محمد عيسى - تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شهد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي بأبوظبي مساء اليوم السبت، حفل توزيع جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السابعة وذلك بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، ضمن برنامج فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. شهد الحفل معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومعالي الدكتور هادف الظاهري وزير العدل ومعالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم ومعالي مغير الخييلي رئيس مجلس ابوظبي للتعليم وسعادة مبارك المهيري مدير هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وعدد من كبار المسئولين وحشد من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة إلى جانب نخبة من المفكرين والمثقفين والإعلاميين ضيوف معرض أبوظبي للكتاب. وكرم سموه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر الفائز بجائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية. ويعد الدكتور أحمد محمد الطيب من الشخصيات التي تجمع بين البحوث الأكاديمية المتخصِّصة في الفلسفة التي درس أصولها في فرنسا والبحوث العلمية الجادة والمنهج التدريسي الناجح في جامعات عربية عديدة فضلا عن كونه من العلماء الذين يمثلون الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلوّ والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار. كما كرم سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان الفائزين بالجائزة وهم الكاتبة اللبنانية الدكتورة أليزابيث سوزان كساب الفائزة بفرع التنمية وبناء الدولة عن كتابها "الفكر العربي المعاصر.. دراسة في النقد الثقافي المقارن" والكاتب المغربي عادل حدجامي الفائز بفرع المؤلف الشاب عن كتابه "فلسفة جيل دولوز في الوجود والاختلاف" والكاتب التونسي الدكتور فتحي المسكيني الفائز بفرع جائزة الشيخ زايد للترجمة عن ترجمته لكتاب الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر "الكينونة والزمان". وكرم سموه كذلك الكاتب العراقي الدكتور عبد الله إبراهيم الفائز بفرع الفنون والدراسات النقدية عن كتابه "التخيُّل التاريخي.. السرد والإمبراطورية والتجربة الاستعمارية" والباحثة البريطانية مارينا وورنر الفائزة بفرع الثقافة العربية في اللغات الاخرى عن كتابها "السِحرُ الأغرب.. وألف ليلةٍ وليلة" وتسلمت الجائزة نيابة عنها ابنتها بياترس. حصل المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب في دولة الكويت على جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية لدوره الرائد خليجياً وعربياً منذ تأسيسه في 17 يوليو 1973 ليكون مؤسسة ثقافية ترعى الآداب والفنون من خلال مجموعة من المطبوعات المميزة وتسلم الجائزة سعادة علي اليوحه الأمين العام للمجلس . وتم حجب فرع جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل والناشئة وكذلك فرع جائزة الشيخ زايد للآداب. وعقب تكريمه ألقى فضيلة شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب كلمه تقدم فيها بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، نائب رئيس المجلس التنفيذي في إمارة أبوظبي، ثم القائمين على أمر هذه الجائزة. وأضاف: "وأقدم شكري لذكرى الراحل العظيم حكيم العرب وفارسها المغوار وباعث نهضة دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، هذا البطل العربي الذي لا تزال مآثره الخالدة وأياديه البيضاء ممتدة في ربوع مصر كلها، بل في جميع أنحاء العالم ناطقه بفضله وشاهده بنبله وأريحيته وغوثه للفقراء والمعوذين، وحسبه فضلا قول الله تعالى "إنا نحن نكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين". وأضاف: "قد امتدت آثار الراحل إلى الأزهر الشريف تدعمه وتشجعه، وحسبنا أن نذكر بالفضل مركز الشيخ زايد للغة العربية لغير الناطقين بها في الأزهر الذي يتعلم فيه خلق كثير، والمشروع الضخم بإنشاء مكتبة حديثة للأزهر لجمع آلاف مخطوطاته. اعتز بالجائزة وقيمتها الأدبية والعالمية وما ترمز إليه تخصصاتها المتعددة من تكريم للإبداع والشباب الموهوبين وأعد ذلك من معالم يقظة الإمارات، واحتضانها لثمرات العقول، وأحسب أن هذا التقدير يشجعنا جميعا للمضي على طريق الوسطية التي تجمع بين الأصالة، والمعاصرة، والتمسك بالسلم والأمن والتعايش. وكان الحفل قد استهل بعزف النشيد الوطني ثم عرض فيلم عن مسيرة الجائزة وفروعها وأهدافها. وألقى بعد ذلك الدكتور علي بن تميم الامين العام للجائزة كلمة في مستهل الحفل قائلا "أنت يا من تجمعين تحت هذه السماء النيرة الصافية سماءِ المحبة والعطاء سماء التعايش والأخوة والإنسانية سماءِ الإمارات الناصعة وفي القلب منها عاصمتُها الحبيبةُ أبوظبي عاصمة القلم النابض والكلمة الحرّة والمعرفة المتطلعة إلى المستقبل تجمعين نخبة من المفكّرين والمثقفين والأدباء والتنويريين حاملة في آن معاً أمانتين غاليتين: أمانة الكلمة، وأمانة الاسم الذي تسميت عليه: اسم الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صاحب الحضور الاستثنائي الذي لا يمكِّن الغياب منه لأنه يظّل نبض القلوب وضوء العيون، ذلك الحضور المزدهي بالحضور أول الفرح وأول العطاء ونبراس الحكمة والبناء". وأضاف بن تميم "أية سعادة تديم عشقنا للمعرفة، محبة سابعة تجمعنا، أفقاً أرحبَ تلامسُ جبينَه أناملُ اللغة، حلمُ البحر وحداء الصحراء، الرمال القارئة والفكرة المشعة وعشبةُ الحروف الخضراء وشجرتها الفارعة... نور يضفي علينا سكينته، نتنفّس عبق أزهاره المتفتحة، ربيع دائماً لا تقوى عليه العتمة ولا تخدش جماله الأيادي والعيون والقلوب المكفهرة، ربيعٌ ينشر أجنحة وفائه الوارفة على ينابيع الإبداع والتنوير واليقظة بعيداً عن التشرذم والصعود على أكتاف الدين". وأضاف بن تميم موجها حديثه للفائزين "فضيلة شيخ الأزهر الشريف، أيها الفائزون الكرام، لأنتم حماة الأبجدية والعقل، والبصر والبصيرة، لأنتم حملة راية التنوير، تلك الراية التي لم تنل منها أيادي العابثين، ولا أفسدتها نوايا المفسدين، مصداقاً لقوله تعالى: "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون".. "والله يعلم المفسد من المصلح". وأكد الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب أن الجائزة في عامها السابع تستلهم خطواتها من رؤية القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ومتجددة بالمتابعة الحريصة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وأصبحت من أكثر الجوائز تقديراً واحتراماً. وقدم بن تميم في ختام كلمته الشكر الجزيل لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي في إمارة أبوظبي لحضوره الحفل.ويحصل الفائز بلقب "شخصية العام الثقافية" على جائزة قدرها مليون درهم إضافة إلى "ميدالية ذهبية" تحمل شعار "جائزة الشيخ زايد للكتاب" وشهادة تقدير بينما يحصل الفائزون في الفروع الأخرى على 750 ألف درهم إضافة إلى "ميدالية ذهبية" تحمل شعار الجائزة وشهادة تقدير. يشار إلى ان المشاركة في فروع الجائزة خلال هذه الدورة وصلت إلى 1262 مشاركة مما يعدُّ مؤشراً إيجابياً يؤكد أن الفرصة قد منحت لمعظم العاملين في حقول الفكر والثقافة والمعرفة والإبداع. يذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تأسست عام 2006 وهي جائزة مستقلة ومحايدة تمنح سنويا للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب تكريما لإسهاماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية وتحمل اسم مؤسس دولة الإماراتالمتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.