حسناء الجريسى بمجرد تولى المهندس عاصم شلبى رئاسة مجلس إدارة اتحاد الناشرين، والاتحاد أصبح على صفيح ساخن، ليس فقط لانتمائه إلى جماعة الإخوان ولكن لضعف أدائه داخل الاتحاد وفشله فى حل المشاكل التى تواجه الناشرين مقارنة برئيس الاتحاد السابق، ونظرا لسيطرة أعضاء الجماعة على الاتحاد، قرر مجموعة من الناشرين الإعلان عن فكرة إنشاء نقابة مستقلة تخدم مصالحهم وتوفر الخدمات لزملائهم. «الأهرام العربى» اقتربت من الناشرين للتعرف على المشاكل التى تواجههم داخل الاتحاد، وعن الهدف من إنشاء النقابة الجديدة. يقول الناشر رضا عوض: إن فكرة عمل نقابة مستقلة جاءت لأننا رأينا أن المجلس الحالى لاتحاد الناشرين يتعارض مع الهدف الذى نشأ من أجله، وهو خدمة الناشرين وتسهيل مهامهم وتوفير الرعاية الصحية لهم، ويأسف هو لم يقدم أى شىء من الأهداف التى تأسس من أجلها، ويشير إلى أن مجلس الإدارة الحالى برئاسة عاصم شلبى مغيب. ويرى عوض أن الحل ليس فى الانتخابات لأننا نعرف جيدا أنهم سيفوزون، وذلك لأن عدد دور النشر المنتمية للإخوان أكبر، ويسددون اشتراكاتهم فهم يعملون بآليات محكمة للسيطرة على الاتحاد، وذلك من أجل التغلغل فى الوسط الثقافى المصرى . ويطالب عوض مجلس إدارة الاتحاد الحالى بتقديم استقالته، لأن هذه المرحلة أسوأ مرحلة فى تاريخ اتحاد الناشرين،مشيرا إلى أنه من لم يجد فى نفسه القدرة على إدارة الاتحاد عليه أن يترك مكانه لمن هو أفضل ومن يسهم فى تشكيل وعى القارئ، داعيا أن يتكاتف اتحاد الناشرين واتحاد الكتاب لتطهير مصر من الفساد والإرهاب. ويقترح عوض تعديل القانون الذى بموجبه أنشئ اتحاد الناشرين حتى لا يسيطر عليه حزب بعينه، لأن القانون الذى تم وضعه منذ الستينيات،كانت الدولة المصرية تريد من ورائه التحكم فى عملية النشر. ويستكمل الناشر الجميلى أحمد قائلا: ما دفعنا للتفكير فى عمل نقابة جديدة هو أن اتحاد الناشرين حتى الآن لم يقدم أى خدمة ملموسة للناشرين، فهو مجرد وسيط بين المعارض الدولية والناشرين، يقوم فيها بدور البوسطجى، يستقبل المكاتبات من المعارض إلى الناشرين، وهذا ما يقوم به منذ انشائه، وعمل إفطار جماعى للناشرين تصل تكلفته إلى 150 ألف جنيه، لذلك فعندما تمت أخونة الاتحاد، وذلك باختيار رئيس مجلس إدارة يتبع جماعة الإخوان المسلمين، زادت المشاكل داخل الاتحاد، وبمجرد إعلان الدولة أن جماعة الإخوان إرهابية طالبنا على الفور بحل مجلس الإدارة الحالى وتعديل اللائحة، لكن لم يستجب أحد لمطلبنا، فقررنا إنشاء نقابة مهنية وتكون لهذه النقابة أهمية اعتبارية وتقوم بخدمة العاملين والناشرين المصريين. ويعتقد الجميلى أن وزارة الثقافة لابد أن يكون لها دور مهم باعتبار أن اتحاد الناشرين مؤسسة ثقافية، ويطالب بتطهير الاتحاد من جماعة الإخوان، داعيا الدولة لأن تقوم بدورها تجاه دور النشر التابعة للإخوان، وأن تفعل قوانينها تجاه 68 مكتبة انضم أصحابها للاتحاد برغم أن قانون الاتحاد يرفض عضوية أصحاب المكتبات. وبمجرد تولى عاصم شلبى رئاسة الاتحاد تفاقمت المشكلات، لأنهم لم ينظروا للاتحاد باعتباره عملا نقابيا بل كان شلبى ومسعد زهير ضمن معتصمى رابعة العدوية، فكيف يتابع أعمال الاتحاد إذن؟ ويرى الجميلى أن اتحاد الناشرين ليس ملعبا سياسيا، لذلك يطالب بإقالة عاصم شلبى مؤكدا أنه سيتم الإعلان عن النقابة الجديدة قريبا، خصوصا أن الدستور الجديد ينص على حق الأفراد فى تكوين نقابات مهنية حيث تم إيداع الأوراق فى وزارة التضامن، وبناء عليه ستكون هذه النقابة مسئولة عن النشر. وفى نفس السياق يقول أسامة شتات - بالدار القانونية بمصر والإمارات - إن أغلب دور النشر التابعة لجماعة الإخوان، كانت منبوذة فى أوائل التسعينيات، لكن بقدرتهم الجيدة على التنظيم استطاعوا تكوين شركات وهمية وبناء عليه أصبحوا مسجلين داخل الاتحاد، وبالتالى عندما يتم إجراء انتخابات فى اتحاد الناشرين يحضر هؤلاء بشركاتهم الوهمية، فعندما يحضر خمسون شخصا بأصواتهم يكون العدد الحاضر طبقا لعدد الشركات فى حدود المائتين، وعليه يضمنون فوزهم داخل الاتحاد فى ظل غيبة الناشرين الحقيقيين، مشيرا إلى أن ما ساعدهم على ذلك هو تولى عاصم شلبى رئاسة مجلس إدارة الاتحاد، والذى اختار كل من ينتمى لجماعة الإخوان، وبالتالى سيطروا على أمانة الصندوق ولجنة المعارض. ويذكر شتات أن هناك من قام بتكوين شركة شحن وتصدير وأحضر شخصا غير منتم للجماعة كواجهة، وبالتالى أصبحت الجماعة تستورد الكتب عن طريق شخص مستتر، ما ساعد على أن تصبح هذه الشركة هى الوحيدة التى تشحن آلاف الكراتين وتحرم باقى الشركات المنافسة. ومن ناحيته يوافق محمد مسلم – بمركز المحروسة للنشر والتوزيع - على أى عمل جماعى يخدم قضايا النشر والناشرين، لكنه يتساءل: هل الهدف من إنشاء نقابة مستقلة هو خدمة الناشر أم الظهور فى الصحف والمجلات؟ ويوجه التساؤل للقائمين على فكرة إنشاء نقابة مستقلة ويقول: انتخابات الاتحاد فى الشهر المقبل لماذا لاتذهبون لإسقاط كل من ينتمى لجماعة الإخوان؟ للأسف الجميلى ورضا عوض وغيرهما يتحدثون من أماكنهم، كما يقول مسلم، الذى لا ينكر أنه ضد عاصم شلبى وعادل المصرى وضد المجموعة التى تحكم الاتحاد، وعلى حد تعبيره " كنت واثقا فى عدم قدرة شلبى على إدارة الاتحاد فهو ضعيف مهنيا" . ويعتقد مسلم أن الاتحاد سيفشل فشلا ذريعا بالطريقة التى يعمل بها سواء من ينتمى لجماعة الإخوان أم التيار المدنى الذى ينادى بعمل نقابة مستقلة، ويرى أن دور النشر الإسلامية ليس لديها أى إبداع، فهم يتبعون الفكر القديم لكن لديهم جمهورهم، لافتا النظر إلى أنه فى ظل وجود شلبى انهار الاتحاد. ويعيب على الجميلى ورضا عوض عدم حضورهما انتخابات الجمعية العمومية الأخيرة، «حيث كنا فى حاجة إلى 6 أصوات لحل مجلس الإدارة»، موضحا أنه من الأفضل التركيز فى انتخابات الاتحاد المقبلة ومحاولة حل مجلس الإدارة الحالي، وتشكيل مجلس جديد،بدلا من تقسيم الناشرين وتبادل السباب والشتائم فى المعارض الخارجية وعلى صفحات الجرائد، مما يؤثر بدور سلبى على الاتحاد والنقابة الجديدة أيضا.