د ب أ أشارت النتائج غير الرسمية لعمليات الفرز الأولية لأصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية الإندونيسية التي أجريت اليوم (الأربعاء 9 نيسان/أبريل) في إندونيسيا إلى تقدم الحزب الديمقراطي الإندونيسي للنضال بزعامة الرئيسة الإندونيسية السابقة ميجاواتي سوكارنو . وينظر الى فوز الحزب الديمقراطي الإندونيسي للنضال - في حالة تأكده - علي انه خطوة كبري تمهد الطريق امام تسمية الحزب لمحافظ جاكرتا الشعبوي جوكو ويدودو بوصفه مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المرتقبة التي ستجري في التاسع من شهر تموز / يوليو / المقبل . واظهرت الاستقراءات الاولي لبيانات اصوات الناخبين المأخوذة من عينات مراكز التصويت تقدم الحزب الديمقراطي الاندونيسي للنضال بنسبة اصوات تبلغ 20 في المائة وذلك طبقا لمؤسسة " انديكاتور بوليتيك " وهي أحد المراكز البارزة لاستطلاعات الرأي في اندونيسيا . وجاء حزب جولكار برئاسة رجل الاعمال ابوريزال بكري في المركز الثاني بنسبة اصوات تبلغ 15 في المائة يعقبه حزب حركة إندونيسيا الكبري / جيريندرا / وهو حزب مرشح الرئاسة المحتمل برابو سوبيانتو وحصل علي 12 في المائة . وقد اوردت مؤسسات ومراكز استطلاعات الرأي الاخري نتائج مماثلة .ولن يتم اعلان النتائج الرسمية قبل شهر آيار / مايو المقبل . وقال اليوم الاربعاء محافظ جاكرتا جوكو ويدودو عقب قيامه بالادلاء بصوته بإحدي اللجان الانتخابية بوسط جاكرتا حيث تم تقديم وجبات للافطار علي انغام إحدي الفرق الغنائية التي قدمت الاغاني العاطفية " انني واثق للغاية من ان حزبي سيحقق انجازا طيبا للغاية " . وكانت العديد من استطلاعات الرأي قد اشارت الى ان ويدودو سيفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة بأغلبية كاسحة . ويتنافس في تلك الانتخابات البرلمانية اثنا عشر حزبا سياسيا بالاضافة الى ثلاثة احزاب محلية باقليم اتشيه وهي الانتخابات الرابعة منذ انتهاج إندونيسيا اكبر دولة تضم عددا من السكان المسلمين في العالم لطريق الديمقراطية في اعقاب سقوط الدكتاتور سوهارتو عام 1998 . وتعد إندونيسيا حاليا ثالث اكبر ديمقراطية بعد الهند والولايات المتحدة . وبوجود عدد يصل الى خمسمائة الف لجنة انتخابية منتشرة في مختلف ارجاء الارخبيل الاندونيسي الذي يتألف من اكثر من 17 الف جزيرة نصفها مأهول بالسكان فقط فإن تلك الانتخابات تمثل مهمة لوجستية هائلة . وقد اضفي الحزب الديمقراطي الاندونيسي للنضال قوة دفع جديدة علي حملته الانتخابية في الشهر الماضي عندما اعلن الحزب عن تفويضه لمحافظ جاكرتا جوكو ويدودو كمرشح للحزب في انتخابات الرئاسة المقبلة . وكانت نتائج استطلاع للرأي اعلنتها مؤسسة انديكاتور بوليتيك الاسبوع الماضي قد اشارت الى ان نسبة تبلغ نحو 51 في المائة من الناخبين سيختارون ويدودو من بين اربعة من مرشحي الرئاسة . ويتمتع ويدودو بتقدم كبير علي اقرب منافسيه وهو سوبيانتو الذي حصل علي نسبة 17 في المائة من اجمالي عدد المواطنين الذين شملهم استطلاع الرأي . وكان ويدودو قد برز على الساحة السياسية عندما كان عمدة لمدينة سولو في باقليم جاوة الوسطي ، حيث نفذ مجموعة من السياسات الشعبوية ، من بينها إتاحة الرعاية الصحية والتعليم بالمجان. ثم فاز في انتخابات محافظ جاكرتا عام 2012، ومنذ ذلك الحين حصل على سمعة طيبة باعتباره زعيما يتسم بالقدرة والكفاءة، ويتمتع بالشعبية من خلال زياراته المتكررة للضواحي الفقيرة بالعاصمة. ويذكر أن الرئيس الحالي سوسيلو بامبانج يودويونو لا يستطيع الترشح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية المرتقبة بعد أن أمضى فترتين في منصبه، ومن المتوقع أن يتأثر حزبه الديموقراطي الحاكم سلبا بعد سلسلة من فضائح الفساد تورط فيها عدد من السياسيين البارزين في الحزب. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في الكشوف الخاصة بالانتخابات البرلمانية 186 مليون ناخب تقريبا، ومن المتوقع أن تبلغ نسبة المشاركة في هذه الانتخابات نحو 80 في المئة . وتتراوح أعمار نحو 56 مليون ناخب أو ما نسبته 30 في المئة من إجمالي عدد الناخبين المسجلين ما بين 17 إلى 29 عاما، ويدلي الكثير منهم بأصواتهم للمرة الأولى في حياتهم. ويتنافس أكثر من 235 ألف مرشح على 560 مقعدا بمجلس نواب الشعب الاندونيسي و132 مقعدا بمجلس النواب الإقليمي، و2137 مقعدا في المجالس التشريعية للولايات، و17560 مقعدا في المجالس البلدية والمحلية. ولكي يكون قادرا على تسمية مرشح للرئاسة فإنه يتعين على الحزب أو الائتلاف المكون من عدة أحزاب أن يحصل على ما نسبته 20 في المئة من مقاعد البرلمان، أو ما نسبته 25 في المئة من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية . ويتوقع محللون سياسيون ان تخسر الأحزاب الإسلامية بعضا من التأييد الذي كانت تحظي به في الانتخابات البرلمانية، التي اجريت اليوم حيث ينأي الناخبون الاندونيسيون بأنفسهم عن السياسات التي ترتبط بالهوية. وكانت الأحزاب الدينية قد فازت مجتمعة بما نسبته 29 في المئة من الأصوات في انتخابات عام 2009 .