاف جنيه لتنفيذه العام الحالي وإحلال وتجديد معدات المشروع وتوسيع قاعدة المستفيدين كما وافق المحافظ علي إنشاء مركز تلقيح اصطناعي مستقل بمركز أوسيم. ماذا عن العائد الاقتصادي للمشروع؟ - أولاً لابد أن نتفق علي أن الثروة الحيوانية في مصر في تناقص مستمر لعدة عوامل مختلفة أهمها زحف المدنية علي القري وتكلفة الأعلاف العالية وبالتالي امتنع الكثيرون من الفلاحين عن تربية الماشية ولذلك فإن فكرة التلقيح الصناعي تزيد من إنتاجية اللحوم والألبان بها فمثلا عجل التسمين يزيد بمعدل 200 كجم في المتوسط وعلمنا بأن وزنه الطبيعي لا يزيد علي 25 كيلو جراما وإذا قمنا بحساب العائد الاقتصادي فإن ثمن كيلو اللحم قبل الذبح 22 جنيها فإذن هناك زيادة في المكسب بنحو 4400 جنيه والبقرة الحلوب يزيد إنتاجها بنحو 700 كجم مما يعني أن هناك عائداً مادياً يقدر ب3500 جنيه. كما أننا لمسنا العائد المادي الذي حققه المشروع في المحافظة العام الماضي فقط ويقدر ب23.7 مليون جنيه وهذا المبلغ نتاج تلقيح نحو 8 آلاف بقرة وجاموسة. هل هناك ربط بين المشروع وصغار المربين للماشية؟ - بالطبع فنحن نقوم بعمل ندوات إرشادية للفلاحين لتوعيتهم بمزايا التلقيح إلا أن الإنسان دائما يكون عدو ما يجهله وبالتالي فإن عملية إقناعهم تكون صعبة جداً وهذا بالنسبة لصغار المربين.. أما عن أصحاب المزارع الكبيرة فلديهم وعي بالعائد الاقتصادي للمشروع ويسعون لتطبيقة. في رأيك هل نحتاج لمزيد من الأبحاث في هذا المجال؟ - المشكلة ليست في وجود مزيد من الأبحاث وإنما في وجود فجوة بين الأكاديميين والتطبيقيين فلا يوجد رابط بينهم وبالتالي فهناك مئات من الأبحاث المهمة حبيسة الأدراج ولم تطبق ولذلك فإن المشكلة ليست في الأبحاث وإنما في تطبيقها علي أرض الواقع ومن المهم أن نعرف أننا أصبحنا في أشد الحاجة لزيادة الإنتاج من اللحم والألبان لسد العجز الموجود لدينا وحتي نستطيع أن نوفر اللحوم البلدية بأسعار أقل من المعروض حالياً. ولكن البعض يتخوف من تناول اللحوم المحسنة وراثياً ويعتبرها ضارة بالصحة؟ - نحن نقوم من خلال التلقيح الاصطناعي بتحسين إنتاجية اللحوم لكن طعم ورائحة ولون اللحم طبيعية فهي لحوم بلدية وببساطة نقوم بعمل تزاوج بين الأبقار الموجودة لدينا مع أخري من فرنسا وهولندا ولذلك فإن الناتج أبقار بلدية تزيد في الوزن وكمية الألبان دون تغيير في قيمتها الغذائية أو طعمها أو لونها وبالتالي لا مجال للخوف من تناولها.