اتفق مجمع الكرادلة علي عقد اجتماع تمهيدي غدا في الفاتيكان استعدادا لانتخاب بابا جديد وذلك بعد دخول استقالة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر رسميا حيز التنفيذ الخميس الماضي. ووجه عميد الكرادلة انجيلو سودانو رسائل الي جميع الكرادلة الناخبين وغير الناخبين طالبا إياهم حضور "مؤتمر عام" غدا في القاعة التي تجري فيها اجتماعات الأساقفة والمؤتمرات التي ينظمها الكرسي البابوي. وسيعقد زعماء الكنيسة في البداية جلسة غير رسمية قبل بدء جولات المحادثات التقليدية في الوقت الذي لا تزال فيه بعض التفاصيل غير واضحة نتيجة خروج البابا بنديكت عن التقاليد المتبعة بانتهاء البابوية بوفاة البابا. ومن المرجح الإسراع بانعقاد المجمع السري لاختيار البابا الجديد خلال الأسبوع التالي، بحيث يمكن انتخاب بابا في الوقت المناسب ليرأس جميع المراسم استعدادا لعيد الفصح في شهر أبريل وهو الأهم لدي المسيحيين. ويجري تداول أسماء عدد من المرشحين لخلافة البابا ومنهم الإيطالي انجيلو سكولا والكندي مارك ويليه والنمساوي كريستوف شونبورن والمجري بيتر اردو والبرازيلي اوديلو شيرير والغاني بيتر تركسون والفيلبيني لويس انتونيو تاجلي. ويبلغ عدد الكرادلة الناخبين 115 كردينالا وتقل أعمارهم عن 80 عاما ومن المقرر أن يدخلوا كنيسة "سيستين" من أجل الاجتماع السري الذي سيختار البابا الجديد. وفي العادة لا يسمح للكرادلة (أي لرجال الدين المسئولين في الفاتيكان)، أن يختاروا البابا قبل مرور ما بين 15 إلي 20 يوماً، بعد أن يخلو المقعد من صاحبه، سواء كان ذلك بالوفاة كما جرت العادة، أو بالتنحي، كما هو حال البابا بنديكت السادس عشر، الذي يعتبر حالة نادرة، إذ لم يستقل أحد من منصب البابوية إلا مرة واحدة قبل 600 عام. ويتم توزيع أوراق التصويت علي الكرادلة ليختاروا اسم مرشحهم ويطووا الورقة، ومن ثم يتوجهون، واحداً بعد الآخر، بالترتيب حسب الأعمار من الأكبر إلي الأصغر سناً، إلي وعاءٍ يتوسطهم ليضعوا أوراقهم فيه. ويمكن للكاردينال المرشح أن ينال المنصب، إذا حصل علي ثلثي الأصوات زائد واحد، وإن لم يتم الحصول علي اسم واحد، عندها تتم عملية التصويت ثلاث مرات خلال اليوم الأول. وبعد الحصول علي نتائج الاقتراع يتم وضع أوراق التصويت في المدفأة الموجودة في الكنيسة التي يتم فيها التصويت، وفي حال عدم تحديد المرشح الفائز، تضاف مواد كيميائية إلي أوراق التصويت التي وضعت لتحترق، وليظهر دخان أسود، وعندها يعلم المراقبون المتواجدون في ساحة القديس بطرس أنه لم يتم اختيار البابا بعد. أما في حالة الدخان الأبيض، فإنه إعلان من الكرادلة للعالم بأسره بأنهم تمكنوا من اختيار البابا الجديد.