سوزى الجنيدى من دعم التيارات المتطرفة إلى دورها فى إثارة الفتن والتأجيج عن طريق وسائل إعلام تابعة لها، تحاول قطر إثارة القلاقل وبلبلة الرأى العام ليس فقط مع مصر، وإنما فى السعودية البحرينوالإمارات وليبيا. والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة على الساحة: كيف ترى قطر دورها فى العالم العربى وأمنه القومى؟ المؤكد أن مصر تعاملت مع تركيا بتدرج فى الخطوات الدبلوماسية نظرًا لأن تركيا دولة قوية غير عربية، بينما يختلف الوضع مع قطر كونها دولة صغيرة وعربية، وقد بدأت القاهرة منذ فترة ليست بالقصيرة بالتعبير عن رفضها للتصريحات التى يطلقها الشيخ القرضاوى من الدوحة، ثم بدأت فى التعبير بشكل علنى عن الرفض لتلك التصريحات، وعن سياسة قناة الجزيرة الإعلامية التى دأبت على تشويه ثورة 30 يونيو. ولم تكتف قطر بالتهجم على مصر، بل قام القرضاوى بالتهجم على الإمارات الأمر الذى أدى لاستدعاء السفير القطرى فى أبوظبى لإبلاغه احتجاج الإمارات الشديد على ذلك الهجوم. ولم تكتف الدوحة بذلك بل كان لها دور سلبي للغاية بالنسبة لليبيا، حيث أشارت مصادر مصرية مطلعة إلى دعم كبير تتلقاه الجماعات والميليشيات المسلحة المرتكزة على الحدود الليبية المصرية من قبل قطر، بهدف تهديد الأمن القومى المصرى وإضعافه. ويذهب البعض إلى حد اتهام قطر بأنها تسعى إلى استنساخ النموذج السورى فى مصر عبر إغراقها بالسلاح المتدفق عبر الحدود الليبية المصرية، بهدف إضعاف القبضة الأمنية والعسكرية للدولة المصرية على أرضها، وإدخالها فى دوامة من الفوضى والاقتتال الداخلى. وبرغم أن وزير الخارجية القطرى، خالد العطية، حاول الأيام الماضية من تخفيف حدة التوتر فى العلاقات عبر تصريحات أشار فيها، أن مصر العمود الفقرى للمنطقة، وأن بلاده دعمت الحكومة المصرية المؤقتة، ولم تدعم حزبًا أو تيارًا، والدليل شحنات الغاز القطرية التى وصلت مصر بعد «30 يونيو"، فإن مصر ردت على لسان السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية بأنه لابد أن تقترن الأقوال بالأفعال. وأشار عبدالعاطى فى رده على سوال ل"الأهرام العربى" أن هناك شواغل وطلبات مصرية كثيرة يتعين من الجانب القطرى التعامل معها بكل وضوح وشفافية، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك مطلوبون مصريون موجودون على الأراضى القطرية مطلوب تسليمهم للعدالة فى مصر، ولم يتم البت أو الرد عليها من الجانب القطرى، وهذه إحدى القضايا المهمة التى يتعين متابعتها بشكل واضحاً. وهناك أيضاً تعامل وسائل الإعلام ومؤسسات إعلامية موجودة على الأراضى القطرية ويتعين أن يخرج موقف قطرى رسمى واضح فى هذا الشأن كما تم فى الحالة الإماراتية ولابد من إدانة ورفض كل التصريحات التى تصدر عن مؤسسات أو شخصيات موجودة على الأراضى القطرية وتجاوزت فى حق مصر. وأضاف عبدالعاطى: الموقف المصرى كان واضحا بإدانة هذه التجاوزات القطرية منذ الخريف الماضى، وكلما حدثت تجاوزات من الجانب القطرى كان الرد المصرى واضحا سواء فى صورة تصريحات رسمية صادرة من الخارجية المصرية أم من خلال اتصالات جرت مع دول عربية شقيقة لعل وعسى أن تقنع الجانب القطرى بالتوقف عن هذه التجاوزات، كما تم فى الرابع من يناير الماضى - وفى خطوة غير مسبوقة من جانب مصر- تم استدعاء سفير قطر لتسليمه رسالة احتجاج شديدة اللهجة. كما أن عدم وجود ردود واضحة من الجانب القطرى على طلب تسليم المطلوبين المصريين، فقد تم منذ لحظات مرة أخرى، استدعاء القائم بالأعمال القطرى لمقر وزارة الخارجية ونقل رسالة احتجاج أخرى للتأكيد على ضرورة تنفيذ ما طلبته مصر وتنفيذ طلبات النيابة العامة والإنتربول لتسليم المطلوبين وضرورة التدخل لمنع هذه التجاوزات فى حق مصر والإعلان عن أنها لا تمثل الموقف القطرى الرسمى. من جانب آخر أوضحت مصادر عربية مطلعة أن هناك تحركا قد يتم من جانب عدد من الدول الخليجية، يبحث فى الرياض وأبوظبى كيفية صد هجمات قطر عن دول الخليج، ومصر، وأن السعودية ستقف وراء الإمارات فى كل مطالبها، مشيرة إلى أن الرياض ستضغط على الدوحة لتقليل حدة هجومها الإعلامى على الحكومة المصرية الجديدة، وأن العاهل السعودى جدد تهديده لقطر بتجميد عضويتها فى مجلس التعاون الخليجى إذا تمسكت بمواقفها العدائية، وقد تقرر كل من القاهرةوالرياضوالإمارات البدء فى حملة تأديب دبلوماسى تجاه الدوحة. و تفيد تقارير إخبارية خليجية أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد يقوم حاليا بجهود وساطة عاجلة ومكثفة، لتهدئة الأوضاع المتوترة جدا بين المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات من جانب، وقطر من جانب آخر حتى إن أنباء تحدثت عن جهود تبذلها المملكة لإخراج الأخيرة من مجلس التعاون الخليجى. والمعروف أن شعبية قطر تراجعت بشكل كبير فى العديد من الدول العربية، كما تتعرض الدوحة لحملة شرسة فى الغرب بسبب تدهور حقوق الإنسان فيها بعد سجن الشاعر القطرى ابن الذيب 15 عاما بسبب قصيدة، وسوء معاملة العمالة الأجنبية، والاتهامات بدعم حركات "إرهابية" فى سوريا.