يشارك الكرادلة الناخبين ال 115 بالكنيسة الكاثوليكية في وقت لاحق اليوم الأربعاء في جولة جديدة من التصويت بعد ثلاث جولات غير حاسمة في الانتخابات البابوية التي ينتظرها العالم بفارغ الصبر والتي تجري داخل كنيسة سيستين في الفاتيكان. كان الدخان الأسود قد ظهر مجددا من المدخنة أعلى كنيسة سيستين التي تزين سقفها اللوحة الجدارية الشهيرة لمايكل أنجلو حوالي الساعة 1140 (1040 بتوقيت جرينتش) اليوم الأربعاء على نحو مبكر جدا مما كان متوقعا ، في اشارة للعالم بأن البابا الجديد للفاتيكان لم يتم اختياره بعد. وكانت الجولتان اللتان عقدتا صباح اليوم إضافة إلى الجولة الأولى من التصويت التي جرت أمس الثلاثاء في الاجتماع السري قد انتهت جميعها بتصويت غير حاسم . ويستمر التصويت حتى يحصل أحد المرشحين على أغلبية الثلثين (77 صوتا على الأقل). وقال مسؤولون بالفاتيكان إنه في حالة عدم اختيار البابا بحلول مساء الجمعة المقبل تتوقف عملية الانتخاب يوم السبت على أن تستأنف يوم الاحد. وعلى الرغم من أنه بات واضحا للعيان أنه لا يوجد تفضيل واضح لأي من المرشحين ليصبح بابا الكنيسة رقم 266 فقد حذر المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي المراقبين من استنتاج أن الاجتماع السري للكرادلة قد وصل إلى طريق مسدود. وقال الأب لومباردي ، في بيان صحفي اليوم الأربعاء " إن ما حدث هو تقريبا ما توقعناه" مؤكدا إن التصويت غير الحاسم ليس "دلالة على انقسامات معينة" بين الكرادلة. وكان الكرادلة أو ما يطلق عليهم أمراء الكنيسة الذين ارتدوا العباءات الحمراء قد قضوا ليلتهم في نزل الضيافة "سانتا مارتا" الذي يعتقد أنه يشهد المناقشات حول أفضل المرشحين لخلافة البابا المستقيل بنديكت السادس عشر. وأضاف لومباردي:" إن الكرادلة أحرار في تنظيم وقتهم داخل سانتا مارتا .. وهذا يشمل المناقشات بينهم". ويشير الخبراء المتخصصون في شؤون الفاتيكان إلى أنه ليس هناك مجال كبير للمناقشة داخل كنيسة سيستين ، حيث يخصص للكرادلة مقاعد ثابتة ويقتصر نشاطهم على الصلاة والإدلاء بأصواتهم وذلك بوضع علامة تعبر عن اختيارهم على ورقة مستطيلة بسيطة. وفي الوقت الذي استدعي فيه الكاردينال الألماني كارل ليمان مؤخرا إلى إذاعة الفاتيكان اتسم الجو داخل المجمع الانتخابي بالهدوء ، حيث لا توجد ماقشات صاخبة وحيث يسير الكرادلة ببطء نحو صناديق الاقتراع. ويعلن عن نجاح عملية انتخاب بابا جديد لمليار و200 مليون كاثوليكي في العالم بانبعاث الدخان باللون الأبيض من المدخنة حيث يتوقع العديد من المصادر المطلعة أن تكتمل العملية في غضون أيام. يذكر أنه يجري خلال الجولتين أو الثلاث جولات الأولى من التصويت تحديد المرشحين الحاصلين على أكبر تأييد. وتضم القائمة القصيرة للمرشحين للكرسي البابوي: كاردينال إيطاليا أنجيلو سكولا ، وكاردينال البرازيل بيدرو أوديلو شرير ، وكاردينال الولاياتالمتحدة تيموثي دولان ، وكاردينال كندا مارك أوليه ، وكاردينال غانا بيتر توركسون ، وكاردينال الأرجنتين ليوناردو ساندري. ويبدو الأمر كمنافسة بين الإصلاحيين وهؤلاء الموالين للكوريا الرومانية ( وهي الجهاز الإداري والتنفيذي والاستشاري الذي يساعد البابا في الفاتيكان على إدارة مهامه المختلفة) وهو ما يعادل الحكومة في الفاتيكان. ومع ذلك ، يلمح الخبراء المتخصصون في شؤون الفاتيكان حاليا إلى أن عميد مجمع الكرادلة ، الكاردينال أنجيلو سودانو ، قد أشار في عظته قبيل بدء الاجتماع السري إلى احتمال أن يكون البابا الجديد من خارج هاتين الفئتين .. حيث رسم سودانو صورة للبابا الجديد كرجل خير قادر على نشر الإنجيل وتوحيد الكنيسة . وكان آخر أسماء المرشحين للبابوية التي أشارت إليها وسائل الإعلام الإيطالية هو أسقف جوادالاجارا (في المكسيك) فرانسيسكو روبل أورتيجا /64 عاما/. يذكر أن جميع المشاركين في عملية انتخاب البابا منعزلون تماما عن العالم الخارجي ، حيث يحرمون من استخدام الانترنت أو الهواتف أو مشاهدة التليفزيون أو سماع الإذاعة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن كنيسة سيستين وسانتا مارتا محميتان بأجهزة تشويش إلكترونية لمنع حدوث أي تنصت. هذا ويتابع البابا السابق بنديكت السادس عشر، الذي استقال من منصبه بشكل غير متوقع في 28 شباط/فبراير الماضي العملية الانتخابية من مقر اقامته في قلعة جاندولفو خارج روما، ولكن من غير المتوقع أن يحضر صلاة الاحتفال بتنصيب البابا الجديد التي اشار لومباردي إلى احتمال إقامتها في 19 آذار / مارس الجاري.