حوار محمد أمين مزقت عصابات الإخوان الإرهابية جسده بالمطاوى والسنج، فقط لأنه دافع هو وأربعة من زملائه عن كلية التربية ومنعهم من إحراقها، وتركوه غارقاً وسط بركة من الدماء بعد أن ظنوا أنه توفى، حتى نقله بعض الطلاب إلى مستشفى الجامعة، لترفض إدارتها الإخوانية مجرد دخوله لإنقاذ حياته، وهو الموقف الذى تكرر فى مستشفى الأحرار، لكن العناية الإلهية وحدها كتبت له النجاة، ليعود من براثن الموت شاهداً حياً على جرائم تنظيم الإخوان الإرهابى فى مجزرة جامعة الزقازيق..هنا يكشف لنا الرائد حسنى عبدالله، العائد من الموت، ساعات الرعب والدم فى حواره الذى تنفرد به "الأهرام العربى"..كنا نتوقع أحداثا ساخنة بعد علمنا أن أساتذة الجامعة الإخوان، خصوصاً في طب وعلوم وهندسة اجتمعوا في منزل المعزول مع زوجته لأكثر من 4 ساعات، لكن لم نتوقع هذا الإجرام والحقد والكراهية..وكان الاجتماع يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ديسمبر، والأحداث الدامية كانت في اليوم التالي مباشرة وأبطال هذه المجزرة التي حدثت لنا هي عصابات محمد سعيد مرسي العياط، ابن شقيق مرسي طالب الحقوق انتساب وهي عصابات يقودها كل من عمرو موسى طالب الهندسة، وعمر الحوت صيدلة، وعمرو العقيد، ومحمد لبيب، وأبو بكر عمر، وهؤلاء يقودون عمليات حرق وتخريب الجامعة مع أعضاء هيئة تدريس من الإخوان من شهر أغسطس الماضي أي قبل بدء الدراسة ومقدم ضدهم عشرات البلاغات بالحرق والتخريب والشروع في قتل ولم يقدموا لأي محاكمة حتى الآن. لماذا لم يتم القبض عليهم؟ لا أعلم فنحن كأمن إداري قمنا بضبطهم أكثر من مرة ورفضت مديرية أمن الشرقية وقسم ثان الزقازيق، استلامهم ونجحنا في تسليمهم إلى قسم الشرطة أكثر من مرة وسلمنا معهم فيديوهات وصوراً لأعمال التخريب والاعتداءات التي يقومون بها ضد الجامعة ومنشآتها، ولكن كل مرة كنا نفاجأ بالإفراج عنهم من نيابة ثان الزقازيق أو بقرار من المحامي العام، ليعودوا مرة أخرى للاعتداء علينا وعلى الجامعة. كيف تدخل الأسلحة؟ بوابة كلية الطب هي النافذة الأساسية التي يتم دخول الأسلحة والبلطجية منها إلى داخل الجامعة، حيث تتجمع سياراتهم حول أسوار كلية الطب والعلوم والهندسة ويدخل البلطجية ونساء الإخوان ويندسون داخل التظاهرات بعد دخولهم مستشفيات الجامعة على أنهم أقارب مرضى، ومنهم من يقفز من فوق الأسوار، ومنهم من يدخل في سيارات أعضاء هيئة التدريس ويحملون الأسلحة والخراطيش، وعمداء الكليات الإخوان يساعدونهم بفتح أبواب الأسطح وإدخال كميات من الزلط والرمال بحجة ترميم بعض المكاتب والمعامل التي تخص في معظمها أساتذة إخوان، حيث يستخدم الزلط في الاعتداء على المنشآت والطلبة وكذلك يتعاون معهم أصحاب الكافتريات بالجامعة والتي تعاقد معهم رئيس الجامعة الإخواني السابق، حيث يقوم بعضهم بإدخال المواد الحارقة والمولوتوف التي تستخدم في الحرق والتخريب في سيارات نقل المواد الغذائية والتروسيكلات التي توصل طلبات لهذه الكافتيريات. ولماذا لم تتم المواجهة؟ منذ عامين وقائد الحرس الجامعي العميد شريف عبدالفتاح، يطالب بعمل بوابات إلكترونية واستخراج كارنيهات للطلبة والموظفين وأعضاء هيئة التدريس للفصل بين الكليات، لكن عمداء الكليات الإخوان يرفضون ذلك، ونحن كحرس جامعي إداري لا نملك أي وسائل اتصال أو أسلحة للدفاع عن النفس والمنشآت وعددنا قليل جدا، ولك أن تتخيل أننا لمدة 6 أشهر نواجه عصابات مدربة من الطلبة على التكسير والتخريب والحرق ولا يساعدنا أحد ونعمل بالجهود الذاتية. ماذا عن الأربعاء الدامي؟ الأربعاء الدامي، كنا نتوقع أحداثا ساخنة بعد اجتماع زوجة المعزول مع أعضاء هيئة التدريس الإخوان في منزلها خلف عزبة مرعي، وهروب عصابات ابن شقيق مرسي، الذي يتم إخفاؤه غالبا بين التجمع الخامس في القاهرة وبين قرية الديدامون التابعة لمركز فاقوس، حيث يتجمع هؤلاء عن طريق قرع الطبول، فعند سماع صوت الطبل يبدأ طلاب الإخوان والبلطجية المستأجرون بالمال في التجمع ناحية الصوت من الطلبة عند كلية العلوم التي دائما يوجد أمامها كميات كبيرة من الزلط، ثم يتوجهون إلى ناحية كلية الطب، حيث يأمر عميد كلية الطب الإخواني بفتح البوابات بحجة السماح للمظاهرة بالخروج بعيدا عن الجامعة، ثم تدخل المجموعات المأجورة والبلطجية مع الطلبة عائدين إلى الجامعة حاملين العصي والأسلحة والشوم، ويتجهون إلى أماكن يحددها لهم أساتذة الإخوان من أعضاء هيئة التدريس، وكثيرا ما حطموا سيارات أعضاء هيئة تدريس وموتوسيكلات ودراجات لموظفين وعمال، لأنهم يرفضون أعمالهم الإجرامية.وقد بدأ تجمع هذه العصابات الإجرامية بقيادة ابن شقيق مرسي، في التاسعة صباحا وكانت أعدادهم قليلة، لكن بعد توجههم إلى كلية الطب وعودتهم فوجئنا بأعداد كبيرة وبينهم كثيرون من خارج الجامعة، وقامت مجموعات منهم بإطلاق الشماريخ وإلقاء الزلط على العديد من الكليات كالحقوق والهندسة والآداب لإرهاب الجميع، ثم فوجئنا بالجميع يتجه ناحية كلية التربية ويغلقون الأبواب من الخارج بالجنازير على الطلبة في لجان الامتحان ومن معهم، وجاءوا بجراكن بنزين كثيرة وزجاجات مولوتوف، حيث كانوا يخططون لحرق الكلية ومن فيها، فتركت مكاني في حراسة كلية الحقوق وكذلك فعل الرائد عبدالله الشحات، ضابط كلية التكنولوجيا ومعنا 3 من أفراد الأمن محمود سليمان، وأحمد فكري، وثالث لا أذكر اسمه حاليا وتصدينا لهذه المحاولات، وكنا نحمل طبنجات صوت أنا والرائد عبدالله، واستغثنا بالعميد شريف الذي استنجد برئيس الجامعة للاتصال بمدير الأمن والمحافظ لإنقاذ حياة الطلاب وكل من في كلية التربية، ونجحنا في تحطيم السلاسل والجنازير من على البوابات وتنبيه من بالداخل، ثم فرغت طلقات الصوت التي كانت معنا وتجمع حولنا المئات من بلطجية الإخوان وابن شقيق مرسي، حتى حاصرونا وسقطنا في أيديهم وظلوا يضربوننا بالسنج والمطاوي والجنازير حتى اعتقدوا أننا متنا إلى أن تحرك العديد من الطلبة والطالبات الذين ظلوا يصرخون، حتى تجمع عدد من الطلبة من غير المنتمين للجماعة الإرهابية ونجحوا في إبعاد البلطجية والإرهابيين عنا وحملونا إلى المستشفى الجامعي، فرفض الأطباء الإخوان دخولنا ونقلونا إلى مستشفى الأحرار، فحدث نفس الموقف وتم نقلنا إلى عيادات خاصة وأنقذتنا العناية الإلهية من الموت. ماذا عن الاعتداء على الأساتذة؟ عرفنا فيما بعد أن العصابات الإجرامية هذه قابلت العميد شريف، عند مدخل كلية الهندسة واعتدوا عليه بالشوم وأصيب في الرأس وبنزيف داخلي، كذلك قام ابن شقيق مرسي بسرقة موبايلاتي والطبنجة الصوت منى أنا والرائد عبدالله الشحات، وقاموا بالاتصال على خطوطنا الجديدة من تليفوناتنا المسروقة وهددوننا بضرورة سحب البلاغات المقدمة ضدهم أو سيقتلون أبناءنا، وذلك بعد أن تم تسريب بياناتنا الشخصية لهم من مديرية أمن الشرقية أو الأمن الوطني حيث حصلوا على العناوين وكل التفاصيل عن بيوتنا وزوجاتنا وأولادنا. أما العميد شريف، فقد أنقذته تظاهرة من طلاب التربية الرياضية بنين التي خرجت للتنديد باعتداء طلاب الإخوان بقيادة ابن شقيق مرسي على فتيات كلية التربية الرياضية بنات والتحرش بهن. وما موقف الشرطة؟ عرفت وأنا هنا على الفراش بعد العودة من الموت المؤقت، أن هناك مشادة حدثت بين رئيس الجامعة ومدير أمن الشرقية، بسبب تأخره في الاستجابة لاستغاثات الجامعة خصوصاً أن مدير الأمن جاء بعد انتهاء المجزرة بعد عدة اتصالات واستغاثات من رئيس الجامعة بالمحافظ لعدم استجابة مدير الأمن، والذي حين جاء تساءل: أين أعضاء هيئة التدريس؟ وأين الموظفون وباقي الطلبة؟ لماذا لا يدافعون عن الجامعة هوه كل حاجة على الشرطة؟ وبالمناسبة فنحن لسنا أول ضحايا عصابات ابن مرسي فهناك طالبان أحدهما بالحقوق والآخر من تربية رياضية تعرضا لمجزرة مماثلة ونجيا أيضا من الموت بأعجوبة وكذلك أكثر من 20 عضواً من الحرس الجامعي تعرضوا لمثل هذه الاعتداءات الإجرامية منذ أغسطس الماضي ولم يقدم أحد للمحاكمات على ما يقومون به من إجرام.