أمل سرور «ننوس عين أمه» .. الحيلة بسلامته .. نن قلبى ونبض دمى وحياتى وروحى ودنيتى اللى نورها بوجوده منذ أن كان يطرق بأصابعه الصغيرة باب رحمى، معلنا عن رغبته فى الخروج إلى دنيانا أو غابتنا التى نعيش فيها . لقد حددت منذ أن كان عمر إسلام عامين أن يدخل نظام التعليم «الإنترناشيونال « أى الأمريكان أو البريتش» . وللحق لم يراجعنى فيه والده، وكان همنا الأوحد أن ندبر أولا المبلغ الشهرى للحضانة الأيرلندية تمهيدا لدخول معترك المدارس الدولية . وأخيرا وجدنا مدرسة دولية فى المعادى .. لطيفة وفيها تنوع ما بين المحجبات والمتبرجات ولا يوجد فيها سوى مدرس واحد ملتح .. اجتاز إسلام امتحان القبول بتفوق ودفعت مايقرب من 24 ألف جنيه شاملة الباص والملابس والكتب، وبدأ العام الدراسى 3 شهور زى الفل وكله تمام، لكن ابنى لا يحب المدرسة يستيقظ بصعوبة ليست كعادته أبدا، ويذهب ويعود كئيبا والمفاجأة أنه يرفض أن يقرأ قرآنا معى قبل النوم وأنا قد عودته على ذلك . سألته : ليه يالوما؟ أجابنى : ما بحبش القرآن ده يامامى أنا زهقت كله قرآن فى المدرسة والبيت أنا مش عاوز ومش بحب ربنا. أسقط فى يدى ما هذا التغيير إذن، علىّ أن أذهب إلى المدرسة وعلى الفور فى اليوم الثانى ذهبت فرفضت السكرتارية أن تقابلنى بالمدرسين لأن هذا لم يكن اليوم المحدد، بصراحة عملت هليلة إلى أن جاءتنى المديرة بنفسها وفوجئت بأنها مرتدية الخمار الطويل وهتبدأ تكلمنى بالإنجليزى، لم أشعر بنفسى إلا وأنا أقول لها اعدلى لسانك الله يخليكى النبى عربى وكلمينى بقى بالعربى علشان أنا زهقت .. حكيت لها ما حدث وقالت لى إنها ستنظر فى الموضوع، وأن حصة الدين ساعتان كل يوم، قلت لها كتير، إحنا على أيامنا كانوا يومين فى الأسبوع وحصة للمسيحيين، اكفهر وجهها وقالت بصوت عال لا لا إحنا ماعندناش مسيحيين فى المدرسة قلت لها ليه إن شاء الله كفرة يعنى ولا صهاينة؟ قالت لا أبدا إحنا مدرسة مسلمة ومابنقبلش مسيحيين. قلت لها طيب ابقى سلمى لى على الإسلام والمسلمين والنبى. «مجبر أخاك لابطل» لازم أستمر فى المدرسة دى لأنى دافعة القسط الأولانى بألوفات وهنقله لازم فى التيرم التانى لما يكون إيه. إسلام يعود لى بكم من الطلبات والألوان والحلويات على أن تعود معه فى اليوم التانى .. فى إيه يالوما عندك حفلة يا حبيب ماما؟ أيوة هجرة الرسول .. آه السنة الهجرية وكمان إجازة يا مامى. اشترى كل مايطلبونه ويذهب لوما ليحتفل بالسنة الهجرية ويعود ومعه لوحات مكتوبة يقوم بلزقها على باب الحمام وأخرى على ظهر الحمام، إنه دعاء دخول الحمام وآخر دعاء الخروج وملصقات أخرى فخمة يطالبنى أن أقوم بلصقها على باب الأسانسير، إنه دعاء السفر ومجلد فخم لأذكار الصباح والمساء أقوم بتحفيظها له. إيه ده طفل فى «كى جى 1» يحفظ الأذكار ده أنا مش حافظاها يا سلام يا إسلام .. كتمت غيظى فلا أملك سواه إلى أن وقعت الواقعة .. أنتظر الكريسماس لأحضر لإسلام الهدايا اللى جابها بابا نويل وننفخ البلالين وناكل الحلويات ونطفى النور الساعة 12 لنحتفل بالعام الجدبد .. انتظرت أن تطالبنى المدرسة بنفس الطلبات التى طلبتها منى فى السنة الهجرية فلم يحدث، فاتصلت هاتفيا بهم وسألتهم فكان الرد الصادم هو.. إحنا مابنحتفلش بالسنة الميلادية ده حرام أعيادنا الرسمية هى الهجرية والفطر والأضحى، فى اليوم التانى كنت أمام المديرة أسحب أوراق إسلام وأنا لا أعرف أين سأقدم له .. وعندما سألتنى المديرة ليه: قلت لها لأنى مش عاوزة ابنى يطلع إخوانجى يقول للمرشد ولا الضالين آمين، ولا عاوزاكم إنتم تعلموه الحلال والحرام، لما تبقوا تتعلموه أنتم الأول تبقوا تعلموه لعيالنا. أيام قليلة وهدانى الله إلى مدرسة دولية فى المعادى، آه بدفع شىء وشويات لكن ربنا يخلى لنا الجمعيات اللى فاتحة بيوتنا ومسددة ديوننا .. مدرسة يحبها نن عيونى وبالمناسبة يحب القرآن ويحفظه ويتعلم العربية ويجيدها ومتفوق فى الإنجليزية، وكمان باين عليه هيطلع يحب الألمانى لأنى اخترتها له لتكون اللغة الثانية أهم حاجة إنى أنقذته من براثن الإخوان ومن فتاويهم ومن عقولهم الظلامية، ولكن إذا كنت أنقذت ابنى فكم أم وكم أب يريدون أن ينقذوا أولادهم ولا يعرفون. إذا كان مرسى وجماعته وعشيرته قد سقطوا فإن أياديهم الملوثة المتاجرة بالدين يجب علينا اجتثاثها، هم متغلغلون فى التعليم، وهذا أخطر ما يمكن علينا وها أنا أوجه نداء لوزير التعليم ولكل المنوطين بالأمر أن يلتفتوا للمدارس الإخوانجية التى لن تتركنا فى حالنا، يجب ألا تترك الأمور عايمة و«سداح ومداح» خصوصا عندما يتعلق الأمر بعقول أطفالنا، أى أجيالنا الذين من أجلهم قمنا بثورة 30 يونيو . وهاهو "إسلام" يدخل هذا العام الدراسة الجد ليلتحق بالصف الأول الابتدائى، وها أنا أرفرف من السعادة بأننا نستقبل هذا العام معا بدون إخوان ولا مرسى والأخايب ولا مرشد، أتمها الله علينا وعلى مصر بالخير .